عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 02-06-2006, 10:54 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

التبيان في الرد على البيان الدكتور حامد بن حمد العلي
17 فبراير 2006 في الساعة 4:04 pm
في القسم: مقالات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير.
وصلي اللهم وسلم وبارك على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبي الرحمة ، ونبي الملحمة، أرسلته بالسيف بين يدي الساعة لتعبد وحدك لا شريك لك، وجعلت رزقه تحت ظل رمحه ، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمره، فأدى الأمانة ، وجاهد في الله حق جهاده، فنسألك اللهم بحبك وجب نبيك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأن تحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
أما بعد،
فقد اطلعت على البيان الذي أصدره جماعة من العلماء، ومشايخنا الفضلاء، من بلاد الحرمين، وعلى ما صدر من سماحة المفتي العام حفظهم الله جميعاً، وغفر لهم، وإني أستميحهم عذراً في التطفل على مائدتهم، لأتناول بعض المسائل التي قاموا فيها بما افترضه الله عليهم من البيان، وهم في ذلك إن شاء الله مأجورون أصابوا أو أخطؤوا.
وإنما دفعني لما سأقوله: ما ثبت عن أبي سعيد الخدري  قال: قال رسول الله : (لا يحقر أحدكم نفسه. قالوا: يا رسول، الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أمراً لله عليه فيه مقال ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس. فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى)( ).
وطاعة لولاة أمرنا من أهل العلم حين قالوا: “كل يؤخذ من قوله ويرد..”.
وقولهم: “ينبغى للمؤمن أن يجعل همّه ومقصده معرفة أمر الله ورسوله  فى مسائل الخلاف، والعمل بذلك، ويحترم أهل العلم، ويوقرهم، ولو أخطأوا، لكن لا يتخذهم أرباباً من دون الله، هذا طريق المنعم عليهم، أما اطراح كلامهم، وعدم توقيرهم، فهو طريق المغضوب عليهم، وأما اتخاذهم أرباباً من دون الله، إذا قيل: قال الله، قال رسوله، قيل: هم أعلم منا فهذا هو طريق الضالين. ومن أهم ما على العبد، وأنفع ما يكون له معرفة قواعد الدين عند التفصيل فإن أكثر الناس يفهم القواعد ويقر بها على الإجمال ويدعها عند التفصيل”.
وقد رأيت في كلام بعضهم غفر الله لهم تساهلاً غير محمود، أو لبساً غير مقصود، فأحببت أن أضع النقاط على الحروف، وسألخص تبياني في خمس مسائل هي:
مسألة ( 1 ) وجوب إظهار العداوة للكافرين خاصة في بلاد المسلمين
إن هذه المسألة من أخطر مسائل الاعتقاد التي كثر التلبيس فيها في عصرنا هذا، مع كونها من مقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله. إن الكفر بالطاغوت شرط لصحة إيمان العبد كما قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثفى لا انفصام لها). فالواجب على كل مسلم أن يكفر بالطاغوت ويتبرأ منه، ويعادى من تولاه ويكفره. وإظهار العداوة للكافرين هي من أظهر معاني إظهار الدين كما قال أهل العلم استدلالا بقول الخليل (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده).
وإن من البيان في هذه المسألة المنافي للتلبيس أن يحكم على أولئك الذين يعلنون الحرب على أولياء الله المؤمنين، من الأمريكان والأوربيين والروس واليهود والهنود وغيرهم أنهم كفار إما أصليون كاليهود والنصارى والهنادكة، أو مرتدون كالباطنية النصيرية، والدروز، والرافضة الملاعين، وكإخوانهم الذين يتولونهم، ممن ينتسبون إلى اللادينية (العلمانية) أو البعثية أو الاشتراكية، أو غيرهم من المنافقين الذين يدّعون الإسلام وهم في الحقيقة حرب على الله ورسوله والمؤمنين.
ومن البيان أيضا أن يقال: إن كل من يعين هذه الجيوش الكافرة بنفسه أو بماله أو برأيه أو بالرضا والتأييد القلبي فهو منهم أي كافر مثلهم لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم). وقوله تعالى (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين) والآيات في الباب معروفة.
وإن من البيان: التفريق بين اقتتال طائفتين من المؤمنين، وبين مظاهرة المشركين على قتال المؤمنين، فالأول من الكبائر والثاني من نواقض الإسلام المجمع عليها.
