[محمود الحسنات]

بسم الله الرحمن الرحيم

أختي دعد

أمّا عمّا يصدر من المرئ ،أقول:

نعم،فلا يصدر من المرئ قول خارج نطاق عقله.

نعرف جميعاً أنّ الإنسان هو تراكيب مادية ممزوجة باخرى معنوية تلك التي تُعرف بالشخصية و النفسية و ...

وكما قال أسلافنا : ( المرئ بأصغريه؛ قلبه ولسانه)

لذا، فلا ينطق اللسان إلا بما يُملي عليه القلب،قد يكون ذلك القول مُدّخر منذ حين،أو هو وليد لحظة التفكير تلك. وإن كان القول الصادر هو وليد تفكير اللحظة؛عجز المرئ عن التمييز حول إن كان ذلك ما أراد قوله أم لا. و القول هنا ، نعم، ولو كان ما يجول بالفكر حوله لا يُعد من الزمن لدرجة أن الشخص لم يُلاحظ أنه فكر به

وأمّا عن علاقات الزملاء

فذلك يعتمد على نوع الزمالة بين الافراد؛ فالزوج وزوجه زملاء، والرجل وابنه زملاء،و الاخ واخوه زملاء ، ولكن مهما كانت التفاوتات في العلاقات ،فلا بُدّ من الصدق في المعاملة والتسامح والتعدّي عن الاخطاء حتى لا يكون هنالك ما يُغضب طرفا أو يجرحه بشيء.


أمّا عن السؤال الاخير ،والاصعب :


الفرق بينهما كبيييييييييييييييييييييير جداً

فالفرق الكبير يكمن في المصدر الذي يأتي منه القول ؛نفاقاً أو مُجاملة

فالنفاق؛يستدعي بالضرورة النية السيئة لدى القائل، بأن يخفي ما لديه من نوايا من خلال البوح بغيره، الذي بدوره قد يكون مديحا أو ما إلى ذلك

أمّا المُجاملة؛ فلا تستدعي النية السيئة، والمُجاملة مأخوذه من التّجمُّل؛و التجمُّل من الجمال، أي مُحاولة التحلي به، وهذه بحد ذاتها صفة حسنة. قال أجدادنا : (كُن جميلاً ترى الوجود جميلا)

إلا أن المعنى المأخوذ هذه الايام عن المجاملة بــ( المداهنة) ،وهذا غير صحيح ، فالمداهنة هي إخفاء ما بالنفس من رأيٍ ناقد حول شيءٍ ما ، وإظهار الرضى ؛ وهنا عدنا إلى النفاق.


و الله أعلم بالصواب