عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 09-01-2005, 12:40 PM
الحافي الحافي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: أطهر أرض و (أنجس) شعب
المشاركات: 639
إفتراضي

أحمد منصور: هذا عمر بن الخطاب.. أيضا المعارضة السياسية وصلت إلى مرحلة مسلحة في عهد عثمان رضي الله عنه وكانت مطالبها مطالب واضحة واستجاب له عثمان وعقد مع المعارضة وثيقة، المعارضة وصلت إلى مرحلة فكرية ومرحلة مسلحة في عهد علي رضي الله عنه وقال كما قلت أشياء لم يصل إليها الفكر الإنساني بعد في رقي العلاقة داخل نظام الدولة الإسلامية بين الحاكم والمحكوم، في ظل السماح بالمعارضة هل هناك أيضا سماح في ظل الخطاب السياسي الإسلامي بالتعددية أم أن أيضا يعني {مَا أُرِيكُمْ إلاَّ مَا أَرَى ومَا أَهْدِيكُمْ إلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ} كما يقول معظم الحكام للناس الآن؟

"
التعددية في الخطاب السياسي الإسلامي رأيناها في السقيفة دار الجدل بين المهاجرين والأنصار وبعدها توافق الطرفان، وفي التنافس بين الستة وحدثت تصفيات وانحصر بين علي وعثمان وحسم بالاستفتاء العام
"
حاكم المطيري: بلا شك هذه المبادئ تتجلى فيها قضية التعددية في أوضح صورها، رأيناها في السقيفة دار الجدل بين المهاجرين والأنصار طائفتين ثم بعد ذلك توافق الطرفان، رأيناها في التنافس بين الستة وحدثت تصفيات بين الستة حتى انحصر التنافس بين علي وعثمان ثلاثة أيام وحسم بالاستفتاء العام، قام عبد الرحمن بن عوف فأخذ يستشير الناس قال حتى دخل على النساء في الخضر وحتى سأل الصغار في الكتاتيب في أمر عثمان وعلي، ثم لما أخذ رأي العامة قام وخطب في المسجد وقال يا علي أني نظرت في أمر الناس، أمر الناس لاحظ السلطة
الإمامة، أني نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان أحدا، فلا تجعل على نفسك سبيلا وكان هذا بمحضر الأنصار والمهاجرين ومحضر قادة الجيش وأمراء القبائل الذين كانوا في المدينة فتم..

أحمد منصور: يعني هذا الحق الأساسي حق اختيار الحاكم هو الحق الأول.. كأنه هو الحق الأول في المفهوم السياسي الإسلامي الذي نجح فيه الغرب الآن نجاحا كبيرا جدا ونحن تركناه فارتفع شأن الآخرين ونزل شأننا؟

حاكم المطيري: نعم بلا شك، أكمل قضية التعددية عندما وقع الخلاف بين علي ومعاوية أصبح الخلاف ليس فقط بين المهاجرين والأنصار أو حزبين بل وصل إلى حد علي وشيعته وحزبه من أهل العراق ومعاوية وشيعته وحزبه من أهل الشام وأكثر الأمة اعتزلوا الفريقين، كيف حسم الخلاف؟

حاكم المطيري: رُد الأمر إلى الأمة ورضي الجميع بالتحكيم ولهذا خرج الخوارج على علي، قالوا لما رضيت بالتحكيم خلعت نفسك فاجتمع الصحابة الذين اعتزلوا الفريقين، اجتمعوا في دومة الجندل وتناقشوا على عزل علي ومعاوية والاجتماع من قابل لتحديد من هو الخليفة فرضي الطرفان باختيار الأمة إلا أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق ثم تم اغتيال علي رضي الله عنه وبعد ذلك أجمعت الأمة، القصد أنه عندما وقع خلاف بين حزبين سياسيين علي وشيعته ومعاوية وشيعته لم يجدوا بدا من التحاكم إلى أصحاب الحق إلى الأمة ورضوا بأن يفصل الصحابة في الموضوع لإن الحق لهم.

أثر الاستبداد السياسي على واقع الأمة

أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود في هذه الحلقة التي نستضيف فيها الأمين العام للحركة السلفية في الكويت الدكتور حاكم المطيري لنتحدث عن الخطاب السياسي الإسلامي، ما أثر الاستبداد السياسي على واقع الأمة؟
حاكم المطيري: ليس فقط على واقع الأمة الإسلامية وإنما على واقع أي مجتمع إنساني، الاستبداد تحطيم للأمم، تحطيم لقدرات الأفراد في المجتمع، مصادرة لأبسط حقوق الناس ومن ثم يضعف الإبداع، تتأخر الأمة، تضيع الحقوق بسبب استبداد الفرد وانظر إلى واقع الأمة الإسلامية اليوم في ظل الخطاب المُبدل كيف تحولت من أمة وحّدها الإسلام وخرجت من الجزيرة العربية لتفتح الأرض كما قال ربيع ابن عامر إن الله بعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، يقوله لرستم أي نخرج الناس من عبودية كسرى وقيصر إلى عبودية الله عز وجل وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، هذه الأمة التي حولت مجرى التاريخ حتى قال جوستوف ليبون المؤرخ الفرنسي.. قال لم يشهد التاريخ أو العالم فاتحين أرحم ولا أعدل من العرب، أنظر كيف آل الأمر بهم بسبب الاستبداد إلى أن تسلط عليهم العدو الخارجي وأصبحوا اليوم بدل ما كانت تخرج الجيوش لتحرر الشعوب من عبودية كسرى وقيصر أصبحت اليوم تنطلق من الجزيرة العربية أكبر حملة استعمارية يشهدها العالم العربي والإسلامي لتحتل أفغانستان وتحتل العراق من الجزيرة التي هي مهد العرب ومهبط الإسلام.

