عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 26-11-2006, 01:35 AM
osman hassan osman hassan غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 27
Exclamation

اخرج النسائي والطبراني في الاوسط من طريق ابي السائفة عن جندب ابن عبد الله البجلي قال : لما فارقت الخوارج عليا خرج في طلبهم فانتهينا الى عسكرهم فاذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن واذا فيهم اصحاب البرانس أي الذين كانوا معروفين بالزهد والعبادة قال فدخلني في ذلك شدة ، ( يجب ان نقارن ذلك مع ادعياء اليوم لنتاكد ان مظهر الدين لا يفيد اذا كانوا على ضلال في المنهج، كما يبين ان البعض الطيب يكاد لا يصدق ان هؤلاء المتدينين على باطل حتى يشك في موقف من يخالفهم لعله مخطئ ، ونتابع كلام الصحابة وتابعيهم) ، فنزلت من فرسي وقمت اصلي فقلت : اللهم ان كان في قتال هؤلاء القوم لك طاعة فاذن لي فيه ( أي ان كان هؤلاء الذين يتلون القرآن على ضلال وقتلهم فيه خير اذهب عني التردد والشك في جواز قتالهم) فمر بي علي فقال لما حازاني تعوذ بالله من الشك ياجندب ( أي أحس علي رضي الله عنه بتردد صاحبه لما رأى مظهر الخوارج الذين كان يعرفهم من سابق بالدين والعبادة والزهد ، هذا كالذين انخدعوا في بن لادن يقولون ترك اموال والده من زهده في حين هو يخوض في دماء الابرياء واموالهم ايضا) ، فلما جئته اقبل رجل على برذون يقول ان كان لك بالقوم حاجة فانهم قد قطعوا النهر ، قال ( أي علي ) ما قطعوا ثم جاء آخر كذلك ( أي رجل يقول مثل صاحبه ان الخوارج قطعوا النهر فالحق بهم ) ثم جاء آخر كذلك ، قال (أي علي) : ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن من دونه عهد من الله ورسوله قلت الله اكبر ( أي ادرك جندب ان عليا عنده حديث من النبي صلى الله عليه وسلم يبين انهم سيقتلون قبل عبور النهر ، لذلك لم يصدّق علي كل الاخبار التي تقول انهم قد عبروا النهر لثـقته في حديث النبي r ولان اولئك الرجال ينظرون من بعيد للخوارج وهم يحاولون عبور النهر فاشبه حالهم بانهم شرعوا في العبور ولكن اكتشفوا ان عليا عنده احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين ان اصحاب هذه الصفات هم اول الخوارج المعنيين وسيقتلون ) ثم ركبنا فسايرته (أي قربت فرسي من فرسه وسرت بجانبه) فقال لي : سابعث اليهم رجلا يقرأ المصحف يدعوهم الى كتاب الله وسنة نبيهم (ليثبت لهم ادعاءهم تحكيم الكتاب والسنة فانهم لا يقبلون ذلك اذا كانت النصوص ضدهم وذلك لهواهم وتعصبهم ، وان شعارهم بحكم الله ليس من ورعهم وانما ورقة سياسية لتمكنهم من حكم الاخرين) ، فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ولا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة ، (وهذا ليؤكد علي لصاحبه ان الحديث النبوي بين له هذه المسائل وسترى منها ما سيكون بعد قليل اخبرك به قبل وقوعه وحتى عدد القتلى ، لتزداد يقينا وان ذلك من خبر رسول صلى الله عليه وسلم وليس من عندي ) قال فانتهينا الى القوم فارسل اليهم رجلا فرماه انسان فاقبل علينا بوجهه فقعد (أي حدث كما قال علي رضي الله عنه) وقال علي : دونكم القوم فما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة . انتهى ، وفي اخر الاثر يخبر عن ان الحال كان كما قال علي رضي الله عنه.
وقد كان علي بيّن لاصحابه مبررات الخروج لقتال الخوارج ، كما في الاثر.
اخرج ابي داود ، عن سلمة بن كهيل قال : اخبرني زيد بن وهب الجهني انه كان في الجيش الذين كانوا مع علي عليه السلام الذين ساروا الى الخوارج فقال علي عليه السلام : اين الناس : اني سمعت رسول الله r يقول : يخرج قوم من امتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم الى قراءتهم شيئا ولا صلاتكم الى صلاتهم شيئا ولا صيامكم الى صيامهم شيئا يقرؤون القرآن يحسبونه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش يصيبونهم ما خفي لهم على لسان نبيهم r لنكلوا عن العمل (أي لتركوا ان يزدادوا من العبادة ، كأن ذلك يكفي لدخولهم الجنة) وآية ذلك ان فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع (وهذه من علامات النبوة وتاكيد لقتل هؤلاء الخوارج الذين منهم هذا الشخص ) على عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض ، افتذهبوا الى معاوية واهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم واموالكم ؟ ( وهذا فيه تفضيل لقتل الخوارج والمتطرفين على غيرهم وان قتالهم اولى خاصة انهم سيضلون ذراريكم) والله اني لا ارجو ان يكونوا هؤلاء القوم فانهم قد سفكوا الدم الحرام ( وهذا اشبه بالمتطرفين الذين يقتلون من خالفهم بالتفجيرات وغيرها في الاماكن العامة والمواصلات والاسواق وغيرها) واغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله قال سلمة فنزلني زيد منزلا منزلا حتى مرينا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج عبد الله بن وهب الراسي (أي قائدهم في هذه الواقعة) فقال سلوا السيوف من جفونها فاني اخاف ان يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء (وهذا من تعصبهم واصرارهم على القتال فهم لا يريدون فرصة للمناقشة) قال فوحشوا برماحهم ( أي ابعدوها والقوها ) واستلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال وقتلوا بعضهم على بعض ، .. الخ) الحديث طويل.
وقد جاء في الاثار ما يوضح خطأ منهجهم وتكلفهم في امور يتظاهرون بها ويراءون ويدّعون الورع ، في حين يتساهلون فيما هو اكبر من المعاصي ، يقتل احدهم النفس التي حرم الله ويدعي انه يخاف الله في تمرة ساقطة على الارض .
كما جاء فيما اخرجه ابن ابي شيبة في المصنف عن زيد بن هرون الواسطي قال حدثنا سليمان التميمي عن ابي مجلز قال : نهى علي اصحابه ان يسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثا ، فمروا بعبد الله بن خباب فأخذوه فمر بعضهم على تمرة ساقطة من نخلة فاخذها فالقاها في فيه ، فقال بعضهم : تمرة معاهد ، فبم استحللتها ؟ فالقاها من فيه، ثم مروا على خنزير فنفخه بعضهم بسيفه ، فقال بعضهم خنزير معاهد فبم استحللته؟ فقال : عبد الله الا أدلكم على ما هو اعظم حرمة من هذا ؟ قالوا نعم قال : انا، فقدموه فضربوا عنقه ، فارسل اليهم علي ان افيدونا بقاتل عبد الله بن خباب ، فارسلوا اليه ، كيف نفيدك وكلنا قتله ، قال : اوكلكم قتله؟ قالوا نعم فقال : الله اكبر ، ثم امر اصحابه ان يسطوا عليهم قال : والله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة قال : فقتلوهم فقال : اطلبوا فيهم ذا الثدي فطلبوه فاتي به فقال : من يعرفه فلم يجدوا احدا يعرفه الا رجلا قال : انا رأيته بالنجف فقلت له اين تريد قال هذه ، واشار الى الكوفة، وما لي بها معرفة ، قال: فقال علي : صدق هو من الجان ، انتهى حديث 37882/.
أي هو ليس من اهل المنطقة حقيقة ولكنه شيطان خرج في صورة ادمي ليحرضهم على القتل كما فعل الشيطان حينما خرج مع اهل مكة في صورة دحي الكلبي كما هو مشهور في السيرة ، وعلي رضي الله عنه قال ذلك من اخبار النبي صلى الله عليه وسلم له .
ويأخذ من الاثر عدة فوائد منها شاهدنا الادعاء منهم والتكلف في امر عادي ويفعلون الكبائر وهم فرحون ، وذلك كما روي ان رجلا سال ابن عباس في الحج ، هل علي شئ ان قتلت البعوض ، فاحس ابن عباس انه من المتكلفين فقال : من اين انت قال : من العراق : فقال : يا اهل العراق ما اتقيتم الله في دم الحسين وتسالون عن دم البعوض.
وذكر ابن حجر عن تظاهرهم وتنطعهم وادعاءهم للزهد والورع ما جاء في 283/12 : وكان يقال لهم القراء لشدة اجتهادهم في التلاوة والعبادة ، الا انهم كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منه ويستبدون برأيهم ويتنطعون في الزهد والخشوع وغير ذلك . انتهى.