عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-12-2003, 01:32 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أخي / صقر الإمارات

جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الذي نحن بأشدّ الحاجة له اليوم ليكون فينا
وما أحوجنا لذلك ، لنجعل من سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لنا قدوة نتبع خطواته
وقد جعل الشيخ / سعود الشريم ( التواضع ) موضوعاً لإحدى خطبه بالمسجد الحرام وقد جاء فيها :- لقد تكلم في التواضع أهل العلم والحكمة وأجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم مبينين ماله وما عليه، بالأدلة الشرعية، فجعلوا منه التواضع المحمود والتواضع المذموم، فكان من التواضع المحمود أن يترك المرء التطاول على عباد الله والترفع عليهم والإزراء بهم حتى مع وقوع الخطأ عليه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً)) [رواه مسلم].

ومن ذلك أيضاً التواضع للدين والاستسلام لشرع الله بحيث لا يعارضه المرء بمعقول ولا رأي ولا هوى، ولا يتهم للدين دليلاً صحيحاً.

وأن ينقاد لما جاء به خاتم الرسل ، وأن تعبد الله وفق ما أمرك به، وأن لا يكون الباعث على ذلك داعي العادة، وأن لا ترى لنفسك على الله حقاً لأجل عمل عملته، وإنما تعلم أنك ترجو رحمته وتخشى عذابه، وإنك لن تدخل الجنة بعملك، وإنما برحمته لك.

كما أن من التواضع المحمود أيضاً أن تترك الشهوات المباحة، والملذات الكمالية احتساباً لله وتواضعاً بعد التمكن منها والاقتدار عليها، دون أن توصف ببخل أو طمع أو شح، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها)) [رواه أحمد والترمذي].

ومما يزيد الأمر وضوحاً أن فاقد الشيء لا يعطيه، وأن المتواضع حقيقة هو المقتدر على الشيء لا العاجز عن تحصيله، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك، إن حجزته لتساوى الكعبة [أي موضع شد الإزار] فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبياً عبداً، وإن شئت نبياً ملكاً، فنظرت إلى جبريل –عليه السلام– فأشار إلى أن ضع نفسك فقلت: نبياً عبداً)) [رواه أبو يعلى والطبراني بسند حسن].

أما التواضع المذموم –يا رعاكم الله– فهو التواضع أمام نصرة دين الله سبحانه، والذي يسبب التخاذل وهجر النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخنوع أمام الباطل والبعد عن نصرة الظالم والمظلوم، حتى يكون من هذه حاله: كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً.

كما أن من التواضع المذموم: تواضع المرء لصاحب الدنيا والجاه والنسب؛ رغبة في شيء مما عنده حتى يصبح عالة أمام المغريات فيفتن بها.

وحاصل الأمر –عباد الله – أن التواضع من أعظم ما يتخلق به المرء فهو جامع الأخلاق وأسها، بل ما من خلق في الإسلام إلا وللتواضع منه نصيب، فبه يزول الكبر، وينشرح الصدر، ويعم الإيثار، وتزول القسوة والأنانية والتشفي وحب الذات، وهلم جرّ.

إنتهى كلامه جزاه الله خيرا ، وشكرا لك أخي الكريم على ما كتبت

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }