عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-05-2007, 12:37 PM
ابودجانه المصري ابودجانه المصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
المشاركات: 111
Lightbulb تكفيرهم الحكام بدعوى أنهم طواغيت!

من كتاب وجادلهم بالتي هي أحسن(شبهة الطواغيت)

--------------------------------------------------------------------------------


الشبهة التاسعة عشرة:
تكفيرهم الحكام بدعوى أنهم طواغيت!

الرد على الشبهة من وجهين
الوجه الأول:
إن أريد بهذا الوصف التكفير, فالتكفير لا يثبت إلا ببرهان وعليه:
فلا بد من التفصيل وعدم الإجمال
والتفصيل هو: إيراد السبب الذي بعث على هذا الوصف المراد منه التكفير لينظر فيه:
أهو سبب موجب للتكفير أم لا؟
ثم إن وجب التكفير, فينظر: هل قامت الحجة على الحاكم الواقع في التكفير أم لا؟

الوجه الثاني:
أن وصف الشئ بأنه طاغوت لا يلزم منه تكفير كل موصوف به, وبيان هذا من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول:
أن الطاغوت يطلق على: (كل رأس في الضلالة), وذلك أنه مشتق من الطغيان الذي هو:
مجاوزة الحد, وهذا الطغيان قد يكون مكفرآ وقد لا يصل لحد الكفر

الوجه الثاني:أن من أهل العلم من يعلق وصف الشئ بأنه طاغوت بمجرد أن يتجاوز به الحد, بدون النظر
للموصوف بأنه طاغوت فساغ إطلاق هذا الوصف باعتبار المتخذ لا بالنظر للمتحذ
وبرهان ذلك:
أنهم يصفون الجمادات المعبودة من دون الله بأنها طواغيت, ومن المعلوم بداهة أن الجمادات
لا توصف بالإسلام ولا بالكفر

الوجه الثالث:أن من أهل العلم من أطلق وصف الطاغوت على بعض أهل الذنوب,
ولو كان هذا الوصف مكفرآ لما ساغ هذا الإطلاق أو للزم منه تكفيرهم إياهم بتلك الذنوب

وبيانآ لما سبق تقريره فإني أقول:
إن وصف الطاغوت له حالتان:
الحالة الأولى:
أن يكون اسم فاعل: بحيث يطلق على من وقع منه الطغيان بأن تجاوز - هو - حده وهذا طاغوت
بالنظر لفعله, وهذا الطاغوت قد يكون كافرآ وقد لا يكون كذلك بحسب نوع الطغيان الذي وقع منه.

الحالة الثانية:
أن يكون اسم مفعول:بحيث يطلق على من طغي فيه,بأن تجاوز به الناس الحد, وهذا طاغوت بالنظر
لمتخذيه, وهذا الطغيان: قد يكون كفرآ وقد لا يكون كذلك ثم إن هذا المتخذ : لا يلحقه الذم إلا إذا رضي

وتلخيصآ لما سبق:
لا بد قبل تكفير الموصوف بأنه طاغوت من النظر في مسألتين:
المسألة الأولى:
- هل وصل به الحد في الطغيان للكفر؟
- أم لا؟ وهذا يستلزم التفصيل في طغيانه.

المسألة الثانية:
- هل سمي طاغوتآ لتجاوزه الحد؟
- أو لتجاوز الناس به الحد؟ وهنا ينظر: هل رضي؟ أم لا؟
وهذا يستلزم التفصيل في حاله

نقول على ما نقول
بيان عدم جواز التكفير بلا برهان

يكفي في ردع المكفر بلا برهان حديث ابن عمر رضي الله عنه(خ6104-م:213 واللفظ له):
(( أيما أمرئ قال لأخيه يا كافر : فقد باء بهما أحدهما, إن كان كما قال وإلا رجعت عليه))
يلاحظ أن الكفر العائد على من كفر أخاه بلا برهان: إنما هو كفر أصغر لا أكبر لو جود ما يصرفه عن الأكبر
ومن أظهر هذه الصوارف: إبقاء وصف الأخوة بينهما بنص الحديث.

بيان أن الطاغوت يطلق على كل رأس في الضلال

قال العلامة القرطبي - رحمه الله - (تفسيره 5/75,تحت آية النحل36:
(( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))
أي: اتركوا كل معبود دون الله, كالشيطان, والكاهن, والصنم, وكل من دعا إلى الضلال .انتهى

وقال العلامة الفيروز أبادي - رحمه الله - (القاموس. مادة:طغا):
"والطاغوت: اللات, والعزى, والكاهن, والشيطان,وكل رأس ضلال, والأصنام,
وماعبد من دون الله ومردة أهل الكتاب"انتتهى

بيان أن اهل العلم يعلقون وصف الطاغوت بمجرد الأتخاذ لا بالنظر لهذا المتخذ ولذلك يصفون به بعض الجمادات

قال العلامة ابن الجوزي رحمه الله -(نزهة الأعين النواظر ص410,باب الطاغوت) :
"قال ابن قتيبة: كل معبود, من حجر, أو صورة أو شيطان: فهو جبت وطاغوت. وكذلك حكى
الزجاج عن أهل اللغة"انتهى

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (فتاواه 16/565):
"وهو اسم جنس يدخل فيه: الشيطان, والوثن, والكهان, والدرهم, والدينار, وغير ذلك"انتهى

وقال ابن القيم - رحمه الله - (أعلام الموقعين 1-50):
" والطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع"انتهى

وقال الإمام ابن العثيمين - رحمه الله - تعليقآ على كلام ابن القيم رحمه الله(القول المفيد 1/30):
"ومراده: من كان لااضيآ. أو يقال: هو طاغوت باعتبار عابده وتابعه ومطيعه لأنه تجاوز به حده
حيث نزله فوق منزلته التي جعلها الله له, فتكون عبادته لهذا المعبود واتباعه لمتبوعه,
وطاعته لمطاعه:طغيانآ لمجاوزته الحد بذلك"انتهى

بيان إطلاق بعض أهل العلم وصف الطاغوت على بعض أهل الذنوب غير المكفرة

قال العلامة الراغب الأصفهاني -رحمه الله - (مفرداته ص108مادة:طغى):
"الطاغوت عبارة عن: كل متعد وكل معبود من دون الله...
ولما تقدم: سمي الساحر والكاهن والمارد من الجن والصارف عن طريق الخير:طاغوتآ"انتهى

وقال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- (الدرر:137):
"والطواغيت كثيرة والمتبين لنا منهم خمسة: أولهم الشيطان وحاكم الجور وآكل الرشوة ومن عبد فرضي
والعالم بغير علم"انتهى

وقال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-(شرح الأصول الثلاثة ص151):
"وعلماء السوء الذين يدعون إلى الضلال والكفر أو يدعون إلى البدع أو تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله
:طواغيت"انتهى


الطبعة الرابعة من الكتاب ص 119