الموضوع: صور وتعليق
عرض مشاركة مفردة
  #626  
قديم 24-02-2006, 02:00 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي



عامر الكبيسي


في يوم واحد دخلتُ وأطوار بهجت مكتب قناة الجزيرة في بغداد قبل ثلاث سنوات، وكانت سلسلة مشواري معها التي امتدت من أقصى العراق إلى أقصاه تشابه السلسلة الذهبية التي تدلت من عنق فقيدة الصحافة في آخر ظهور لها على الشاشة وتحمل خارطة العراق، لتقول بهذه القلادة إنني للعراق ولست لأحد غيره.


وباستشهاد الزميلة أطوار بهجت تسقط ورقة جديدة من شجرة الصحافة في بلدي الذي بات الصحفيون فيه بين قتل عند تأدية المهمة أو خطف يقطع وصول الكلمة أو ترويع تضيع معه الحقيقة.


من سامراء كانت ولادة الشهيدة أطوار بهجت السامرائي وفي سامراء كان الوداع الأخير، ولطالما تغنت بيني وبينها بحب هذه المدينة التاريخية الجميلة بقبتها الذهبية التي اعتدى عليها مع خيوط الشمس الأولى، ومئذنتها الملوية الشهيرة ومسجدها الجامع وحشد نثري من قصور أيام الخلافة العباسية.


منذ نشأت أطوار والقلم والإبداع لا يفارقها فبعد محاولات لكتابة الشعر ونصوص الأدب في بدايات عمرها، انضمت إلى أسرة مجلة "ألف باء" العراقية لتحتل موقعا في الصدارة بين كتابها البارعين، ولمَ لا وهي ابنة مدير مدرسة في سامراء وخريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة بغداد.


وبعد الصحافة المكتوبة وصرير القلم فيها دخلت الزميلة عالم الصحافة التلفزيونية الفضائية من باب القناة الفضائية العراقية السابقة، وكان لها الدور المميز في العديد من البرامج الحوارية.


وما أن سقط النظام العراقي السابق حتى سارعت للالتحاق بدورة تدريبية أشرف عليها زميلنا السجين في إسبانيا تيسير علوني، لتدخل إلى باب الإعلام الفضائي العربي من على شاشة الجزيرة وليبدأ منها المشوار.


وإذ كان الصحفي يمتاز بالشجاعة والبلاغة والوصول إلى مصادر الخبر والغوص في عمق الواقع الإنساني وغيرها، فإن أطوار بهجت قد استكملت كل هذه العدة. ففي الشجاعة كانت السباقة إلى الساحات الساخنة وتشهد أرض النجف يوم المعارك بين الأميركيين وجيش المهدي على أدائها، كما تشهد مشارف الفلوجة التي لم تتمكن من دخولها بعد حصارها الأول.

وإذا قيست بميزان البلاغة والقلم فإن لها سيلا أدبيا لا تجاريها فيه صحفية أخرى في العراق فهي صاحبة ديوان "أوراق البنفسج"، وعن مصادر المعلومات فسياسيو العراق ومن كل الأطراف وقوات الأمن يعرفون أطوار وهي القريبة من الجميع.


أما عن الغوص في معاناة العراقيين فلا أعرف من أي باب أدلف للحديث عن مآثرها في هذا الصدد، سواء في تقاريرها عن الخدمات المفقودة في مدينة الصدر، أم عن تتبع الإعلاميين في العراق الذين بعدوا عن وزارة الإعلام السابقة بجرة قلم من بول بريمير الحاكم المدني الأميركي وقتها، أم عن زياراتها لدور الأيتام والمسنين، فضلا عن جولات باكية على ضفاف نهر دجلة الذي يعطي لبغداد كرخها ورصافتها عندما يقطعها كالسيف، ناهيك عن حكايا شارع الرشيد والمتنبي في آن معا.


وبعد أن نجحت بتميز وبشهادة الجميع في ميدان المراسلة التلفزيونية أرادت قناة الجزيرة أن تسند إليها -مع كونها مراسلة من الطراز الأول- المهمات الجيدة، وهي إجراء الحوارات المطولة ومن ثم تقديم برنامج المشهد العراقي برفقة زميلها عبد العظيم محمد، وبمساعدة أكثر من خمسين صحفيا عاملا في مكتب بغداد آن ذاك.


وأغلق مكتب بغداد ومنع الجميع من التغطية وبالرغم من ذلك فإن حضورها وتواصلها مع الحدث لم ينقطع، وواصلت حضور المؤتمرات الصحفية ومأساة العراقيين.


وبعد أن طال إغلاق مكتب بغداد رأت أطوار ولظروف شخصية وعائلية كما قالت لي، أن تتوجه إلى قناة العربية للعمل معها، وما لبثت أسبوعين أو يزيد حتى استل الغادرون سيفا ليقتلوا أطوار الطفلة عندما تضحك، وأطوار الأخت عندما تنصح، وأطوار الموقف عند الشدائد.




_________________
مراسل الجزيرة نت


نسال الله لها الرحمة ولاهلها الصبر
هذه من بين جرائم العدو الصهيوني الامريكي
الذي اراد ان يلهينا هذه الايام بعد فضيحة التعذيب
التي تداولتها وسائل الاعلام
كيف لا وهو الذي اغتال من قبلها الصحفي طارق ايوب
وغيره وفعلها حتى مع الاجانب وماقصة الصحفية الايطالية التي نشرت الشريط
عن الاسلحة الكيماوية عنا ببعيد وهدف الاحتلال ان يعزل العراق لعدم التعرف
عن الجرائم التي ارتكبها فهذه ماهي الا رسالة واضحة الى الاعلام
بغض النظر عن قناة الرخس والبخس
العربية التي تخدم الاحتلال بامتياز