[تمساح بري]

حتى نجيب على هذا التساؤل نحتاج لمعرفة ما سينتج عن تطبيق الديمقراطية في الوطن العربي.

تطبيق الديمقراطية في الوطن العربي سينتج عنه ما يلي:

1- فوز الاسلاميين في أي انتخابات بدون أي منافسة نتيجة للمد الصحوي الذي بدأ ينتشر في وطننا العربي و الذي عجزت الأنظمة عن وقفه عبر دعم و نشر الفساد و الفجور. هذا سينتج عنه تحول الاسلاميين من أقلية (حالياً) في أجهزة و مؤسسات الدول و المناصب الرفيعة الى أغلبية ساحقة, كما سينتج عنه استبدال الحكومات العلمانية الحالية بحكومات دينية اسلامية.

2- القضاء على الفساد و سرقة المال العام أو انزاله الى أدنى مستوياته.

3- الديمقراطية ستؤدي الى وصول الكفائات الى المناصب الحساسة في بلداننا التي بدورها ستسهم في تطوير المجتمع ككل من الناحية الثقافية و العلمية و الأخلاقية و الدينية, و بذلك ستتحول الشعوب العربية من شعوب سطحية مستهلكة يغلب عليه الأمية و الجهل الى شعوب منتجة متعلمة واعية بقضاياها و مصالحها.

4- تطور المجتمعات العربية و تحولها من مستهلكة الى منتجة سينتج عنه بكل تأكيد تحسن كبير لاقتصاد دولهم و يرفع من مستوى المعيشة فيها.

5- تحسن الاقتصاد و ارتفاع مستوى المعيشة اضافة الى الانفتاح السياسي الذين سينتجون عن الديمقراطية سيوفرون المناخ الملائم لعود آلاف العقول العربية المهاجرة من الغرب و هو ما سينتج عنه ثورة علمية و تكنولوجية في البلدان العربية تنقلها من العالم الثالث الى العالم الأول.

6- الديمقراطية و ما سينتج عنها وصول قيادات واعية لقضايا الأمة سيفتح الباب أمام توحد العرب و تكاتفهم خصوصاً في ظل توفر جميع الظروف الممهدة لهذا التوحد فاللغة واحدة و العقيدة واحدة و الهم واحد و القضايا واحدة. هذه الوحدة كان من الممكن أن تتم منذ ومن لولا القاديين الذين يقدمون مصالحهم على مصالح شعوبهم.

7- هذه القيادات الواعية ستسعى لتسليح الأمة من الأخطار الخارجية و أهمها اسرائيل على عكس القيادات الحالية التي تسلح نفسها من خطر شعوبها و عندما تتعرض لاعتداء خارجي تكتفي بالتفرج لينطبق عليها القول "أسد علي و في الحروب نعامة".


بعد دراستنا لنتائج تطبيق الديمقراطية في الوطن العربي يمكننا الآن الاجابة على السؤال الذي عنونت به الموضوع و هو:

"هل فعلاً يريد بوش تطبيق الديمقراطية في الوطن العربي ؟"

أعتقد أن اجابة هذا التساؤل تتم عبر تساؤل آخر و هو: هل يعقل أن يسعى بوش لهذه النتائج السبعة ؟؟
بالطبع لا ..
بوش لا يريد أن يتم أي من هذه النتائج لأنه لا يريد رقي العرب و المسلمين و صعودهم الى مصاف الدول المتقدمة و القوية.
بوش تأذى منا أيما تأذي و نحن ضعفاء فماذا سيفعل لو كنا أقوياياء ؟؟
بوش يتلقى الصفعات منا الصفعة تلو الأخرى سواءً في فلسطين أو العراق أو أفغانستان, هذا و نحن ضعفاء فمالذي سيحصل لو أصبحنا أقوياء ؟؟

الواقع يدل على أن الحكام الحاليين هم خير من يخدم أمريكا في الوطن العربي فهل يعقل أن تزيل أمريكا هؤلاء و تسمح بقيام حكومات ديمقراطية تمثل الأغلبية الساحقة في الوطن العربي التي تكره أمريكا و تناصبها العداء ..
هل يعقل أن تزيل أمريكا من يخدمها و تأتي بمن يكرهها ؟؟

أعتقد أن جميع الأسئلة السابقة تدل على كذب ادعاء بوش برغبته في تطبيق الديمقراطية في الوطن العربي و أن هذا الادعاء الغرض منه الضغط على عملائه (الحكام العرب) لتنفيذ جميع أوامره بدون تردد و اضطهاد شعوبهم المتطرفة الارهابية التي تكره أمريكا و تفجر في المساكين الاسرائيليين و تقاطع مطاعم الماكدونالدز و البرجر كينج و تحرق صور بوش و أعلام أمريكا.

هؤلاء الارهابيين المتطرفين (أي العرب) لا يستحقون العيش في نظر بوش فكيف سيسمح لهم بالتعبير عن رأيهم أو انتخاب من يشائون كما تقتضي الديمقراطية ؟؟