عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-05-2006, 02:06 PM
حماي الزمل حماي الزمل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 55
إفتراضي بمناسبة افتتاح القناه المرئيه للاصلاح

إرم سعـد فــداك أبـي وأمـي
لـويــس عطيـة الله


الحديث عن أبي عثمان حديث ذو شجون..
إذ كيف يمكنك البدء عن رجل عظيم كهذا الرجل بدون أن تتناوشك الأفكار وتتنازعك الخواطر حول أي الأفكار تبدأ بتقريرها، وأيها تستفيض في الحديث عنها وأيها تختصر الكلام فيه.. جدا.
هذا الرجل صنع ما يشبه المعجزة، والذين يصنعون المعجزات عادة ما يكون الحديث عنهم ذو شجون.. جدا..
عندما التقيت الرجل أول مرة قبل ثلاث سنوات تقريبا طرحت عليه أسئلة محددة كلها تتعلق بما سبق من تاريخه وتاريخ مذكرة النصيحة والحركة الإصلاحية بشكل عام.. وأعترف أن صورته كانت مشوشة جدا في ذهني بسبب ذيول المعارك المتفرقة التي أعقبت انتكاسة 96، وعدم وضوح الصورة عند الكثيرين ومنهم أنا والتزييف الكبير الذي قام به إعلام آل سلول في حق الرجل وحق المتخالفين في تلك الفترة..
أجاب أبو عثمان على الأسئلة بشفافية عالية وبوضوح تام وبمنطق متماسك للغاية.. وأسهب في الحديث وأنا أستمع باهتمام بالغ، فلما فرغ من حديثه كدت أقول له أبسط يدك أبايعك !! رغم أن الرجل لا يدعو لبيعة ولا يدعو لملك ولا لحكم، بل يدعو للإصلاح ولكني أعبر عن الشعور بالاقتناع التام الذي شعرته بعدما أتم حديثه.
أغلب السفهاء الذين يتحدثون في أبي عثمان لا يعرفونه ولا يقرأون له ولا يسمعون حديثه بقلوب أو عقول متفتحة، وإنما هم أحد رجلين :
منافق امتلأ قلبه حبا للمنافقين فجعل من نفسه تابعا لهم يحترق من أجل أن يسعد المنافقون المستبدون، ويطيعهم في شهواتهم وملذاتهم ويحقق لهم رغباتهم مقابل لعاعة من الدنيا لا تساوي شيئا فيبيع دينه بعرض من الدنيا هو أحقر من جناح بعوضة..
والثاني أحمق مكتوب على عقله أنه غير صالح للاستخدام البشري، بل هو عقل يستخدم كما تستخدم الحيوانات عقولها فتقلد بعضها البعض بدون أن يكون لها القدرة على التفكير أو النظر أو على الأقل الفهم !
ومن هؤلاء ( الجامية ) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
أما العقلاء فإنهم ينصفون أبا عثمان لو كانوا متجردين والتجرد عزيز وهو أندر من الزئبق الأحمر.. غير أن كثيرا من هؤلاء العقلاء وإن كانوا يعتقدون بصدق مقولات أبي عثمان فإن معظمهم يعيشون في وهم وخوف من المنافقين المستبدين بحيث أن أحدهم يحاول إذا تحدث عن أبي عثمان أن يضيف دائما و يقول.. ( رغم أني لا أتفق مع سعد الفقيه.. فيما يطرح لكن.. ) وهذا حال أمثلهم طريقة.. وآخر يقول ( رغم ملاحظاتي على سعد الفقيه.. ).. وهؤلاء إذا قرأت لهم تَفَلتَ على كتاباتهم وقلت أف لكم وتف إما أنه يقول حقا فتؤيدونه أو يقول باطلا فتردونه أما أن تضعوا هذه ( الكليشة ) بمناسبة وبدون مناسبة وكأنّ أحدكم يريد أن ينأى بنفسه عن أبي عثمان ويصور نفسه على أنها حاكمة على أبي عثمان ومقيمة لمشروعه !! وهي طريقة الجبان الخائف الذي يريد أن يصك لنفسه طريقا للسلامة والعودة فيما إذا كبسه جنود السلطان !! فيقول أنظروا لقد قلت أني أختلف مع الرجل ولا أؤيد طريقته !!
وآخرون وتعرفونهم من أصحاب الزئير المقدس، صار همهم نقد أبي عثمان في كل مناسبة وما ذلك في نظري إلا بسبب الحسد الذي يكنونه للشيخ سعد على ما أنعم الله به عليه من نجاح وإنجازات..
على العموم أصحاب الزئير المقدس لا يساوون في ميزان الرجال شيئا، فمهما قالوا وفعلوا فقد انحازوا إلى خندق المنافقين وصاروا مطية لهم، وتحول الزئير إلى نباح حسب الطلب وكلما صنع أبو عثمان مجدا نبحوا فمثلهم كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ولله الأمر من قبل ومن بعد
وإذا أغضبتهم كلمة ( النباح ) ووصف الكلب فليعلموا أن هذا وصف عام وشامل لكل من عرف آيات الله ثم انسلخ منها ووقف في صف المنافقين الموالين للكافرين والله غالب على أمره ولو كره المشركون.
وليعلموا أن من يتولونهم على شفا جرف هار، وأن أولياءهم من دون الله لا ينفعونهم وأن البيت الذي بنوه كمثل بيت العنكبوت وإن أوهى البيوت لبيت العنكبوت..
ولا أطيل بذكرهم مع ذكر أبي عثمان فليس الصحيح إذا مشى كالمقعد وأبو عثمان يمشي ملكا وهم مقعدون صار همهم إرضاء من لا يساوي عند المؤمنين بعرة. فلا يغضبون.. أيديهم أوكت وأفواههم نفخت.
أقول إن أبا عثمان مفخرة لأبناء الحرمين.. وإذا المكارم في آفاقنا ذكرت فإنما بأبي عثمان يضرب فيها المثل..
وقد خالطت الرجل وعايشته عن قرب مدة ثلاث سنوات تقريبا، وعرفت عنه وعن أحواله ما يجعلني أهلا للحديث عنه بعيدا عن تخرصات المتخرصين وتكهنات الجاهلين.. ورغم صدق الصحبة والمودة فإني لم أكتب عنه شيئا ذا بال من قبل، وقد جاء أوان الكتابة عنه فما فعله هذا الرجل يعد معجزة في عرف حركات التغيير الاجتماعي والتاريخي..

