عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 07-02-2001, 05:52 AM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

يا هيثم حان حسم المسألة

نعم هذه ءاخر مشاركة لك في الموضوع والجواب موجود من قبل لكني أردت أن أرى استعمالك لعقلك, وسترى بعينك هذا وسأرد كلامك بتوفيق الله:

قولك: "لو كان الله يتحرّك لكان مثلنا"!! عجيب كيف أنّك تبدأ من حيث تريد أن تنتهي.

أقول: كلامك لا معنى له لأن: الحركة شىء حادث ويقابله السكون, فمن تحرك وكان ساكنا, ثم سكن بعد حركته, كان متغيرا, وهذا هو قولك بقيام الحوادث بذات الله وهذا كفر صريح من شك فيه كفر. لهذا قلت لك: لو كان يتحرك لكان مثلنا. فإن التحرك والسكون يدلان على التغير, فهل كان ساكنا حتى يتحرك؟ وهل هذه الحركة أزلية أم محدثة؟


قولك: إبراهيم -عليه السلام- استدلّ بأُفول الشمس على أنها ليست الخالق وليس بحركتها، فقد كانت تتحرّك طوال اليوم ولم يقل شيئاً حتى غابت. وكونه لم يعترض على حركتها طوال اليوم يدلّ على أن الحركة عنده كانت واردة على الخالق.

أقول: هذا فيه تهويل ونسبة الكفر إلى نبي الله إبراهيم والعياذ بالله عاملك الله بما تستحقه, وكلامك لا معنى له لأن: الشمس جسم متحرك, والأفول يكون بحركة, وهذا من أدلة كون الشمس مخلوقة, ومن الذي قال لك أنه أجاز ذلك على الخالق؟ أليس هو القائل قبل أفولها: هذا ربي؟ وهذا استفهام إنكاري. أي هذا الذي تزعمون أنه ربي؟ ولما أفلت حاججهم في الدليل العقلي بأن هذا الجسم المتحرك يغيب ولا يصلح لأن يكون إلها.

((( هل رأيت يا هيثم كيف استدللت بحركة المخلوق على حركة الخالق؟ )))
ألست أنت قلت: وكونه لم يعترض على حركتها طوال اليوم يدلّ على أن الحركة عنده كانت واردة على الخالق.

أقول: لعنة الله على القوم الظالمين وأعوذ بالله من تجسيمك وتشبيهك لله بخلقه. أليس هو القائل قبل هذا: هذا ربي؟ معترضا عليهم؟

واستدلالي صحيح واستدلالك من عندك أنت أتيت به: قال الإمام أبو المظفر الاسفراييني في التبصير ص 147:

ولهذا قال الخليل - يعني إبراهيم - عليه الصلاة والسلام: لا أحب الآفلين. بيّن أن من حل به من المعاني ما يغيره من حال إلى حال كان محدثا لا يصح أن يكون إلها. انتهى, فتعلم قبل أن تتعصب لتشبيهك الأعمى ولا تفتر على أنبياء الله تعالى والعياذ بالله. ومن الذي قال بهذا الدليل الذي تقول به من أنه جوّز ذلك على الله؟


قولك: "إذا كان الله يتحرّك لا بدّ وأن يحلّ في مخلوقاته"! من قال بهذا ؟! أليسَ كل ما يتحرّك جسماً -على حدّ زعمك-؟ فهل تحلّ الأجسام في بعضها عندما تتحرّك؟!

أقول: نعم, الأجسام تحل في بعضها عندما تتحرك, فالنور يشغل الفراغ الذي كان بلا نور. وأنت تترك مكانا وتدخل في ءاخر, فتحل في مكان وكنت حالاّ في مكان قبله.

الحجر إذا رمي في الماء ألا يحل فيها؟ فعلامَ تعترض والدليل واضح أمامك؟

وجواب ءاخر: لو كان الله متحركا - تعالى الله عن هذه المحدثات - فهل يتحرك في شىء أزلي أم في السماء الدنيا التي تزعمون؟ أليس يكون حل في مكان من مخلوقاته؟ إذن أنت حلولي. ويستحيل أن يتحرك وينتقل في مخلوقاته من دون أن يكون فيها - يعني أن يحل فيها - وهل كان الله متحركا قبل خلق الأماكن أم خلقها واكتسب صفة جديدة وهي " متحرك " ؟ أليس هذا بعينه كفر التشبيه, يعني إذا تحرك فهو يكون في مخلوقاته وهذا تجسيم ولو أنكرت ما أنكرت فتشبيهك ثابت.