أحمد منصور: ما تفسيرك لهذا.. ما الذي أدى إلى هذا إلى أن يتحول العرب من مكان أو الجزيرة العربية من مكان تنطلق فيه الرحمة إلى العالم كله إلى مكان يعني تنطلق منه قوات غازية لتدمير العرب والمسلمين أنفسهم؟

حاكم المطيري: بلا شك نحن نعيش في ظل الخريطة التي فرضتها بريطانيا على المنطقة بعدما قسمتها إلى دويلات طوائف عاجزة عن حماية نفسها وعن حماية شعوبها بل وأصبحت قاعدة ينطلق منها العدو لاحتلال البلدان الأخرى.

واقع الحركات الإسلامية الحالية وخطابها السياسي

أحمد منصور: الحركات الإسلامية في المنطقة قامت من أجل تغيير هذا الواقع فإذا بها تصبح جزء منه، تدور في دائرته بكل أمراضه وبكل مشاكله منعكسة أيضا عليها، في ظل هذا الوضع أيضا ما هو الانعكاسات أو ما هي الانعكاسات على الخطاب السياسي للحركات الإسلامية في ظل أنها أصبحت جزءا من أمراض النظام السياسي بشكل عام؟

"
الحركة الإسلامية تعيش أزمة خطاب سياسي، ولم تعد هناك حركات تدفع نحو الخطاب المنزل بكل وضوح وصراحة وإنما تعايشت مع الواقع
"
حاكم المطيري: الحركة الإسلامية تعيش أزمة خطاب سياسي ومن ثم تعايشت مع الخريطة البريطانية وأصبحت جزء من هذا الواقع الذي فرضه الاستعمار ولم تعد هناك حركات تدفع نحو الخطاب المُنزل بكل وضوح وبكل صراحة وإنما تعايشت مع الواقع بل وللأسف للفقهاء دور أو رجال الدين الذين هم سدنة في..


حاكم المطيري في معبد السلطة، هذا أمر طبيعي لكل نظام تجد أحبار ورهبان يدافعون عن هذا النظام وكان لهم دور في توجيه الحركة الإسلامية بدل أن تكون الحركة الإسلامية هي التي تقود الخطاب تركت المجال لفقهاء السلطة في كل بلد للأسف، ليس في هذا البلد أو ذاك فقط إنما في كل بلد إسلامي تجد مُفتي وعالم يوجه الجماهير أو يوجه الناس لما يخدم مصالح الاستبداد بل وصلنا إلى ما يخدم مصالح الاستعمار، مثال بسيط في قتال الشعب الأفغاني للروس لم يتردد أحد من العلماء في إصدار الفتاوى في وجوب الجهاد والقتال مع الشعب الأفغاني ضد الروس ثم بعد ذلك عندما جاءت أميركا لتحل محل روسيا تبدل الخطاب ما السبب؟ وأصبح الجهاد هناك إرهاب، الخطاب الديني ارتبط بالخطاب السياسي وأصبحت الأنظمة والحكومات توظف الخطاب الديني لمصلحة رؤاها أو مواقفها السياسية وبكل بساطة يصبح الجهاد متى ما أرادت الحكومات.

حاكم المطيري: أن يكون جهادا.

أحمد منصور: طبقا للفتاوى وأن يصبح إرهابا حينما تريد أيضا بالفتاوى.

حاكم المطيري: بالفتاوى.

أحمد منصور: وهناك العلماء الذين يقدمون الدنية في الدين من أجل منصب أو مغنم.

حاكم المطيري: وهذا معنى حديث النبي "أخوف ما أخاف على أمتي مَن الأئمة المضلون"، الأئمة المضلون.

أحمد منصور: هنا الأئمة مقصود العلماء؟

حاكم المطيري: يدخل فيها الأمام في السلطة والإمام في الدين، هؤلاء إذا.. بل جاء حديث آخر قال "لا تتبعن سُنن من كان قبلكم حول القدوة بالقدوة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"، ما هي أبرز سُنن الأحبار والرهبان {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ ورُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ} هذا حصل للأسف في عالمنا الإسلامي.

أحمد منصور: القاعدة التي تقول كما تكون ولى عليكم، أما تؤكد أن هذه الشعوب لا تستحق إلا هؤلاء الحكام يذيقوهم الهوان والذل والاستبداد؟

حاكم المطيري: للأسف هذه حجة تبريريه يحتج بها فقهاء السلطة على الشعوب، لا أبدا شعوب العالم الآخر ليست..

أحمد منصور: الشعوب خرجت من قديم كما ذكرت قبل قليل وغيرت صحابيا مبشرا بالجنة وخال للرسول صلى الله عليه وسلم ورفضته واضطر الخليفة أن يقبل هذا، أيضا خرجوا على ولاه وأمراء طلب أو عينهم الخليفة وطالبوا بتبديلهم واضطر أن يقبل هذا، فطالما هذه الشعوب تقبل فلما لا يداس عليها.. لا أجبني لأنه لا نريد أيضا أن نحمل الحكام والعلماء وحدهم المسؤولية والشعوب تكون براء في الأمر، في النهاية الشعوب هي التي تتحرك، هي التي تكون معارضة، هي التي تكون تعددية سياسية.

حاكم المطيري: بل النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر، قال "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، فالخطاب موجه لكل مسلم لكن تأتي إشكالية أن العامة يثقون بالفقهاء وبالعلماء وهؤلاء قد يوظفون من قبل الحكومات.
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .


ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969