عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-01-2007, 07:30 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت .. (خطاب "2")

الخطاب (الثانى)

لاهور ، يناير 21، 1961

العزيزة الأنسة مارقوس

السلام عليكم

وصل خطابك المؤرخ فى 5 ديسمبر 1960 ، لى وقد كنت قد غادرت للعربية السعودية بناء على دعوة لى من الملك "ابن سعود" . فقد كان الملك يرغب فى تأسيس جامعة إسلامية فى المدينة ، ودعانى للإعداد لمخطط لها . ولهذا فقد بقيت بالخارج حوالى شهر . وعند عودتى تسلمت خطابك والتسخ الثلاثة لمقالاتك . ولا أستطيع أن أبين مدى السعادة التى غمرتنى بقراءة خطابك والمرفقات .
وقد تعمدت فى بداية خطابى أن أحييك بالتحية التى هى للمسلمين فقط "السلام عليكم" ، والسبب فى ذلك أنه بالرغم من أنك ما زلت تفكرين فى اعتناق الإسلام ، فأنا متأكد بأنك فعلا مسلمة . الشخص الذى يؤمن بواحدانية الله وبأن محمد رسول الله الخاتم ويؤمن بأن القرآن هو كلمة الله ويؤمن بالآخرة ، هو فى الواقع مسلم أصيل سواء ولد فى بيت يهودى أو نصراني أو بيتا من عبدة الأصنام . أفكارك تحمل الشهادة على حقيقة أنك تعتقدين بالأمور أعلاه . وبناء على ذلك ، فأنا أعتبرك مسلمة وأخت لى فى الإيمان . لا تعميد ولا طقوس أمام كاهن مطلوب للدخول فى الإسلام . إذا كنت مقتنعة بحقيقة الإسلام ، فأنت لست فى حاجة أكثر من تأكدى بجدية "ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" ، ومن ثم تغيرى اسمك لبعض الأسماء الإسلامية ( مثلا .. عائشة أو فاطمة) وتعلنى علنا باسمك الجديد وبديانتك الجديدة ، وذلك حتى يعلم العالم الإسلامى الكبير بأنك أصبحت عضوا فى الأخوة الإسلامية العظيمة . ومن ثم تبدأين فى أداء الصلوات الخمس المفروضة يوميا وتتبعين تعاليم الإسلام الأخرى بثبات . أجدك تماما على عتبة الإسلام وخطوة واحدة قوية ستلحقك بقطار المؤمنين به . أعتقد أن هذه الخطوة الأخيرة طبيعية ومنطقية وهى ذروة أفكارك التى تتبنيها .
لقد طلبت من مساعدى أن يبعثوا لك بعض النشرات وتلك التى طلبتيها . كما أنى أبعث لك ببعض الكتب التى حررتها . وهذا بالرغم من الحقيقة بأنه لم يسبق لنا التعارف . هذه العاطفة والتوافق فى الأفكار المتبادل ، هما نتيجة مباشرة لأننا نننهل من نفس المصدر .
هؤلاء المسلمون المغتربون الذين يفتقدون للروح الإسلامية هم نتاج الإستعمار الغربى فى البلاد الإسلامية . الضربة الكبيرة من الإستعمار ، لم تكن فى السياسة أو الإقتصاد بل فى الروح والعقل . لقد فرخ هذا الإستعمار عقولا مستعبدة له من بين ظهرانينا ، هذه الأرواح حتى بعد استقلالنا السياسى ، ما زالت خاضعة للغرب وتسير على خطى أسيادهم السابقين بإخلاص . ومن هذا المنطلق ، أجد أن حربنا للإستقلال لم تنتهى بعد وما زال أمامنا حرب طويلة ضد هؤلاء المواطنين الأجانب .
والآن ، لا أستطيع أن أخفى حيرتى اللطيفة فى أمر واحد . كيف بالضبط لبنت أمريكية أن تصل إلى هذا المفهوم الواضح والأصيل عن الإسلام ؟؟؟ وهل تستطيعى أن تكتبى لى فى وقت ما ، قصة قصيرة عن تطوراتك الفكرية وترسليها لى ؟؟؟ أنا أقدر شعورك بالوحدة وفقدانك لمجتمع إسلامى ، وبالطبع هذه هى معاناة المسلم الذى يعيش فى بلد غير إسلامى ، ولكن ما يعطيك بعض التعزية ، أن أن تعرفى أن المسلمين الحقيقيين فى هذا العالم يشاركوك ، هذا الشعور بالوحدة ولكن بطريقة أخرى .
إذا أتيح لك زيارة باكستان ، فسيكون من سرورى أن أستقبلك مرحبا بك كضيفة لدى . كيف سيكون مدى سرورى أنا وعائلتى إذا حضرت وقضيت معنا شهر الصيام فى رمضان (الذى يقع هذا العام فى 17 فبراير إلى 18 مارس) ! سأكون بلاهور حتى نهاية شهر مارس ، وعبده سأذهب لإفريقيا حيث أتمنى أن أقوم بأعمال دعوية للإسلام هناك إن شاء الله . وسأرجع للاهور فى نهاية مايو ، وبإذن الله سأبقى لنهاية العام حيث تجدينى بمنزلى .

أخوك فى الإسلام

أبو الأعلى