قولك: لا تطلب مني أن آتيك بدليل على حركة الله من أقوال العلماء.

أقول: إذن كيف تتكلم في هذا بدون دليل؟ ءالله أذن لكم أم على الله تفترون. بل هو سؤال ملزم لأنك قلت ما لم يقله مسلم فأين هو دليل صدقك؟ قال تعالى: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. فكيف لا نطالبك بالدليل؟ هذا عمل بالآية الكريمة, فالحق معنا.

قولك: لا تصح مطالبتي بإثبات نفي التلازم بين شيئين, لأن الأصل هو عدم التلازم بين الأشياء.

أقول: تهرب واضح, ومن قال بأن التلازم بين شيئين ليس الأصل؟ أليست السماء جسما وهي مخلوقة؟ إذن الجسمية ملازمة للمخلوقات كما قال الإمام أحمد - وهو أعلم منك بربه - وهذا يدركه أصغر مسلم. أليس النور له بداية يبدأ بها ونهاية ينتهي بها؟ إذن هو مخلوق, فخلقه ملازم لأن له بداية ونهاية. فالتغير ملازم لصفة المخلوقات ولهذا قال تعالى: ليس كمثله شىء. فنبه على أنه لا يشبه المخلوقات المتغيرة فليس هو تعالى متغيرا, ونبه على أن المخلوقات تقوم بها الحوادث وهذا مستحيل في حقه, لأن قيام الحوادث ملازم للمخلوقات فبطل دليلك.

أما قولك: : إثبت لي أنّ ابنك ليس هو أباك ! سؤال لا يستقيم من أصله.

بل قد يسأله السوفسطائية الضالون وإثباته كالتالي: أبي كان قبلي - وأنا كنت بعده - وابني كان بعدي - فمن ضرورة العقل أن يكون الذي بعدي ليس هو الذي قبلي فإنه قول بالمستحيل, فصح الإثبات بهذا الطريق, وبهذا أكون انتهيت من الإجابة على افتراءاتك على الله تعالى, ولنأت إلى إثبات خروجك عما كان عليه سلف الأمة وخلفها من أهل الحق:
---------------------------------

نفي الحركة عن الله وأن هذا دليل على مشابهة المخلوقات:

قال ابن حجر في فتح الباري: فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شيء. انتهى
أرأيت كيف خرجت عن عقيدة أهل السنة؟ يا خيبتك يوم الحساب وماذا ستقول؟

قال النووي في روضة الطالبين: وتحصل الردة - أي كفر من كان مسلما - بالقول الذي هو كفر, سواء صدر عن اعتقاد أو عناد أو استهزاء, هذا قول جملي, وأما التفصيل فقال المتولي - من كبار أصحاب الوجوه الشافعية - : من اعتقد قدم العالم, أو حدوث الصانع أو نفى ما هو ثابت للقديم - أي الله تعالى - بالإجماع ككونه عالما أو قادرا, أو أثبت ما هو منفي عنه بالإجماع كالألوان, أو أثبت له الإتصال أو الإنفصال كان كافرا. انتهى

هل عرفت نفسك يا هيثم؟ أنت لست مسلما فارجع إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين والتبرؤ من هذا الكفر والتشبيه الذي وقعت به.

وفي الأنوار لأعمال الأبرار للأردبيلي الشافعي 2/481: إن من أثبت لله الإتصال أو الإنفصال فهو كافر. انتهى

وقال الإمام البيهقي في كتاب الاعتقاد " على مذهب السلف أهل السنة والجماعة " : وأن نزوله ليس بنُقلة. انتهى

وهذا إجماع ثالث: قال الإمام أبو منصور البغدادي في الفرق بين الفِرَق ص 256: وأجمعوا - أي أهل السنة - على نفي الآفات والغموم والآلام واللذات عنه, وعلى نفي الحركة والسكون, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. انتهى

وهذا رابع: وقال المفسر النظّار الأصولي الكبير أبو المظفر الإسفراييني في كتابه الفرق بين الفرق المسمى بـ: التبصير في الدين ص 147: اعتقاد أهل السنة والجماعة وبيان مفاخرهم ومحاسن أحوالهم:
وأن تعلم أن كل ما دل على حدوث شىء من الحد والنهاية والسكون والحركة فهو مستحيل عليه سبحانه وتعالى لأن ما لا يكون محدثا لا يجوز عليه ما هو دليل الحدوث. انتهى

فتمهل هداك الله وارجع عن هذا الاعتقاد الكفري وانطق بالشهادتين متبرءا من هذا الاعتقاد.

والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين