عرب وعواطف
في الحقيقة هذه اول مداخلة لي في هذا المنتدى رغم اني مسجل منذ مدة طويلة نسبيا.
اعتقد انني لن ازيد في علم القارء شيئا اذ قلت اننا كعرب متخلفون، بل واجزم ان العرب الذين لا يكادون يتفقون على شيئ لن يجدو مفرا من الاقرار باننا متخلفون الى درجة تجعلنا نتسائل ان لم يكن التخلف مبرمج في جيناتنا؟
اعتقد شخصيا انه من الاسباب الرئيسة في تخلف الانسان العربي وقبوله بالقبوع في ذيل الامم حكمه على الاشياء بالارتكاز على عواطفه وميله المرضي الى تفسير الاشياء من منظور المهزوم ذو الاحساس المرهف الذي يجعله في لحظة الاثارة العاطفية يجعل من المجرم شهيدا بل ويجعل من التسلط رمزيتا للثورة والمجد البعيد.
انا علماني التفكير، وهذا يجعلني في حل من الدخول في صراعات مذهبية لا اجد لها في فكري اي جدوى بل وارى انها من اكبر العوائق امام تقدم الانسان العربي الذي وفي زمن الثورة المعلوماتية والتقنية الرهيبة لا يزال يتغنى بليلى ورسمها البالي، بل وتذهب به ريح التمذهب الغبية الى استباحة دماء الآخرين تارة والى التقيد بجهالات تافهة تارة اخرى.
القوة في العلم، والعلم لا يقيده مذهب ولا لغة، والآخر يهزمنا بالعلم ونسجد مقبلين قدميه يسوقنا الى الذل جهل نرتله كما الببغاء معتقدين انه خير العلم.
ان اوهن حال يكون فيه الانسان هو حين يكون عبدا لعواطفه التي تسوقه الى عدم التمييز بين الصديق والغريم فتجعل منه كومة من احاسيس يسهل على العدو ركلها متى حلى له ذالك.
قد لا تغير خربشاتنا من حال العرب شيئا ذي بال ولاكننا نكتب كلماتنا ونخاطب في الانسان اعظم ما فيه وهو عقله ولا اعتقد اننا ننهزم الا لاننا حجرنا على عقولنا وارتدينا اسمال العواطف التي جعلت منا على غنانا اتفه امم الارض وارثاها حالا.
تحياتي
|