عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 04-02-2004, 02:52 AM
المشرقي الإسلامي المشرقي الإسلامي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
إفتراضي آداب المحاورة والاختلاف

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد،
فإنه من المنطقي إن وجد نقاش أن يوجد اختلاف بين الناس ذلك أن الله لم يخلق الناس أمة واحدة.. وإذا كان من المنطقي أن يحدث الاختلاف فإن الدين الإسلامي ديننا قد بين لنا كيف نختلف وكيف نتفق .. ففي أمور الشريعة نتفق على ما جاء بالكتاب والسنة، أما سائر الأمور الأخرى مما يتعلق بأمور السياسة والاقتصاد وسائر أمور الدنيا فلا بأس بالاختلاف شرط أن تكون نقطة الانطلاق من الدين الذي عليه وبه نزن كل ما نقول أو نفعل.
ولأن الدين حث على آداب المحاورة فمن المفترض على الإنسان المسلم الذي يؤمن بالله ورسوله أن يتمسك بها، ومن هذه الآداب مثلاً الابتعاد عن الجدل أو الجدال الجالب للعداوة والبغضاء ونعرف الحديث الذي يقول النبي عليه الصلاة والسلام فيه ما معناه أنه زعيم ببيت في ربض(طرف) الجنة لمن ترك المراء(الجدال) ولو كان محقاً
وهنا ينبغي لنا فهم شيء هو أنه كما قال صلى الله عليه وسلم ما معناه أن حب الشيء أو حبك الشيء يعمي ويصم.. وهذا ما يجهله الكثيرون وللأسف الشديد، فالبعض ممن يؤمن ببعض الآراء يدافع عنها ويستغرق في الدفاع عنها وقتاً لو أمضاه في شيء آخر لكان أنفع ، وهو بذلك يظن نفسه مدافعاً عن الدين أو غيره والأمر ليس كذلك وإنما زين له حب الجدال هذا الظن.
أخوتي.. لست هنا بمن يحاول إعطاء الدروس في القيم والمثل لكن من باب حسن التأدب والبعد عما يثيره الجدال الأعمى من ضغائن بين الناس أقول إن علينا أن نوضح رأينا بأدب وألا نستخدم الألفاظ البذيئة نقصد بها فلان أو فلان الآخر لأن في ذلك ارتكاب لغلطتين:
الأولى أننا بذلك نصنع الضغائن والعداوات
الثانية أننا لا نطبق معنى حسن الخلق
فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه , وحقاً قد نهى عن الجدال الطويل والتنابز بالألقاب.
وفي المنتديات ولطالما يشارك فيها الكثير من الشباب فمن المنطقي أن تثير الاختلافات نتيجة الحماسة هذه الحالة من التنابز بالألقاب.
علينا أن ندرك أننا بشر لا أنبياء ومن الخطأ أن نتبع الظن"إن بعض الظن إثم" فكون أحدنا يكشف عن خبايا الآخر أو يقيمه تقييماً الله أعلم به أمر منهي عنه.
أقول ذلك لا للشيء إلا لأن مجرد نظرة على إحدى أقسام الخيمة توضح بعد الكثرين عن المنهج الإسلامي في الاختلاف ، فالبعض يرمي البعض بالجهل أو اليهودية -على سبيل التهكم- أو غير ذلك من أوصاف ينبغي علينا البعد عنها .لا شك أن وجود خاصية الرسائل الخاصة يجعل من الممكن للأخ أن يوجه لأخيه عتاباً رقيقاً مهذباً أو اختلافاًجذرياً لكن كون الصفحات مليئة بتصفية الحسابات الشخصية وصنع تكتلات وتحالفات فكرية.. فهذا أمر خطاُ القيام به، وما دفعني لذلك إلا نظرة خاطفة رأيت فيها عجب العجاب.
إنني أريد أن أوضح أننا ما لم نلتزم بهذه الأمور الدقيقة فصعب الالتزام بما هو أصعب ، وبنتذكر ما قاله عليه الصلاة والسلام فيما معناه"عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" فلما سئل عنه قال"جهاد النفس".
لا أقول ذلك إلا لكي نرقى بأخلاقنا وسلوكنا التحاوريّ وكان تعمدي الحديث في هذا القسم من الخيمة (السياسية) لأن السياسة لعبة من شأنها صنع الف رأي في الرأي الواحد وصنع الجدال المنهي عنه والتعصب المقيت.. لذلك أقول :"سب واشتم والعن حتى آخر الدهر فإنك لن تغير شيئاً "
وبعد استعراض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أختم كلامي بشعر شوقي أمير الشعراء لما قال:
ويريد الإله ان يكرم العقل
وألا تحقّر الآراء
وكما قال أحد العلماء: "رأيي صواب يحتمل الخطاً ورأي غيري خطاً يحتمل الصواب"
ولا أريد بذلك أن أكون قد ضايقت أحدكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.














فإن
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال