عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 17-04-2007, 09:03 PM
rainbow rainbow غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,277
إفتراضي

* المدينة .. هذا العالم الواسع .. واجهة الحضارة الحديثة والمعلم الأساسى لها ..
بينى وبينها علاقة شديدة الغرابة .. ما بين حب عجيب وبغض شديد ..
أحبها لأنها تمثل طموحى الذى أسعى إليه .. وأحبها لكل ما تتميز به من علوم وتكنولوجيا حديثة
لا غنى لى عنها .. أحب تخطيطها وجمال تنسيقها .. هى إبداع الإنسان لا شك وميراث ضخم
من العلوم والفنون ..
ومع كل هذا .. فبينى وبينها عداء غريب أيضا .. يورث فى قلبى بغضا لها .. فهى جافة الملامح
متجهمة تسحق الضعفاء والفقراء تحت أقدامها .. ذات إيقاع سريع يذوب معه الكثير والكثير من
روعة هذه الحياة وهذا الكون ودفء المشاعر .. كل هذا يحتاج للهدوء والتأمل .. الغائب
فى ضوضاء المدينة ..
جزء منى يتمنى هذا الكون الصغير هنااااك .. بعيدا عن كل أثر ليد إنسان .. أحيا هناك مع الطبيعة الساحرة .. أحيا حياة الطيور والنسمات .. أرقب النجوم وأعدو مع الريح ..
نصفى الآخر يرى فى كل هذه الخيالات محض أوهام ويؤمن بما يراه فقط .. يراها رومانسية حالمة .. وربما إنعزالية .. هروب ربما .. صراع دائم لا يهدأ بين شقى نفسى ..

من قبلى قال عنها بلقاسم الشابى ..

وإذا دخلت إلى البلاد فإن أفكارى .. ترفرف فى سفوح الطور
حيث الطبيعة حلوة فتانة .. تختال بين تبرج وسفور
ماذا أود من المدينة وهى غارقة .. بموار الدم المهدور
ماذا أود من المدينة وهى لا .. ترثى لصوت تفجع الموتور
ماذا أود من المدينة وهى لا .. تعنو لغير الظالم الشرير
ماذا أود من المدينة وهى مر .. تاد لكل دعارة وفجور

ويكمل فى تسلسل رائع ليحاكى كل ما يدور فى نفسى :

ما فى وجود الناس من شىء به .. يرضى فؤادى أو يسر ضميرى
فإذا استمعت حديثهم ألفيته .. غثا يفيض بركّةٍ وفتور
وإذا حضرت جموعهم ألفيتنى .. ما بينهم كالبلبل المأسور
متوحدا بعواطفى ومشاعرى .. وخواطرى وكآبتى وسرورى
ينتابنى حرج الحياة كأننى .. منهم بوهدة جندل وصخور
فإذا سكت تضجروا وإذا نطقت .. تذمروا من فكرتى وشعورى
آه من الناس الذين بلوتهم .. فقلوتهم فى وحشتى وحبورى
ما منهم إلا خبيث غادر .. متربص بالناس شر مصير
ويود لو ملك الوجود بأسره .. ورمى الورى فى جاحم مسجور
ليبل غلته التى لا ترتوى .. ويكظ تهمة قلبه المغفور
__________________

لو كانت الأيــامُ فى قبضتــى ** أّذريتُها للريح مثل الرمــــال
وقلتُ يا ريحُ بها فاذهبـى** وبدديها فى سحيـق الجبــال
بل فى فجاج الموت فى عالمٍ ** لا يرقصُ النـور به والظــلال