الموضوع: مهزلة دولية
عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 14-08-2006, 01:16 AM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي ذكرتيني بمسرحية خطف الجندي على ارض الواقع..

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة حسناء


دخل الجمهور الى القاعة , واحتشدت بالوافدين من كل أقطار البلدة , ساقني الحشد الى الداخل , جلس الحضور , وبعد ضجة عارمة , يعم السكوت تمهيدا لبداية العرض, أسأل أحدهم عن طبيعة العرض الذي سيقدم الليلة , فيجيبني أن الموضوع فكاهي بعنوان " مهزلة دولية" , أثار العنوان فضولي , كما أنني أحسست أن هذا الحشد لا يمكن أن يحضر مسرحة كوميدية , وان كانت كذلك فلابد ان تكون ساخرة , ولها أبعاد ومعاني عميقة فقررت حضورها.
بعد برهة من الزمن , وتحت تصفيقات الجمهور , يُرفع الستار على شاشة صغيرة الحجم , لنلاحظ دخول دمية صغيرة , وقد رُبطت أطرافها بخيوط شفافة , تُحركها أيادي خفية من فوق الشاشة , يتوالى ظهور الدمى , الواحدة تلوى الأخرى , كلٌ تلقي خطابا سياسيا , لم يحتوي العرض على أحداث , لكن من خلال الخطب أدركت ان الحكاية تدور حول حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس في ثلاثة بلدان متجاورة و العدو واحد , أبرياء قُتلت وأرواح اُ نتهكت , خِلت الأمر محزنا ولكنني فُوجئت بضحك الجمهور وقهقهتهم المتعالية , لم أفهم ما المُضحك في الأمر , ولكن متى كان للدمى قلب تحس وتشعر به ؟
سئمت من مشاهدة هذه المهزلة أحسست بالغربة في صفوف هذا القوم , فقررت الانسحاب , لو لم يدخل القاعة رجل وامرأتنا وقد غطت الجروح أجسادهم النحيفة.
تقدمت الأمرأتان تبكيان , قالت احداهن " اغتصبوني ومزقوني وقد كنت أطهر امرأة على وجه الأرض , يا قوم , أفيقوا من هذا التنويم المغناطيسي " , ثم تقول الثانية وهي تتوجع من فرط الألم " كتبوا لي نفس مصيرها , ولاسباب تافهة وبحجة أنهم أرادوا أن أكون أغنى فأصبحت أفقر , أجمل فأصبحت أبشع , أعلم فأصبحت أجهل , أن أكون أقوى فأصبحت أضعف , لا تصدقوا لا هذه الدمى ولا من يحركها" , يتعالى الضحك مجدادا قبل أن يتقدم الرجل وهو منهار وقد اٍغبر وجهه و كثرت الجروح في جسده , يحبس أنفاسه , ويقول " أنا الضحية الثالثة وكم سيكون بعدي من ضحايا , أموت موتا بطيئا , ففي كل يوم لِيد الظلم موعد في جسدي لِتغتال عضوا أو ركنا جديدا منه , أنا آمركم بالضحك لتستمر المهزلة..." , يضحك الجمهور بحدة أكبر وصوت أعلى , أما أنا فما استطعت مواصلة المشاهدة , وقفت وسط الحشد وصرخت بأعلى صوتي "كـــــــــــــــــــــــفـــى" , "كفى سئمت هذه المهزلة التي فرقت بين المرء وأهله , من حشت أرض العرب الطاهرة بجثمان المجزار , تبا لبشر يستمتعون بقتل الأبرياء وتدبيحهم وبآخريين يضحكون عند سقوط كل حصن , لا يعلمون انهم سيكونون اضحوكة في يوم من الأيام لغيرهم ما دامت الدمى تلعب في المسرح والأيادي لم تشل بعد , حان الوقت لنرسم معا نقطة نهاية لهذه المأساة"
ولم أفق الا على صوت امي تفيقني من النوم قاتلةً " انهضي لقد قُصف بيت عمك صابر وتوفي كل من فيه تجهزي سنذهب للغزاء "

رائع حقا أختي الحبيبة حسناء،
اعجبني التشبيه الصريح،
واعجبتني المهزلة وهذه حقيقة
فكل احداثنا مهزلة لكرامتنا المغمسة بالذل،
بإختصار موضوع رائع اشكرك عليه اختي الحبيبة
والجمالية تكمن بالحقيقة التي ظهرت بعد احداث مضحكة
فهناك من سيضحك عليها وهناك من سيبكي وهناك من سيبكي ويضحك
ولكن الحقيقة التي ظهرت بآخر المطاف تروي واقعا فعليا يحدث
مسرح فعلي نعيشه بإتفاقيات دُولية ومع الجماعات السياسية
ولايذهب ضحية سوى المساكين الذين يعتقدون ان هذه حقيقة
ويثورون ويُمجدون القائد الخارجي، وفي الحقيقة ماهذه الا اتفاقية
يذهب ضحيتها اكبر قدر ممكن من الابرياء والغير ابرياء

دمت بألف خير
__________________

لا تُجادل الأحمـق..فقد يُخطـئ الناس في التفريـق بينكمـا