عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 11-07-2005, 01:01 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي عقيدة أهل البيت في توحيد الله جل جلاله :


عقيدة أهل البيت في توحيد الله جل جلاله:
(توحيد الأسماء والصفات):


أهل السنة يقتفون خطى أهل البيت رحمهم الله في معرفة الله تعالى وتوحيده. فأهل البيت يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات من غير تعطيل (نفي الصفة أو تحريف معنى) ومن غير تشبيه (تجسيم أو تكييف). وهذا قول سلف الأمة الصالح بلا نزاع.

روى الكليني في الجزء الأول من أصول الكافي، في كتاب التوحيد، باب: النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى، الرواية الأولى، ما نصه:

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَتِيكٍ الْقَصِيرِ قَالَ كَتَبْتُ عَلَى يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّ قَوْماً بِالْعِرَاقِ يَصِفُونَ اللَّهَ بِالصُّورَةِ وَ بِالتَّخْطِيطِ فَإِنْ رَأَيْتَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ بِالْمَذْهَبِ الصَّحِيحِ مِنَ التَّوْحِيدِ فَكَتَبَ إِلَيَّ سَأَلْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ عَنِ التَّوْحِيدِ وَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَنْ قِبَلَكَ فَتَعَالَى اللَّهُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. تَعَالَى عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ الْمُشَبِّهُونَ اللَّهَ بِخَلْقِهِ الْمُفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ. فَاعْلَمْ رَحِمَكَ اللَّهُ أَنَّ الْمَذْهَبَ الصَّحِيحَ فِي التَّوْحِيدِ مَا نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ فَانْفِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى الْبُطْلَانَ وَ التَّشْبِيهَ فَلَا نَفْيَ وَ لَا تَشْبِيهَ هُوَ اللَّهُ الثَّابِتُ الْمَوْجُودُ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ وَلَا تَعْدُوا الْقُرْآنَ فَتَضِلُّوا بَعْدَ الْبَيَانِ .

فانظر هداك الله إلى هدي أهل البيت في تقرير المذهب الصحيح في التوحيد، إذ قال في جوابه: (مَا نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ) يعني أن تؤمن بما أثبت الله تعالى لنفسه في كتابه، ثم أردف قائلا: (فَانْفِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى الْبُطْلَانَ وَ التَّشْبِيهَ) إشارة إلى ما قرره السائل من فعل قوم في العراق ممن ذهب إلى وصف الله تعالى بالصورة والتخطيط. أي انف عنه كل ما يضاد كماله من أصناف النقائص والعيوب موقنا أن الله تعالى متصف بضد ما نفيت عنه. ثم إنه رحمه الله قرر القاعدة العظمى التي عليها السلف الصالح، وحق أن تكتب بماء الذهب، إذ يقول: (فَلَا نَفْيَ وَ لَا تَشْبِيهَ) أي لا نعطل ما قرره الله تعالى لنفسه من صفات، وفي ذات الآن لا نشبه هذه الصفات بصفات المخلوقين فنقع في التجسيم. ثم عقب بما يكتب بحروف من نور: (وَلَا تَعْدُوا الْقُرْآنَ فَتَضِلُّوا بَعْدَ الْبَيَانِ) أي لا تتجاوز ما جاء بين الدفتين فتضل بعد هذا البيان. وهذا ما قرره الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، إذ يقول: (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن والسنة).

وأخرج، كما في الرواية السادسة عن:

سَهْلٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( ع ) إِلَى أَبِي أَنَّ اللَّهَ أَعْلَى وَأَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُبْلَغَ كُنْهُ صِفَتِهِ فَصِفُوهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَكُفُّوا عَمَّا سِوَى ذَلِكَ.

فقوله (أَنْ يُبْلَغَ كُنْهُ صِفَتِهِ) أي أن نصل إلى حقيقة هذه الصفات، كالوجه والعين واليدين والساق وغيرها مما ورد عن الله في كتابه أو سنة نبيه.

وقوله: (فَصِفُوهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ) فعل أمر للاقتصار على ما جاء عنه تعالى من طريق الخبر، فلا يتعدى إلى غيره.

وقوله: (وَكُفُّوا عَمَّا سِوَى ذَلِكَ) فعل أمر للابتعاد عن فعل المخالفين ممن ينفي ما وصف الله به نفسه أو يتأوله على غير مراد الله بزعم التنزيه والابتعاد عن التشبيه والتجسيم.

وذات الأمر ينطبق على أسماء الله الحسنى، فلا يسمى الله تعالى إلا بما سمى به نفسه في كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فلا ننفي عنه تعالى ما سمى به نفسه في كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذات الآن لا نطلق عليه تعالى من الأسماء ما لم يسم به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه لا سبيل لنا إلى معرفة أسماء الله تبارك وتعالى إلا طريق الخبر: الكتاب والسنة، فتأمل ولا تغفل.

والأدلة من أقوال أئمة أهل البيت رحمهم الله على اتباع الوسطية في كل الأمور أكثر من أن تحصى، وترتكز على نفي التعطيل ونفي التشبيه. فقد أخرج الكليني في الجزء الأول من أصول الكافي، في كتاب التوحيد، باب إطلاق القول بأنه شيء، عدة روايات نختار لك منها الرواية الثانية:

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي ( عليه السلام ) يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلَّهِ إِنَّهُ شَيْ‏ءٌ قَالَ نَعَمْ يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَدَّيْنِ حَدِّ التَّعْطِيلِ وَحَدِّ التَّشْبِيهِ .

الرواية السادسة: (نأخذ منها موضع الاستشهاد وهي من قول أبي عبد الله رحمه الله)

..... قَالَ لَهُ السَّائِلُ فَلَهُ كَيْفِيَّةٌ قَالَ لَا لِأَنَّ الْكَيْفِيَّةَ جِهَةُ الصِّفَةِ وَ الْإِحَاطَةِ وَ لَكِنْ لَا بُدَّ مِنَ الْخُرُوجِ مِنْ جِهَةِ التَّعْطِيلِ وَالتَّشْبِيهِ لِأَنَّ مَنْ نَفَاهُ فَقَدْ أَنْكَرَهُ وَدَفَعَ رُبُوبِيَّتَهُ وَأَبْطَلَهُ وَمَنْ شَبَّهَهُ بِغَيْرِهِ فَقَدْ أَثْبَتَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ الْمَصْنُوعِينَ الَّذِينَ لَا يَسْتَحِقُّونَ الرُّبُوبِيَّةَ وَ لَكِنْ لَا بُدَّ مِنْ إِثْبَاتِ أَنَّ لَهُ كَيْفِيَّةً لَا يَسْتَحِقُّهَا غَيْرُهُ وَلَا يُشَارِكُ فِيهَا وَلَا يُحَاطُ بِهَا وَلَا يَعْلَمُهَا غَيْرُهُ ...الرواية.

فانظر رعاك الله تطابق عقيدة السلف الصالح مع عقيدة أهل البيت رضوان الله عليهم. فكر .. تأمل .. ثم حكم عقلك، أيعقل أن يكون نفاة الصفات ومعطلوها - كما هو حال الشيعة في القديم والحديث - على حق مع دعوى اتباع أهل البيت، وعلماء أهل البيت وأئمتهم مثبتون لها؟ حاشا لله.

(عقيدة أهل البيت في توحيد الألوهية والربوبية)

واعلم يا رعاك الله أن عقيدة السلف الصالح في توحيد الألوهية والربوبية هي عين عقيدة أهل البيت رضوان الله عليهم كافة. فهم لا يجوزون صرف أي لون من ألوان العبادة صغرت أو كبرت لغير الله تعالى، ولا يصرفون ما اختص به من صفات لمخلوق من خلقه. لكن كثرت الكذابة عليهم رحمهم الله، فغلوا فيهم وأخرجوهم من طور البشرية إلى طور الألوهية بما نسبوا إليهم من علم الغيب والتصرف في الكون وكشف الضر وغير ذلك مما لا يجوز صرفه إلا للباري جل جلاله.

فمن ذلك، ما أخرجه المجلسي في بحار الأنوار (25/287) عن الكشي:
42 - كش: بهذا الإسناد عن محمد بن خالد الطيالسي عن ابن أبي نجران عن عبد الله قال: قال أبو عبد الله (ع): إنا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس. كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق الناس لهجة وأصدق البرية كلها، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين (ع) أصدق من برأ الله بعد رسول الله وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفتري على الله الكذب عبد الله بن سبأ.

وأخرج في الجزء ذاته ص 286عن الكشي أيضا:

40 - كش : محمد بن قولويه عن سعد عن ابن يزيد ومحمد بن عيسى عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب الأزدي عن أبان بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لعن الله عبد الله بن سبأ إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين، وكان والله أمير المؤمنين (ع) عبدا لله طائعا، الويل لمن كذب علينا، وإن قوما يقولون فينا مالا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم.

فكان ابن سبأ عليه لعائن الله هو أول من زرع بذور الكذب على أهل بيت النبوة بزعم الحب والموالاة لهم، وأول من سن الكذب عليهم لعنه الله.

وأخرج في الجزء ذاته ص 288عن الكشي أيضا:

44 - كش : محمد بن مسعود عن الحسين بن اشكيب عن محمد بن اورمة عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن ضريس قال: قال لي أبو خالد الكابلي: أما إني سأحدثك بحديث إن رأيتموه وأنا حي قبلت صلعتي، وإن مت قبل أن تراه ترحمت علي ودعوت لي، سمعت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول:

"إن اليهود أحبوا عزيرا حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى. وإنا على سنة من ذلك، إن قوما من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى بن مريم، فلاهم منا ولا نحن منهم."

ثم كثرت الكذابة عليهم رحمهم الله، فمن ذلك ما أخرجه الخوئي في معجمه (8/231) عن:

9 محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يوما وقد دخل عليه الفيض بن المختار، فذكر له آية من كتاب الله عز وجل، فأولها أبو عبد الله عليه السلام، فقال له الفيض: جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟

قال: وأي الاختلاف يا فيض؟

فقال له الفيض: إني لأجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أن أشك في اختلافهم في حديثهم حتى أرجع إلى المفضل بن عمر فيوقفني من ذلك على ما تستريح إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي.

فقال أبو عبد الله: أجل هو كما ذكرت يا فيض، إن الناس أولعوا بالكذب علينا (كأن) الله افترضه عليهم لا يريد منهم غيره، وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون به الدنيا، وكل يحب أن يدعى رأسا... الرواية.

فإذا كان هذا الكذب والدجل قد وقع عليهم بهذه الكثرة في حياتهم، فما ظنك أخي الكريم بما وقع من التخرص والافتراء عليهم بعد مماتهم؟


تابـــــــع
__________________