عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 16-07-2007, 10:47 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

مواقفه الوطنية
يروي إمام الدعاة في مذكراته وقائع متفرقة الرابط بينها أبيات من الشعر طُلبت منه وقالها في مناسبات متنوعة.. وخرج من كل مناسبة كما هي عادته بدرس مستفاد، ومنها مواقف وطنية.

يقول الشيخ: أتذكر حكاية كوبري عباس الذي فُتح على الطلاب من عنصري الأمة فألقوا بأنفسهم في مياه النيل -شاهد الوطنية الخالد لأبناء مصر- فقد حدث أن أرادت الجامعة إقامة حفل تأبين لشهداء الحادث لكن الحكومة رفضت.. فاتفق "إبراهيم نور الدين" رئيس لجنة الوفد بالزقازيق مع "محمود ثابت" رئيس الجامعة المصرية على أن تُقام حفلة التأبين في أي مدينة بالأقاليم... ولأن موقف الحكومة كان واضحًا بإصرارها على الرفض لأي حفل تأبين كان لابد من التحايل على الموقف.. وكان بطل هذا التحايل عضو لجنة الوفد بالزقازيق "حمدي المرغاوي" الذي ادَّعى وفاة جدته فأخذت النساء تبكي وتصرخ.. وفي المساء أقام سُرادقا للعزاء وتجمع فيه المئات وظنت الحكومة لأول وهلة أنه حقًا عزاء.. ولكن بعد توافد الأعداد الكبيرة فطنت الحكومة لحقيقة الأمر.. بعد أن أفلت زمام الموقف من يدها، وكان أي تصد للجماهير يعني الاصطدام بها.. فتركت الأمر يمر.. لكنها تدخلت في عدد الكلمات التي تُلقى لكيلا تزيد للشخص الواحد على خمس دقائق.

يقول "الشعراوي":" في كلمتي بصفتي رئيس اتحاد الطلبة قلت: شباب مات لتحيا أمته وقُبر لتنشر رايته وقدم روحه للحتف والمكان قربانًا لحريته ونهر الاستقلال.. ولأول مرة يصفق الجمهور في حفل تأبين. وتنازل لي أصحاب الكلمة من بعدي عن المدد المخصصة لهم.. لكي ألقى قصيدتي التي أعددتها لتأبين الشهداء البررة، والتي قلت في مطلعها:
نــداء يابني وطني نــداء دم الشهداء يذكره الشبــاب
وهل نسلوا الضحايا والضحايا بهم قد عز في مصر المصاب
شبـــاب برَّ لم يفْرِق.. وأدى رسالته، وها هي ذي تجاب
فلـم يجبن ولم يبخل وأرغى وأزبد لا تزعزعـــه الحراب
وقــــدم روحه للحق مهرًا ومن دمه المراق بدا الخضاب
وآثر أن يمــــوت شهيد مصر لتحيا مصر مركزها مهاب


• قالوا عنه
- كان أول ظهور له على المستوى العام "في التليفزيون" في برنامج "نور على نور" للأستاذ أحمد فراج، وكانت الحلقة الأولى التي قدمها عن شمائل رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وبرغم أن هذا الموضوع قديم كتب فيه الكاتبون، وتحدث فيه المتحدثون، إلا أن الناس أحسوا أنهم أمام فكر وعرض ومذاق جديد.. لقد أحسوا أنهم يسمعون هذا الكلام لأول مرة.

ولعل هذه كانت أول مزية للشيخ الشعراوي، أن القديم يبدو جديدًا على لسانه، أيضًا أشاعت هذه الحلقة إحساسًا في الناس بأن الله يفتح عليه وهو يتحدث، ويلهمه معاني وأفكارًا جديدة.

وبعد هذا القبول العام انخرط الشيخ في محاولة لتفسير القرآن، وأوقف حياته على هذه المهمة؛ ولأنه أستاذ للغة فقد كان اقترابه اللغوي من التفسير آية من آيات الله، وبدا هذا التفسير للناس جديدًا كل الجدة، برغم قدمه وأنه قضية تعرض لها آلاف العلماء على امتداد القرون والدهور، إلا أن تفسير الشيخ الشعراوي بدا جديدًا ومعاصرًا برغم قدمه، وكانت موهبته في الشرح، وبيان المعاني قادرة على نقل أعمق الأفكار بأبسط الكلمات.. وكانت هذه موهبته الثانية.