وهو قد جرد لسانه وقلمه جهادا لفضح المنافقين الجاثمين على صدور أهل بلاد الحرمين بدعم من أمريكا.. وكشف خداعهم وكذبهم وغشهم للأمة واستلابها وجعلها رهينة بأيدي هؤلاء الكفار مستباحة لا شخصية لها ولا كرامة ولا قيمة لها سوى في الخضوع والذلة..
ويجب أن تدرك أيها القارئ بتجرد أن أبا عثمان أحد أذكياء المسلمين، وأحد أهم الشخصيات المؤثرة على مستقبل بلاد الحرمين، وقد حباه الله من فضله العظيم ما لايجحده ولا ينكره إلا خاسيء، والرجل مركز دراسات مستقل بذاته وهو أستاذ في قراءة التاريخ والحركة الاجتماعية، وربما لا يخفى عليك أن الرجل من أوائل من تابع وقرأ تأثير حركة الشيخ أسامة العالمية قبل سنوات وكتب في تحليلها الكثير من المقالات والنشرات، والتي أصبحت مرجعا لكل من يريد فهم وقراءة تنظيم القاعدة. ومازال أستاذا يتتلمذ عليه أساطين المفكرين الغربيين عندما يريدون فهم أسامة بن لادن ورجال القاعدة، وكثير منهم ربما سرق أفكار وكتابات أبي عثمان بدون أن ينسبها له مثل عميل السي آي ايه الذي ألف كتابا سماه ( through our enemy eyes ) و سرق بالنص كثيرا من أفكار أبي عثمان.
ومازال كثير ممن يزعمون أنهم محللين استراتيجيين غربيين عيال على أبي عثمان ويتتلمذون عليه في مسائل تنظيم القاعدة والحركة الجهادية العالمية، وكثير منهم يزور أبا عثمان في بيته ويسأله الأسئلة الكثيرة حول القاعدة وبن لادن ليعود إلى جماعته ويبشرهم بما يزعم أنها قراءاته الخاصة لتنظيم القاعدة !! ولو شئت لعددت لكم بالأسماء عددا من هؤلاء الذين تستضيفهم قناة الجزيرة لتسألهم عن آرائهم حول تنظيم القاعدة من الأمريكيين المشهورين والمعروفين.. وعندما أسمع كلامهم أبتسم وأقول هذا الكلام قاله أبو عثمان قبل سنوات !!
وسبب هذا التميز الفكري الراقي للرجل أنه من أهل التحقيق، فهو ينظر للأمور بمنهجية متطورة للغاية، ولذا تجده من النوادر الذين يملكون أدوات التحقيق والترجيح وحسم المسائل وبسرعة !! ولذا كنت أقول له متعجبا إن أكثر ما يدهشني فيك أنك تستطيع أن تتخذ موقفا وتتبنى رأيا يكون في الغالب هو الصحيح بسرعة وأحيانا مع توفر معلومات قليلة حول القضية، فكان يقول إن وضوح الموقف هو فرع عن وضوح المنهج..
ولذا عجز خصومه بسبب منهجيته الواضحة وتماسك طريقته في النظر والجدل عجزوا أن يمسكوا عليه التناقضات التي يسقط بها المتصدون للأمور الفكرية عادة، ويكاد يستحيل أن تمسك عليه تناقضا رغم كثرة المسائل الشائكة التي يخوض فيها ولو تصدى أبو عثمان للعلم وتفرغ له لوجدته من العلماء المحققين.. وأعني بهم أولئك العلماء الذين لا يكتفون بتقرير المسائل بل يحسمون الخلاف من خلال الترجيح بين الأدلة...
وفوق هذا فهو رجل عصامي من الدرجة الأولى يمكنه من الصفر أن يصنع فرقا هائلا، كما يفعل الان بعد انتكاسة 96 عندما نجح آل سلول في تشويه سمعة حركته، فرجع بقوة بعد سنوات ليعيد الصفعة لآل سلول صفعات لم تتوقف حتى لحظة كتابة هذه المقالة..
ولقد استحيت من تشبيهه بعصام الذي قيلت فيه الأمثال.. لأنه وبصراحة شديدة تتواضع قدرات عصام ومواهبه عند مقارنتها بسعد الفقيه وقدراته..
ولديه موهبة من الله قل أن تجدها إلا في عظماء الناس، وهي وضوح الهدف بدقة والقدرة