عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 11-03-2004, 01:36 PM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي


- 5 -

ثمة حالة تستدعي التوقف عندها هذه الايام ..
طرفاها المشهد السياسي والثقافي العراقي ، والآخر مراقبين طائفيين عن بعد، لا تعنيهم قضايا الوطن ولا التباسات السياسة ولا علاقات القوى الدولية .. قدر ما يعنيهم الوفاء لمناهجهم التي تركز فقط على عقدة الاختلاف المذهبي ، وتحشيــد كل العناوين المفتعلة أو تلك التي تحتمل بعض الحقيقة فقط من أجل اذكاء شعور عام بادانة الطائفة ووضعها تحت المجهر.. وقد يصل الامر الى حد الاتهام المباشر بالتخوين والتآمر على مستقبل أمة والتعاون مع اعدائها !!!.

في الحالة العراقية، ليس ثمة خطاب طائفي بالمفهوم الذي يقوم على الفرز والاقصاء.. على الأقل في مستوى معالجة الازمة أو الحالة العراقية الغارقة في مستنقع الاحتلال..

الخطاب العراقي السياسي والثقافي، هاهو يتجاوز اشكالات الطوائف والاعراق وان بدى ان ثمة مخاوف مشروعة وغير مشروعة تنطلق على استحياء هنا وهناك ..

الا أن هذا المشهد لم يدفع البعض - من خارج العراق - ممن غرقوا في الثقافة الطائفية او المذهبية وأصبحوا ينظرون من خلال ثقوبها الى كامل المشهد السياسي ، الى اعادة النظر في قدراتهم التحليلية.. !!

الناظر في جملة ما يطرح من آراء وانتقادات من قبل المخلصين لمناهجهم الاقصائية خارج العراق، سواء تلك المصبوغة بريح الطائفة او تلك التي تميل للطروحات القومية الفاشستية سيكتشف حتما ، أن ثمة اذكاء من خارج العراق للفتيل الطائفي ..
وتركيز شبه متعمد على التنوع المذهبي ، وعلاقته بمجهود المقاومة !.

التركيز على ما يسمى بالمثلث (السني) بهذا التعبير اليومي ، وادانة الآخر ( الشيعي ) الذي تضعف فيه خيوط المقاومة للاحتلال بالوسائل المسلحة .. يجعل من المسألة حقيقة فرز طائفي بامتياز .. مع ما يحمله هذا الفرز من دلالات الادانة او التشكيك بالوطنية او حتى التعاون مع المحتل بشكل او بآخر !.

هذا الأنسياق خلف تلك الطروحات حد ادانة الآخر ..
والترويج لمفهوم المقاومة المسلحة التي تحظى بالامتياز (السني) حسب تعبير مروجيها ..
وادانة كل الاشكال الأخرى التي لا ترى أن الوقت ملائم لاشعال جبهات أخرى.. او أنها ترى أن من المصلحة ابتداع أساليب اخرى للجم الاحتلال ، وانهاء آثاره ، مع الاحتفاط بعراق معافى وقابل للحياة .. وتحتل فيه تلك التقسيمات حقها الطبيعي والمشروع في ادارة العراق ..

هذا الحشد اليومي من صنوف الأدانة ليس له سوى عنوان واحد..
أولها الارتماء في أحضان التفسير الطائفي حد الأرتماء في وحل المؤامرة التي تشعلها عقول تدين بهذا التفسير ، ولا تحسن قراءة المشهد السياسي، لأنها في الحقيقة بلا وعي سياسي يتجاوز عقدة المذهب أو الطائفة او النزعة التآمرية.




- يتبــع -




تحياتي