عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 27-01-2002, 10:57 AM
د. نجيب الغضبان د. نجيب الغضبان غير متصل
أستاذ علوم سياسية
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2002
المشاركات: 9
إفتراضي

في الحقيقة كانت إدارة الرئيس بوش قد تخلت عن القيام بدور فعال في عملية السلام قبل الحوادث، ثم ما لبثت أن أعلنت عن عزمها في استئناف عملية السلام من خلال إرسال مبعوثين جدد لتحقيق نوع من وقف إطلاق النار وتثبيته من خلال تطبيق تقرير ميتشل، وحث الطرفين على العودة إلى مائدة المفاوضات.

التطور الهام الذي حصل كان في إعلان الرئيس بوش ورئيس خارجيته باول عن اقتناعهما بأن الدولة الفلسطينية هي جزء من الحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي، والحقيقة بأنه لا يمكن التقليل من أهمية هذا الإعلان إلا أنه مع الأسف – وبعد العمليات الانتحارية الأخيرة- فقد اتسم الموقف الأمريكي الرسمي بلوم عرفات ومطالبته – لوحده – بإيقاف العنف دون طلب الأمر نفسه من شارون، مما يعني تحول أو انحياز صارخ اتجاه الحكومة الإسرائيلية.

الإشكالية القائمة في طروحات السلام أن أكثر ما عرض على الطرف الفلسطيني هو ما تم أثناء قمة كامب ديفيد في صيف عام 2000 من قبل حكومة باراك، وبالنسبة لإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، فإن هذا يعتبر أكثر العروض سخاء، وهو ما لم يقبل به الطرف الفلسطيني، الأزمة الحالية تكمن في أن العروض الإسرائيلية هي أقل بكثير مما قدم في كامب ديفيد، مما يضع السلطة الفلسطينية بين ناري العدوان الإسرائيلي الشرس، وإصرار الشعب الفلسطيني على المقاومة حتى تحقيق مطالب انسحاب إسرائيل من الضفة والقطاع، وهي الحدود الدنيا التي يمكن أن يقوم عليها أي تسوية مستقبلية.
الرد مع إقتباس