وهذه المسألة أعني موالاة الله ورسوله والمؤمنين والبراءة من الكافرين، عليكم أنتم أيها العلماء مسؤولية بيانها والصدع بها وتحذير من تحسنون الظن به من الحكام من مناقضتها، وأمره بالجهر بها، وأنه لا ولاية له على أحد من المسلمين إن هو أخل بها، وأنه يجري عليه وعلى أمثاله إن هو لم يفعل ذلك ما يجري على أهل الشقاق والنفاق.
إنه ليس من حاكم اليوم إلا وهو مؤتمر بأمر “هيئة الأمم المتحدة” فرق الله شملها، التي تحكم العالم ويتحاكم إلى شرعتها كل حاكم، ويفزع إلى الاستنجاد بها كل رئيس، وهي محكومة بحكم الأمريكان، فأين أنتم من ذلك؟!
إن سكوتكم معاشر العلماء عن مثل هذا البيان أوقع الأمة في حيص بيص، فمنهم الطاعن عليكم في دينكم ، ومنهم المتهم لكم في أعراضكم ومنهم المعتذر لكم ، ومنهم الراضي والمتابع لهم على ظلمهم المحتج إما بسكوتكم أو تأييدكم، فاتقوا الله ، وعظموا أمره، وبينوا للناس حقيقة أمرهم وأمركم.
مسألة ( 2 ) وجوب الجهاد على الأمة
وإن من البيان التصريحَ لا التلميح بأن القتال الدائر اليوم بين المسلمين وأعدائهم من الكفار جهاد في سبيل الله، وتسمية القائمين عليه بالمجاهدين، والبعد عن مشابهة الكافرين والمنافقين في مصطلحاتهم المتشابهة كالمقاومة والتمرد والإرهاب وما يتصرف من كل منها.
وإن من البيان المحافظةَ على الكلمات والمعاني الشرعية الواردة في الكتاب والسنة.
وإن من البيان أن يقال: إن الجهاد اليوم إنما هو جهاد دفع لا جهاد طلب، وهو واجب على كل مسلم بشرط القدرة، وأنه بإجماع الأمة فرض عين على أهل البلد التي دخلها الكفار، لا يحتاج فيه إلى إذن أحد كائناً من كان ولا مشورته، وأما على غيرهم ففرض كفاية. ومن معنى فرض الكفاية بقاء الاستحباب في حق غير من قامت بهم الكفاية كما نص على ذلك الفقهاء؛ لكونه من التعاون على البر والتقوى ولما فيه من تكثير سواد المجاهدين، والنكاية في العدو، والتحريض للأمة.
ومن عجز عن الجهاد بنفسه فإن الجهاد واجب عليه بماله ولسانه، ومن جهاد اللسان بيان الحق الذي جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب، وقامت به الأنبياء، ودعا إليه العلماء، ومن الجهاد فضح المنافقين والمتعالمين، الضالين المضلين، الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين بالخوارج المارقين، وأن الناس في قتلهم مأجورون، ويقولون عن الطواغيت الرافضة البعثيين المجرمين أنهم ولاة أمر للمؤمنين، وأن أولياءهم من الأمريكان سفرة كرام بررة. كما يفعله ذلك المجرم الأثيم عامله الله بما يستحق، وأمثاله من الحمقى والمغفلين.
مسألة ( 3 ) الواجب تحديد الأعداء بأعيانهم
لقد لُبس على كثير من المسلمين اليوم العدو بالصديق، وعمد بعض الناس، لا كثرهم الله، إلى أعداء الأمة فألبسوهم لباس الأولياء الناصحين، والدعاة المصلحين، وهذا من أعظم الخيانة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فزعموا أن الصليبيين لا يحاربون إلا أهل الفساد والبغي، وأنهم يسعون في مصالح المسلمين، وتحقيق الأمن والأمان، وكذبوا والله، وما علموا أن الأمان ليس في سلامة مآكلهم، ومشاربهم، ومشالحهم، ومناصبهم، وانتفاخ كروشهم، وكثرة مساكنهم الممنوحة لهم من السلاطين الظلمة بعد غصبها من أصحابها، وإنما الأمان في طاعة الرحمن وموالاته والكفر بالشيطان ومعاداته، والبراءة منه ومن أتباعه.
وإن من البيان أن ينص على أن كل من ابتغى غير الإسلام دينا فهو عدو لله ورسوله والمسلمين، وإن أبدى ما أبدى من تعاطف بارد، وسكب علينا دموع التماسيح، وإن ما يقوم به بعض الناس من التفريق بين اليهودية والصهيونية وبين النصرانية الصليبية والنصرانية الصهيونية ليس إلا ضرب من المداهنة التي قال الله عنها (ودوا لو تدهن فيدهنون) وما هي إلا نوع من الركون والميل الذي قال الله فيه (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون).
