بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-
أخي الحبيب / فنجال شاي ..... تحية طيبة
ما كنت راغباً في الدخول إلى هنا لأكتب رأياً ...
ولكن رأيت أن الكثيرين قالوا كلاماً وتركو بعضه في أفواههم
ولهذا أردت أن أكتب لك بقية الكلام الذي لم يكتب ...
وأعلم أن ما أكتبه ربما يفهمه البعض خطأ ، وربما يحسبه البعض موجهاً إليه
ومع كل هذا سأكتب لك ...
أخي الكريم ...
الزواج هو السكن ... والسكن هو الإستقرار ...
يتجاذب المرء منا في حياه أمور عدة .. قد يغلب بعضها بعضا ، وذلك لقوة جانب لديه على الآخر
وأقصد جوانبه العاطعية والوجدانية والعقلية
فالعاطفة قد تميل إلى إنسانة معينة ، ويعتقد المرء منا أنه يحبها ويقدرها أيما حب وتقدير
ولكنه في الحقيقة لم يكن هذا هو شعوره بالضبط .. بل كان واقعاً تحت تأثير شيء ما .. ربما يكون الشعور بافخر لأداء أمرٍ إليه ..
أو الرغبة في إمتلاك شيء مغاير عن ما امتلكه الناس ... أو ما شابه هذا
ولكن أخي الكريم ..
أنا أحترم كل مسلم ومسلمة أينما كان ..
والزواج أيها الحبيب هو تكامل بين رغباتنا وبين رغبات مجتمعنا ..
فالإنسان منا يعيش بين الناس .. وإن خالف وضعهم نبذوه ... وإن خالف منهجهم رفضوه ...
ولا أذكر الجوانب الدينية في ذلك بل الجوانب التي تعارف عليها الناس في عاداتهم وتقاليدهم
ولن يرضى المجتمع والذي هو أساساً مكون من أفراد أن يغيروا معتقدهم لأجل فرد ..
وهذا ينطبق عند النظر إليه على الجانب الآخر ...
كيف ...
هذه المرأة التي تريد الزواج منها ... مسلمة جميلة ... ذكية ... إلخ ..
هذا كله رائع ..
وأيضاً .. تقول أنها أسلمت على يديك .. وهذا أكثر روعة ( نسأل الله أن يدخلك الجنة على ذلك )
وجميل أن يتزوج المرء من يرى فيها صفات كهذه ...
ويبقى هل هذا الأمر سيغير من كونها من مجتمع آخر غير مجتمعك ....
هل سترضى أن تنسلخ من مجتمعها إنسلاخاً تاماً ...
هل ترضى أن تندمج في مجتمعك القريب إندماجاً كاملاً لا يخل بعلاقاتكم مستقبلاً ...
إذا استطعت أن تتأكد من ما ذكرته لك .. فأقدم ولا تبالي ..
ولكن قبل ذلك . تأكد أن الإنسان ومهما كانت دوافعه للخروج خارج مجتمعه .. فإنه يظل الحنين يسكنه لمجتمعه الأصلي حتى آخر يوم في حياته ...
وأخشى ما أخشاه أن تقع في ما وقع فيه الآخرون ..
الذين ارتبطوا بفتياة مسلمات ( وعربيات ) أيضاً وهذا أكثر قرباً من الغربيات ..
وللأسف عند أول ( حفرة ) من حفر العلاقة الزوجية ... إنفرط العقد .. وتناثرت حبات المسبحة
واعلم أنك لن ترضى أن تعيش هنا وأبناؤك هناك ... وهي لن ترضى أيضاً ذلك ..
فأحسب حساباتك ... وتذكر بأنك لا تعلم من الغيب شيئاً ... ومن قدر للعواقب سلم من غوائلها ...
ولهذا كله ... أرى والرأي لك أن تكتفي بما قمت به مع هذه الفتاة ... فقد أحسنت بدعوتها إلى الدين الحق ...
والدين الإسلامي لم يتشرف بدخولها إليه .. بل هي التي تشرفت بالدخول إلى الإسلام .
ويجب بعد ذلك أن تحتسب الأجر عند الله على ذلك ... وتدعها إلى شأنها فقد تكون تعلقت بك من أجل ذلك .. ولا نظلمها والله حسبنا وحسيبها ..
وأبحث لك عن فتاة من أهلك وبلدك تكون لك غطاءً في السراء والضراء ، وأنا أعرف رجال تزوجوا من غربيات وأصابهم المرض فكان أول قرار لهم هم المغادرة ... إلى بلادهن وقامت دولهن بحمايتهن وعدم تسليم أطفالهن إلى الرجال ..
وما الحادثة المصرية عنك ببعيدة
أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد ... وأعلم أن المشورة القريبة لأهل الرأي ممن كان يعرفك عن قرب خير من الرأي عبر صفحات الإنترنت ...
وما كتبت لك هذا إلا محبة لك ... ورغبة في أن تكون من الذين ينعم الله عليهم بزوجة صالحة تحفظه في صحته ومرضه وشبابه وهرمه ...
وأعتذر إن كنت قد جانبت الحقيقة في نظرك ...
والأمر لله من قبل ومن بعد ...
ودمتــــم ،،،،،
__________________
عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
|