باب الوفاء
ومن حميد الغرائز،وكريم الشيم،وفاضل الأخلاق في الحب وغيره(الصداقة ) :ا
الوفاء،وإنه لمن أقوى الدلائل، وأوضح البراهين على طيب الأصل وشرف العنصر
وهو يتفاضل بالتفاضل اللازم للمخلوقات، وفي ذالك اقول :
أفعال كل امرئ تنبي بعنصره :: والعين تغنيك عن أن تطلب الأثر
1- وأول مراتب الوفاء أن يفي الإنسان لمن يفي له ،وهذا فرض لازم،وحق واجب
على المحب لمحبوبه(والصديق لصديقه) لا يحول عنه إلا خبيث المحتد،لا خلاق له
ولا خير عنده
2- ثم مرتبه ثانية وهو الوفاء لمن غدر،وهي للمحب دون المحبوب ،وليس للمحبوب
ها هنا طريقة ولا يلزمه ذالك وهي خطة لا يطيقها إلا جلد، قوي ،واسع الصدر ،
حر النفس، عظيم الحلم،جليل الصبر،حصيف العقل،ماجد الخلق ،سالم النية ،ومن قابل
الغدر بمثله فليس بمستأهل للملامة ،
3- ثم مرتبة ثالثة وهي الوفاء مع اليأس البات، وبعد حلول المنايا ،وفجاءات المنون
وإن الوفاء في هذه الحالة لأجل وأحسن منه في الحياة ومع رجاء اللقاء ,,,
طوق الحمامة ,,,