الموضوع: خنساء الشيشان
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 18-03-2006, 04:42 AM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

أما الأم الثكلى فراحت تبحث عن عمر بين القتلى أو الجرحى فلم تعثر له على أثر ولكن يؤكد كل من رآه أخيرا أنه قُتل .

وبعدها بأيام قلائل في قرية - سعدى كوتر – سقط ختنهم - إسلام - شهيداً وترك خلفه طفلا وطفلة ورجعت إليها البنت الصغرى أيماً بطفليها .

وبقي لتلك الأم الصابرة ابنٌ واحد ولم تستطع منعه وان أرادت فقد تولى القيادة مكان أخيه واصبح أميرا لجماعة كبيرة في الداخل وكان آدم عضوا في مجلس الشورى العسكري ودوخ الروس في المدن والقرى وعندما هجم المجاهدون على مدينة - فيدنو – في 15-8 –2001 م كان آدم برجاله معهم وسيطر المجاهدون على المدينة أربعة أيام أغلقوا الطرق وهجموا على المواقع والقوافل , واثخنوا في أعداء الله وفى طريق العودة تعرضوا لكمين وهناك كان آدم على موعد مع الشهادة إذ أتته رصاصة أصابت قلبه تماماً فقتل مقبلا غير مدبر مثل إخوانه وهو لم يكمل التاسعة والعشرين ولم ينجب رحمه الله تعالى .

أما مليكة فقد تزوجت وهاجرت لتعمل في مخيمات اللاجئين في - أنجوشيا - حيث لم تعد هناك مستشفيات للمجاهدين في الشيشان ولكي لا ترى وجوه قتلة شعبها هناك . .

أُسدل الستار على مشهد هذه الأسرة الحزينة وهذه الأم الثكلى المسكينة التي لم يبق لها من أسرتها الكبيرة وأولادها الستة سوى ابنتها الصغرى - رقية – أيم , أم لطفلين يتيمين .ومما يزيد في آلامها أن لم يترك أولادها أثرا من الأولاد وان الديار التي دفعت فيها ثمنا غاليا مازالت محتلة من الأعداء ولم تنته الحرب بعد .

فليت شعري بأي جوانح ستبيت بعدهمو أم بأي جنان .

ولسان حال الوالد المهاجر يقول :

( كانت لنا دارٌ وكان لنا وطنْ ...ألقت به أيدي الخيانةِ للمحنْ

وبذلتُ في إنقاذه أغلى ثمنْ ........ بيدي دفنت أخاك فيه بلا كفنْ

إلا الدماءَ وما ألمََ بىَ الوهنْ

إن كنتُ يوماً قد سكبتُ الأدمُعا فلأنني حملتُ فقدَهما معا

جرحانُ في جنبىَ ثكلٌ واغترابْ ولدٌ أُضيعَ وبلدةٌ رهنَ العذابْ )

لكن نكلهم إلى الله ونسأله أن يلهمهم الصبر والسلوان ويأجرهم في مصيبتهم ويعظم أجرهم ونكلهم إلى إيمانهم فقد أخبرني من يعرف حالهم أن الأم مازالت صابرة محتسبة نسأل الله أن يجمعها بأبنائها في الجنة .

* * *

وهنا قد تكرر هذا المشهد بالعشرات حيث أعرف أُسرا عديدة فقدت كل أبنائها الاثنين أو الثلاثة أو الخمسة في الشيشان التي مازالت صامدة تقدم أبناءها ثمنا لدينها وحريتها منذ مئات السنين .

فليت شعرى أيهما أولى بالرثاء

أ أُم الأربعة خنساء الشيشان

أم أُم الآلاف الشيشان الخنساء !!!؟ .

سيف الإسلام 27-8-2001 م
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)