الموضوع: خنساء الشيشان
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 18-03-2006, 04:40 AM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

وعندما انسحب المجاهدون من جروزني بقي الفرسان الثلاثة فيها يقومون بالعمل السري في -كار بنكا – بقيادة عمر الأوسط .

وعندما عاد المجاهدون للهجوم على المدينة في 6-8-1996م امتشق الثلاثة أسلحتهم علناً وهجموا علي -بوستة – الروس على تبة -كار بنكا - التي لابتعد عن بيتهم سوي أمتار وحرروها منهم وهناك سقط الأخ الأكبر محمد شهيدا في الثامنة والعشرين من عمره ولم يتزوج ودفنه أبواه بجوار أخيه الأصغر إسلام .

وجاء نصر الله وخرج الروس وبقي للام ولدان ولكنها لم تضعف ولم تهن وكنا جيرانهم ونزورهم فنرى البشاشة لا تفارق وجهها ونرى الهدوء والسكينة على محيا زوجها , وكأن شيئا لم يكن .

وتزوج آدم وعمر وتزوجت - رقية – من مجاهد اسمه إسلام من مجموعة أخيها عمر وعمل الجميع في حرس الشريعة , وكان عمر نائب رئيس حرس الشريعة , كما كان نائبا لوزير الداخلية سنة 1998م وله من العمر 24 عاما وكان عنده من المال ولكن ذلك لم يغير منه شيئا فقد كان يحب المساجد ويواظب على صلاة الفجر معنا في جماعة في مسجد -كار بنكا - الصغير ويرافقه دائما أخوه الأكبر آدم وكأنه الأصغر إذ كان في تواضعه ومرحه وصفاء قلبه كأنه الطفل الصغير ثم فكر عمر في بناء مسجد كبير , وكان أول واكبر المتبرعين واختار بنفسه تصميم المسجد الجديد وبدأ البناء الضخم ولكن .. هجم الروس مرة ثانية في أكتوبر 1999م وتوقف البناء .

وهب أبناء الشيشان الأشاوس من جديد للدفاع عن دينهم ووطنهم وفي مقدمتهم عمر أميرا في الجماعة وآدم مسؤول الاتصالات وأختهم الدكتورة مليكة في علاج الجرحى ومعهم ختنهم إسلام ومجموعته من المجاهدين , وعندما حاصر الروس - جروزني - وخرج الوالدان إلى قريتهم الأصلية ( تسيسن يورت ) بقي الأبناء هناك و أبت مليكة الخروج وبقيت في المستشفي اكثر من ستين يوما ليل نهار مع الجرحى تحت القصف بالقنابل الفراغية والعميقة التي تزلزل الأسس ونقل مكان المستشفي ثلاث مرات وهي تنتقل معه .

وعندما انسحب المجاهدون من جروزني من ذلك الممر الضيق – جسر يرمولوفكا – كان القادة في المقدمة يفتحون الطريق , وقد قتل وجرح معظمهم لكثرة الألغام والقصف المباشر ولم ينج إلا قليل ومن هؤلاء القليل كان عمر فقد عبر الممر حياً ونقل بعض الجرحى إلى قرية - يرمولوفكا – ثم سمع بنائبه بدر الدين قد بترت قدمه فرجع تحت القصف ليسحب بدر الدين _ لانه كان سمينا _ وقد رأيته آخر لحظة عائداً يتحدث بالمخابرة ونحن نسحب جريحا ونخرج من الممر الرهيب فسلمت عليه - وكنت احبه جدا لإيمانه وحيائه – وسألته عن حاله ولماذا عاد في هذا الوقت العصيب ( فقال تقدموا سأرجع إلى بدر الدين وألحق بكم ) وما هي إلا لحظات حتى أصابته قذيفة من مدرعة فسقط على ركبتيه وبيده المخابرة وأخبرني آخر من رآه انه كان جريحا ساجدا يذكر الله وعندما كلموه أشار إليهم أن اخرجوا بسرعة من الممر فقد طلع الفجر وذلك فجر يوم الثاني من فبراير 2000 م وعمره 25 سنة ولم ينجب رحمه الله تعالي .

وخرجت أخته وحيدة من هذا الممر , إذ كان أخوهما آدم قد تسلل قبل ذلك بأيام ليرتب أمر الاتصالات في الجبال أما هي فقد بقيت في مستشفى يرمولوفكا مع الجرحى وتعرضت للاعتقال من قبل الروس لأنها كانت الطبيبة الوحيدة التي تلبس الحجاب ثم تركوها .
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)