عرض مشاركة مفردة
  #47  
قديم 15-06-2000, 11:36 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

المذابح التي ذكرتها لم أدعها، بل وقعت في التاريخ فعلاً، وكانت وصمة عار في جبين الذين قاموا بها، وتم قتل علماء الدين، وبقر بطون النساء المسلمات، وذبح الأطفال والتخلص من الرضع، والتنكر للعهود والمواثيق، وإحراق كتب الفقه والتفسير والحديث. واقتلاع الحجر الأسود، وتدنيس الكعبة الشريفة، ومحاولة سرقة جثة النبي؛ صلى الله عليه وسلم؛ وقد كتبت جزءاً من ذلك مع ذكر المراجع في فقرة (الفاطميون دولة المظاهر الدينية) فارجع إليه.

أما (لو) فهي حرف امتناع لامتناع. وجاء الكلام في معرض الرد على الذي اتهم المسلمين بأنهم (نواصب) وأنهم يكرهون (آل البيت) وأنهم يؤيدون قتلتهم.

وأما استشهاد الإمام الحسين بن علي، رضي الله عنهما، فليس أمراً تاريخياً بحتاً، وإنما زاد فيه أهل الفرق ما لم يقع قط إلا في عقول المستفيدين من (قراءة المقتل) وأحدهم يشترط لنفسه كما يشترط بائع الدجاج، فلا يرتقي المنبر قبل تأمين المبلغ المطلوب، وكلما بالغ وأبكى كلما زاد رصيده.

ولقد سمعت في مجالس عاشوراء في الشرق والغرب، من الأكاذيب ما ينوء بحملها الجبال، ولم يكتف (الروظهخون) بالافتراء على التاريخ واستباحة الكذب على الرجال بل كذب على الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ومنهم أسماء لامعة، وقد تم منح أكد كبّارهم درجة الدكتوراه الفخرية، وله موقع على الانترنت مخصص للنيل من الإسلام نفسه، لأن الكذب على الله ورسوله، نيل من الإسلام الذي جاء به رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ولقد سمعت بأذني رأسي تحريف آيات الله تعالى في إحدى الحسينيات، ولما أنكر أحدهم على القاري كاد يقتل من المعممين (السود والبيض) قبل العامة السذج.

ولم يقارن أحد بين استشهاد الإمام السبط (رضي الله عنه)، وبين مقتل أي إنسان آخر، ولكن الظلم هو الظلم، ومقتل البريء حرام، وإن كان فاتك أن تقرأ قول أمير المؤمنين، الخليفة الراشد الرابع، الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) لما ضربه ابن ملجم الخارجي، فارجع إليه في كتب التاريخ التي تطمئن إليها، واقرأ بعد ذلك الحكم في قاتل العمد، لترى أن الإسلام لا يجيز الاقتصاص إلا من القاتل نفسه.

واقرأ في التاريخ قصة استشهاد أمير المؤمنين، الخليفة الراشد الثاني، الإمام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وهو وزير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحد اثنين أعلنا الإسلام في مكة والخوف يسيطر على الناس جميعاً، حيث خرج على رأس مجموعة وخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على رأس مجموعة أخرى، وطافوا حول الكعبة، وقد أعز الله الإسلام به، فقتله أبو لؤلؤة المجوسي في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غيلة، وقبره اليوم محترم يزار في إيران، ويوم استشهاده عيد مشهور معروف في بلاد فارس منذ أيام الصفويين وحتى اليوم.

واقرأ في التاريخ استشهاد أمير المؤمنين، الخليفة الراشد الثالث، الإمام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، صهر النبي (صلى الله عليه وسلم) على ابنتيه، وجامع القرآن، وصاحب الأيادي البيضاء في خدمة الدعوة والإنفاق عليها، وفي موقفه من الردة، والبدع، وفتوح البلدان، وإبائه، ورفضه القاطع لوضع الحرس وإقامة مظاهر الملك والاحتراز من العامة والخاصة، قتلوه وهو يقرأ القرآن، قتلهم الله، ورضي الله عنه وأرضاه.

والنبي (صلى الله عليه وسلم) يخاطب الكعبة فيقول: (إن حرمة المسلم - مطلق مسلم - أكبر عند الله من حرمتك).

وأما قولك: (اما يحصل في المجالس الحسينيه المباركه انما هو وعظ وارشاد وشحذ للهمم ان هذه المجالس الحسينيه هي التي خرجت اسود حزب الله الذي سارو ويسيرون على خطا الحسين عليه السلام) فيدل على عدم معرفتك بالفتاوى التي طالت السيد/ محمد حسين فضل الله، وحزب الله، جراء موقفهم من (التطبير) ودعوتهم إلى التبرع بالدم بدل ذلك. وعد إلى صفحات الحوار التي تتبناها الفرق، لتقرأ بأم عينيك ما الذي يوجه لكل من أراد لعاشوراء أن تكون دروساً حافزة لكل المسلمين، لا أن تبقى منغلقة داخل إطار اللعن وتزوير التاريخ.

إن حسن النية وحده لا يحول البدعة إلى سنة حسنة، ولا يحول التزوير إلى حقائق. والبكاء على الحسين يستدعي الاقتداء به، فكم تعرف من (متباك) على الحسين، لاسيما المتكسبين بالمقتل والخمس والقراءة والتحريض، يفعل ما فعله الحسين، فيواجه الظلم كما واجهه الحسين؟ وربنا تعالى يقول: {لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.

جل ما نريده من قراءة التاريخ: الاعتبار، والاستفادة من دروسه، بشكل موضوعي وهاديء، أما آن لنا أن نعيش الإسلام المحمدي بعيداً عن كل بدعة وضلالة وغلو؟