هكذا تجمعت القلوب حول الرجل وأحاطته بسياج منيع من الحب والتقدير.. وزاد عطاؤه وزاد إعجاب الناس به، ومثل أي شمعة تحترق من طرفيها لتضيء مضي الشيخ الشعراوي في مهمته حتى اختاره الله إلى جواره.. عزاء لنا وللأمة الإسلامية ". "أحمد بهجت"
- " كان واحدًا من أعظم الدعاة إلى الإسلام في العصر الذي نعيش فيه، والملكة غير العادية التي جعلته يطلع جمهوره على أسرار جديدة وكثيرة في القرآن الكريم. وكان ثمرة لثقافته البلاغية التي جعلته يدرك من أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما لم يدركه الكثيرون وكان له حضور في أسلوب الدعوة يشرك معه جمهوره ويوقظ فيه ملكات التلقي، ولقد وصف هو هذا العطاء عندما قال: "إنه فضل جود لا بذل جهد"، يرحمه الله وعوض أمتنا فيه خيرًا. د."محمد عمارة"
- " الشعراوي أحد أبرز علماء الأمة الذين جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها". د."أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر"
- " الفقيد واحد من أفذاذ العلماء في الإسلام .. قد بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة في دينها وأخلاقها. . "الشيخ أحمد كفتارو مفتي سوريا"
- " تنعى الجمعية الشرعية إلى الأمة الإسلامية فقيد الدعوة إمام الدعاة إلى الله تعالى، حيث انتقل إلى رحاب ربه آمنًا مطمئنًا بعد أن أدى رسالته كاملة، وبعد أن وجه المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما يصلح شئون حياتهم ويسعدهم في آخرتهم ؟ . د."فؤاد مخيمر رئيس عام الجمعية الشرعية"
- "كان يرحمه الله رمزًا عظيمًا من رموز ذلك كله وخاصة في معرفته الشاملة للإسلام وعلمه المتعمق وصفاء روحه وشفافية نفسه واعتباره قدوة تحتذى في مجال العلم والفكر والدعوة الإسلامية. "د. أحمد هيكل وزير الثقافة السابق"
• " لا ينبغي أن نيأس من رحمة الله .. والإسلام الذي أفرز الشيخ الشعراوي قادر على أن يمنح هذه الأمة نماذج طيبة وعظيمة ورائعة تقرب على الأقل من الشيخ الشعراوي، وأخشى أن يكون هذا نذير اقتراب يوم القيامة الذي أخبرنا الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن من علاماته أن يُقبض العلماء الأكفاء الصالحون وأن يبقى الجهال وأنصاف العلماء وأشباههم وأرباعهم فيفتوا بغير علم ويطوعوا دين الله وفقًا لضغوط أولياء الأمور ويصبح الدين منقادًا لا قائدًا " د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ الإسلامي".

مؤلفاته
• للشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، وأشهرها وأعظمها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، وهذه المؤلفات تضم:
• الإسراء والمعراج.
• أسرار " بسم الله الرحمن الرحيم ".
• الإسلام والفكر المعاصر.
• الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج.
• الشورى والتشريع في الإسلام.
• الصلاة وأركان الإسلام.
• الطريق إلى الله.
• الفتاوى.
• لبيك اللهم لبيك.
• مائة سؤال وجواب في الفقه الإسلامي.
• المرأة كما أرادها الله.
• معجزة القرآن.
• من فيض القرآن.
• نظرات في القرآن.
• على مائدة الفكر الإسلامي.
• القضاء والقدر.
• هذا هو الإسلام.
المنتخب في تفسير القرآن الكريم .

• الجوائز التي حصل عليها
• وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.
• وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م.
• الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
• اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.
• أُعدت حوله رسائل جامعية عدة.
• اختارته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م.





رحم الله الشيخ محمد متولي الشعرواي وجعل الجنة مثواه مع الأنبياء والصديقين والشهداء والأولياء وحسن أولئك رفيقا.
__________________
السيد عبد الرازق