عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 21-03-2001, 02:41 PM
ناقد ناقد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 22
Post

بسم الله الرحمن الرحيم

الظاهر أن التريمي لا يفهم بالضبط معنى المسألة التي يدخل في النقاش فيها، ولا أعتقد أن كثيرا من أتباع ابن تيمية يفهمونها لنقص كبير في علومهم وعقولهم.

التريمي يعتقد نفسه فاهما لحقيقة المسألة وهو ليس كذلك ولهذا فهو يرمي نفسه ولو من وراء حجاب بعد فهم المسألة

التريمي احتج بقول ابن تيمية المصرح بأنه (ليس في العالم شيءقديم مساوق لله،كما تقوله الفلاسفة القائلون بقدم الافلاك،فان هذا ليس من قول المسلمين) على مخالفته للفلاسفة.
نعم هو يخالفهم فيما يلي:

هم يقولون إن هناك موجودا واحدا فديما بالزمان لصدوره عن ذات الله تعالى بالفيض والوجوب، وحادث بالذات. أي يقولون بقدم شيء بعينه، وهو المقصود بالقدم الشخصي.

وهو يخالفهم في ذلك ويقول القديم ليس واحدا بالشخص بل واحد بالنوع. فابن تيمية يثبت القدم النوعي، بمعنى أن ما من زمان مقدر أو متوهَّم في القِدم إلا ويجب على العقل أن يثبت وجود بعض مخلوقات الله تعالى مع الله تعالى، فهو ينفي أن يكون الله تعالى موجودا وحده في أي زمان ماض أو مستقبل، لأن ذلك يعارض كونه خالقا على حسب زعمه، والحقيقة أن (الله تعالى خالق وقبل الخلق) كما نص على ذلك الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى، وعبارة الطحاوي هذه نص في قطع نوع المخلوقات، ووجود بداية لها، خلافا لابن تيمية حيث زعم عدم وجود مخلوق هو أول المخلوقات، بمعنى وجود مخلوق لم يوجد قبله مخلوق. ولو قال بذلك لانتهت المسألة وانحل الخلاف.

أيها التميري، لاحظ عبارة الطحاوي (قبل الخلق) ألا تدل هذه العبارة قطعا على وجود بداية للخلق، ووجود الله تعالى قبلهم جميعهم. فهذه قطعية في إبطال القدم بالنوع أيها التميري. ولهذا حاول ابن تيمية جهده في شرح حديث ابن حصين للقدح في هذه العبارة، وترجيح (كان الله ولم يكن شيء قبله)، مع العلم الرواية الثانية للحديث التي تنص على أن الله تعالى كان ولم يكن شيء غيره، والحديث الآخر الذي ينص على أن الله تعالى كان قبل كل شيء الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر، نص قطعي على خلاف كلام ابن تيمية. وهما أخص من العبارة التي تمسك بها هو، والخاص يقدم على العام عند سائر العلماء، كما يظهر إلا ابن تيمية هنا لأنه يخالف مذهبه الذي يتعصب عليه؟؟؟ وهذا محض تحكيم للهوى.

والعبارة التي نقلها التميري لا تثبت من بعيد أو قريب القول بقطع سلسلة المخلوقات في القدم. بل غاية ما تحتمله ويظهر منها هو نفي وجود مخلوق واحد بعينه قديم موجود منذ الأزل مع الله تعالى.

أيها التميري أدعوك أن تعيد النظر في تعقلك لمعاني هذه العبارات، وإعادة النظر في موقفك.

فائدة: قد يفهم من بعض عبارات ابن تيمية في غير موقع من كتبه أنه يقول بوجوب خلق أي مخلوق من مادة مخلوق قبله، بمعنى أنه ينفي وجود الخلق من العدم مطلقا، بل لا بد أن توجد مادة المخلوق الذي يوجده الله تعالى. وإذا صح هذا المعنى المفهوم من كلامه، فهو يوافق الفلاسفة حتى في هذه النقطة. ويكون معنى عبارته السابقة التي نقلتها أنت، عدم وجود موجود واحد قديم بصورته ومادته مع الله تعالى. ولا يتحقق الخلاف الكبير بينه وبين الفلاسفة حينئذ؟؟؟!!!!

والله الموفق