وأن يُنَص على أولئك المداهنين بأسمائهم ليحذرهم الغافل، ويجتنبهم الغر. (وجزاء سيئة سيئة مثلها) والبادي أظلم.
إن كثيراً من هؤلاء ينظرون إلى أهل العلم على أنهم أنصاف متعلمين وأنهم لا يفقهون الواقع، وليست عندهم القدرة على تنزيل كلام العلماء على الوقائع، وبذلك قطعوا الطريق على كل مسترشد بأقوال المتقدمين، وصدوا عن سبيل الله، جازاهم الله بما يستحقون، وبعضهم نصب نفسه للدفاع عن أعداء الله كما هو مشهور معلوم، وهؤلاء جهادهم والغلظة عليهم من الجهاد الذي أمر الله به نبيه  وورثته من أهل العلم.
مسألة ( 4 ) الطائفية طاغوت من طواغيت العصر
هذا الطاغوت الذي أصبح يعبد من دون الله، ويتحاكم إليه دون شرع الله، على العلماء الحذر من الانسياق وراء دعاته ومتابعة أعداء الله فيه.
قال : (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)( ). وفي حديث آخر عن البراء يرفعه (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله)( ).
إن وجود الطوائف كالنصيرية والدروز والرافضة والإسماعيلية، وغيرهم من المرتدين، وكذلك المنافقين من الصوفية وغيرهم، حقيقة قائمة لا يجوز تغافلها، ولا السكوت عنها.
إن هؤلاء المنافقين هم عيون اليهود والنصارى بين المسلمين، وأعوانهم على أهل السنة والمجاهدين، وأمرهم لم يعد يخفى على الأحمق البليد، فضلا عن العاقل الرشيد، لقد صرحوا رسميا في عدة مناسبات بفضلهم على الصليبين في تسهيل الدخول لهم إلى أفغانستان، والعراق، ولا يزال المجاهدون في العراق وغيره يعانون منهم الأمرّين، وسيطرتهم على مناطق الجنوب، واغتيالاتهم لمشايخ السنة، وقطعهم السبل على المجاهدين، وغير ذلك من الكفر المبين الذي لا يعلم مداه إلا الله، مستفيض بين العراقيين وغيرهم من دول الجوار، عليهم لعائن الله تترى. كما أن أفعالهم الشنيعة في معظم دول الخليج وقتلهم المسلمين حجاج البيت الحرام لم يمض عليه وقت طويل. فكيف ننسى أم كيف نتناسى.
إن هؤلاء لا يجوز لمسلم أن يسكت عنهم فضلا عن أن يطلب منهم أن يضعوا أيديهم النجسة المتلطخة بدماء المجاهدين، في يديه، فضلا عن أن يدعموه بألسنتهم العفنة المتلوثة بأعراض أصحاب رسول الله  وأزواجه، فضلا عن أن ينسبهم إلى المسلمين، ويطلب منهم وحدة الصف.
ومثلهم الصوفية الرقاصون الزمارون، الداعون إلى عبادة القبور، القابعون تحت أحذية الطواغيت، يزينون لهم باطلهم، حتى قال أحدهم، فض الله فاه، إن دستور بلاده لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، وإن الديمقراطية هي الإسلام، وقال لي مرة: إن الولاء والبراء هو سبب اختلاف المسلمين وحصول البلبلة بينهم، وهذه مسألة ليست من أصول الدين بل هي بدعة، وله من ذلك أقوال كثيرة.
أقول: إن هذا وأمثاله من أتباع الفرق الضالة المنحرفة يجب على أهل العلم أن يتفقوا على كلمة سواء في جهادهم والبراءة منهم، وتطهير مجتمع المسلمين منهم فقد قال الله فيهم (هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون).
معاشر العلماء إن الحب في الله والبغض في الله عقيدة صرح بها الكتاب والسنة وأجمعت عليها الأمة، كما لا يخفى عليكم، والدعوة إلى نبذ الطائفية، وإلى الوحدة الوطنية، هي دعوة هدامة، ظاهرها فيه الرحمة، وحقيقتها القضاء على وحدة العقيدة، وجمع الناس على الوطنية الوثنية، فلا يجوز لكم السكوت عن بيان هذه الحقيقة، بله أن تدعو إلى ما ينافي العقيدة الصحيحة.