عرض مشاركة مفردة
  #50  
قديم 25-09-2003, 08:05 PM
ابن الوردي ابن الوردي غير متصل
السلف والخلف مؤمنون
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: أرض مباركة
المشاركات: 647
إفتراضي

في الحقيقة لا أزال معجبا بأدبك الذي لولاه لتغيرت مسلكية الموضوع ولاضطر مراقبنا المسكين إلى حذف الموضوع، لذلك أبدأ بدعوة الجميع لما يدخلون الى هذا الموضوع بالتزام ما نلتزمه فيه من الهدوء والكلمات البعيدة عن التكفير والشتم.

أخي المسك

أنظر معي إلى قوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} [سورة المائدة] أي كل شىء يُقربكم إليه اطلبوه، يعني هذه الأسباب، اعملوا الأسباب فنحقق لكم المسبَّبات، نحقق لكم مطالبكم بهذه الأسباب، وهو قادر على تحقيقِها بدون هذه المسبَّبات.
ثم اعلم أن الأنبياء والاولياء، عباد الله الاتقياء، ذوي المحامد والعلو والكرامة، هؤلاء شأنهم يختلف عن شأن غيرهم من خلق الله، لذلك فإن التوسل بالانبياء والاولياء جائز في حضرتهم وفي حال غيبتهم، ومناداتهم جائزة كذلك سواء في حضورهم او غيابهم، كما دلَّت على ذلك الأدلة الشرعية، وهذا ليس عبادة لهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر الناس بعبادته وهو أمر الأعمى ان يتوسل به الى الله في دعائه وان يناديه في حالة غيابه عنه، فقال للأعمى: قل: [يا محمدُ إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي].
كذلك فإن رسول الله لا يأمر الناس بعبادة الملائكة ومع ذلك امرنا ان نناديهم وان نستعين بهم فقال: [اذا اصاب احدكم عرجة بأرض فلاة فليناد عباد الله اعينوا].
كل هذه الاستدلالات الشرعية اوردها لك لتقتنع ان هذا الامر جائز والا فانت تعرف صحة الاحاديث التي استند اليها ولا يمكنك انكارها باي حال.
وهذا كله كان يكفي لتفكر في معنى الايات التي اوردتها لتفهمها فهما موافقا لمنهج أكابر علمائنا من اهل السنة والجماعة.

فأما قوله تعالى: [والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى] فواضح بـِّنٌ وجلي، بأن أولئك عبدوا غير الله، تذللوا لهم نهاية التذلل، ولم يتوسلوا بهم فحسب، فرق كبير بين التوسل والاستعانة وبين العبادة، لو كان مجرد نداء الغائب عبادة له فكيف نادى عمر ابن الخطاب الصحابي سارية وهو كان بعيدا عنه الاف الاميال كان سارية يقاتل مع جيش المسلمين في نواحي نهوند وعمر رضي الله عنه كان في المدينة المنورة يخطب بالصحابة، وعمر افهم منك ومني ومن البقية الباقية بدين الله فلو كان مجرد النداء عبادة لكان عمر ما نادى غائبا ثم لو كانت الاستعانة بغير الله عبادة لغير الله ما كان النبي امر الاعمى ان يستعين به ولا كان امر الاعمى ان يتوسل به ولا كان امر الاعمى ان يستغيث به فيقول: [يا محمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي لتقضى لي] يقول الصحابي الجليل راوي الحديث: [فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى عاد الينا الرجل وقد ابصر كأن لم يكن به ضر قط] اذا الاعمى فعل ذلك في غير حضرة النبي مع ذلك ناداه واستعان به واستغاث به وتوجه به الى الله فاستجاب الله لحاجته وتحقق صدق النبي المصطفى حبيبنا قرة اعيننا صلى الله عليه وسلم.

ثم انت لم تقرأ تفسير الاية من كتب التفاسير المعتمدة والا لكنت فهمت المعنى على الوجه الذي يليق، فالقرطبي رضي الله عنه وهو امام من ائمة اهل السنة والجماعة يقول: [اتخذوا من دون الله اولياء: يعني الاصنام] هذه العبارة كانت ستفهمك انهم عبدوا غير الله، ولم يفعلوا كما فعل الاعمى الذي امره النبي بالتوسل به. وهذا نص كلام القرطبي المفسر في تفسيره الجامع لاحكام القران: [قوله تعالى: "والذين اتخذوا من دونه أولياء" يعني الأصنام والخبر محذوف. أي قالوا: "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى" قال قتادة: كانوا إذا قيل لهم من ربكم وخالقكم؟ ومن خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء؟ قالوا الله، فيقال لهم ما معنى عبادتكم الأصنام؟ قالوا ليقربونا إلى الله زلفى].

ولكي تزداد معرفة بمعنى الاية انظر معي الى كلام الطبري يقول: [يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله] اذا الطبري يقول ان اولئك اعتقدوا الالوهية في تلك الاصنام اما الاعمى الذي توسل بالنبي وغيره ممن يتوسلون بالنبي وبالاولياء يقولون ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، يقولون هو عبدالله ورسوله، كذلك الذين يتوسلون بالاولياء لا يعبدونهم ولا يعتقدون فيهم الالوهية ولا يعتقدون فيهم انهم يضرون او ينفعون من دون الله شيئا.
هل حصل عندك التمييز الان بين العبادة والتوسل؟

اما قوله تعالى: [فلا تدعوا مع الله احدا] فمعناه لا تعبدوا الا الله، وليس معناه لا تتوسلوا بالنبي ولا بالاولياء، والا فكيف توسل الاعمى بالنبي وطلب منه واستعان به واستغاث!؟
راجع تفاسير علماء اهل السنة المعتبرين عند الجمهور ستجد ما اقوله حقا،

لذلك ترى ان الصحابي الجليل بلال بن الحارث المزني بعد وفاة النبي قصد القبر الشريف وقال: [يا رسول الله استسق لأمتك فانهم قد هلكوا] وأولئك الصحابة لم يكونوا جاهلين بدين الله بل عارفين به، وفهمهم للدين صحيح، مع ذلك توسلوا بالنبي في حالة حياته وفي حالة موته صلى الله عليه وسلم


بأبي أنت وأمي يا رسول الله
__________________
[size=3][align=JUSTIFY]قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، الشرح: إن الله لا يشبهه شيء من خلقه، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وقد جاء في العقيدة الطحاوية المعتمدة عند عموم أهل السنة والجماعة: [من وصف الله بمعنى من معاني البشر –أي بصفة من صفات البشر- فقد كفر، من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر].
كان بطل ملوك الاسلام ومحرر الأقصى [السلطان صلاح الدين الأيوبي] أشعريا. كذلك [[color=red]السلطان محمد العثماني[/CO