عرض مشاركة مفردة
  #43  
قديم 08-01-2001, 07:25 PM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

الشرقاوي, إن كنت لا تعلم أنك تشبه الملائكة فلا أدري تشبه من إذن, وإليك بعض وجوه الشبه بيننا وبين الملائكة والجن وسائر المخلوقات وسأشرحه بطريقة مبسطة حتى تفهمها جيدا:

1- الملائكة أجسام ونحن أجسام
2- الملائكة مخلوقون ونحن مخلوقون
3- الملائكة موجودون في مكان ونحن موجودون في مكان
4- الملائكة ينتقلون من مكان إلى مكان فهم محدودون ونحن ننتقل من مكان إلى مكان فنحن محدودون أيضا والبهائم محدودة والاحجار محدودة وكل الخلوقات محدودة وربنا عز وجل ليس كمثله شىء.

هذه ((بعض)) وجوه الشبه.

وكوننا مخلوقين والملائكة أيضا يكفي في بيان نفي الشبه الكلي بيننا وبين الله, طبعا باستثنائك ومن هم على شاكلتك فإنكم تثبتون شبها بينكم وبين الله فالله عندكم له مكان كما هو حال الملائكة والبشر والحجر والحيوانات فالكل بهذا مشترك في هذا.

أما الإمام الطحاوي ((( السلفي))) فهو نعم حجة عليك رغم أنفك وقد سلم له العلماء بهذه العقيدة ومدحوها - وأتحدى أحدا أن يأتي بمن ذمها - وقد تكاثر عليها الشراح وهذا معلوم وقد نقل في هذه العقيدة مذهب أهل السنة قائلا:

((( هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وصاحبيه أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن )))

أليس أبو حنيفة حجة أيضا وهذه العقيدة هي عقيدة السلف بالطريقة التي رتبها هؤلاء الأئمة وهذا تسجيل على نفسك بأنك منسلخ عن أهل السنة والجماعة. فادخل في الإسلام بالنطق بالشهادتين بنية دخولك في الإسلام وهذا واضح فإنك خرقت إجماعهم بوهمك في مسائل أصول الاعتقاد.

أما الدليل الذي تسميه عقليا وهو تفسير للآية فالآية واضحة وإن كنت لا ترى هذا فاسأل عن الإسلام كيف هو وأتمنى أن يعجبك لتدخل فيه, فإن قوله تعالى واضح: قل الله خالق كل شىء. فالمكان من الأشياء أم ليس كذلك عندك؟ هل هو أزلي عندك؟ إذن أنت مشرك مع الله شيئا في الأزلية التي لا تنبغي إلا له تعالى.

والمكان مخلوق والله تعالى كان قبل المكان - ومن المعلوم طبعا أن الله بلا مكان لأنه كان موجودا في الأزل قبل خلق المكان.

هذا أول دليل بل هو من أبسطها, والثاني قوله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولم يكن شىء غيره وكان عرشه على الماء.

ومعنى الحديث أن الله في الأزل كان ولا شىء معه - والمكان شىء - كان ولم يكن شىء غيره لا أرض ولا سماء ولا كرسي ولا عرش فالكل مخلوق لله, أم إنك تشك في هذا؟ إذن فاسأل عن الإسلام كيف هو وأرجو أن يعجبك لتدخل فيه.

قوله تعالى: ليس كمثله شىء. كما مر نفي لأي شبه بينه وبين أي شىء على الإطلاق. فمن أثبت لله المكان فقد جعل هناك وجه مشابهة بينه وبين سائر المخلوقات شاء أم أبى لأن الكل في مكان والكل محدود من العرش نزولا إلى الذرة.

ثم تأتي بعد ذلك وتسألني: وتركت الآيات المحكمة ؟؟
أنت من تركها وتلفظ بها دون أن يفهم مدلولها أما نحن فنعمل بها ونتمسك بها ونقول بأن معناها قولا وعملا واعتقادا: الله لا يشبه أحدا من المخلوقات ولا بأي وجه من الوجوه لا شكل ولا مثيل ولا ند ولا ضد له لا من البشر ولا من الملائكة ولا من الجن ولا من الجمادات وسائر الأجسام اللطيفة والكثيفة.

أما أنت فقد جعلته تعالى عن اعتقادك الفاسد مشابها للكل وليتك تعقل أن البهيمة لها مكان فكيف يكون الله له مكان؟

ودليل ءاخر على تنزيهه تعالى عن المكان قوله تعالى: فإن الله غني عن العالمين.
فلو كان في مكان لكان كذابا لأنه في مكان هو خلقه - وهنا أسألك هل انتقل إليه كما تنتقل من بيت إلى بيت؟ انظر إلى جهلك بربك وعبادتك جسما صنما تتوهمه كما يحلو لك وعلى هواك ووهمك وتسميه الله - والله تعالى أصدق القائلين فهو كما قال مستغن عن العالمين فظهر افتراؤك على الله وقولك أنه في مكان وهو تعالى يكذبك بقوله: فإن الله غني عن العالمين.

أما عن الإمام الطحاوي أقول: نعم قد قال بأن الله بلا مكان فقد قال: وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ((( لا تحويه الجهات الست ))) كسائر المبتدعات.
والجهات الست هي: فوق تحت قدام خلف يمين شمال. هذا مذهب أهل السنة أنهم ينزهون الله تعالى عن الجهات, لكنك تشهد على نفسك بأنك لست منهم.

وأزيدك علما أنك لست من أهل السنة قول الإمام الحافظ أبي بكر الاسماعيلي في كتاب اعتقاد أهل الحديث:

رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة:
ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة ، دون الدنيا ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثواباَ له في الآخرة ، كما قال : وجوه يومئذِ ناضرة إلى ربها ناظرة. وقال في الكفار: كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون. فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه كانوا جميعا عنه محجوبين ، (((وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل ولا التحديد له))), ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف .

وقال في نهاية الكتاب: هذا أصل الدين والمذهب ,اعتقاد أئمة اهل الحديث،الذين لم تشنهم بدعة ولم تلبسهم فتنة،ولم يخفوا إلى مكروه في دين ولا تفرقوا عنه .

فاعلم أنك لست من الدين في شىء. وأرى هذا كافيا لك إن كنت حقا تريد الحق لا المعاندة فقط. والحمد لله رب العالمين الذي نزه نفسه عن مشابهة المخلوقين وصلى الله على كل الأنبياء والمرسلين.