عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-02-2007, 10:00 AM
صمت الكلام صمت الكلام غير متصل
كنتـُ هيّ ..!
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: QaTaR
المشاركات: 4,043
Smile وصف حور العــين لإبن القيم ( قصيدة من أروع القصائد )

يا خاطب الحور الحسان وطالبـا لوصالهـن بجنـة الحيـوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبت بذلت ما تحوي من الأئمان
أو كنت تعرف أين مسكنها جعلت السعي منك لها على الأجفان
أسرع وحث السير جهدك إنما مسـراك هـذا ساعـة لزمـان
فاعشق وحدث بالوصال النفس وابذل مهرها ما دمت ذا إمكـان
واجعل صيامك دون لقياها ويو م الوصل يوم الفطر من رمضان
واجعل نعوت جمالها الحادي وسر نحو الحبيب ولست بالمتواني
واسمع إذن أوصافها ووصالها واجعل حديثـك ربـة الإحسـان
يا من يطوف بكعبة الحسن التي حفت بذاك الحجـر والأركـان
ويظل يسعى دائما حـول الصفـا ومحسـر مسعـاه كـل أوان
ويروم قربان الوصال على منى والخيف يحجبه عـن القربـان
فلذا تراه محرما أبـدا ومـو ضـع حلـة منـه فليـس بـدان
يبغي التمتع مفردا عـن حبـه متجـردا يبغـي شفيـع قـران
ويظل بالجمرات يرمـي قلبـه هـذي مناسكـه بكـل زمـان
والناس قد قضوا مناسكهم وقد حثوا ركائبهـم إلـى الأوطـان
وحدت بهم همم لهم وعزائـم نحـو المنـازل ربـة الإحسـان
رفعت لهم في السير أعلام الوصا ل فشمروا يا خيبة الكسـلان
ورأوا على بعد خياما مشرفا ت مشرقـات النـور والبرهـان
فتيمموا تلـك الخيـام فآنسـوا فيهـن أقمـارا بـلا نقصـان
من قاصرات الطرف لا تبغي سوى محبوبها من سائر الشبـان
قصرت عليه طرفها من حسنه والطرف منـه مطلـق بأمـان
ويحار منه الطرف في الحسن الذي قد أعطيت فالطرف كالحيران
ويقول لما أن يشاهد حسنها سبحان معطي الحسن والإحسـان
والطرف يشرب من كؤوس جمالها فتراه مثل الشارب النشـوان
كملت خلائقها وأكمل حسنها كالبدر ليـل السـت بعـد ثمـان
والشمس تجري في محاسن وجهها والليل تحت ذوائب الأغصان
فيظل يعجب وهو موضع ذاك من ليل وشمس كيـف يجتمعـان
ويقول سبحان الذي ذا صنعه سبحان متقـن صنعـة الإنسـان
لا الليل يدرك شمسها فتغيب عند مجيئه حتى الصبـاح الثانـي
والشمس لا تأتي بطرد الليل بـل يتصاحبـان كلاهمـا أخـوان
وكلاهما مرآة صاحبه إذا مـا شـاء يبصـر وجهـه يريـان
فيرى محاسن وجهه في وجهها وترى محاسنهـا بـه بعيـان
حمر الخدود ثغورهن لآلـئ سـود العيـون فواتـر الأجفـان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها فيضيء سقف القصر بالجـدران
ريانة الأعطاف من ماء الشبا ب فغصنها بالمـاء ذو جريـان
لما جرى ماء النعيم بغصنهـا حمـل الثمـار كثيـرة الألـوان
فالورد والتفاح والرمان في غصن تعالـى غـارس البستـان
والقد منها كالقضيب اللدن في حسن القوام كأوسـط القضبـان
في مغرس كالعاج تحسب أنه عالـي النقـا أو واحـد الكثبـان
لا الظهر يلحقـه وليـس ثديهـا بلواحـق للبطـن أو بـدوان
لكنهـن كواعـب ونواهـد فثديـهـن كأحـسـن الـرمـان
والجيد ذو طول وحسن في بيا ض واعتـدال ليـس ذا نكـران
يشكو الحلي بعاده فله مدى الأيـام وسـواس مـن الهجـران
والمعصمان فإن تشـأ شبههمـا بسبيكتيـن عليهمـا كفـان
كالزبد لينا فـي نعومـة ملمـس أصـداف در دورت بـوزان
والصدر متسع على بطن لها والخصر منهمـا مغـرم بثمـان
وعليه أحسن سرة هي زينة للبطن قد غـارت مـن الأعكـان
حق من العاج استدار وحشوه حبـات مسـك جـل ذو الإتقـان
وإذا نزلت رأيت أمرا هائلا ما للصفـات عليـه مـن سلطـان
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا شيء من الآفات فـي النسـوان
فخذان قد حفا به حرسـا لـه فجنابـه فـي عـزة وصبيـان
قاما بخدمته هو السلطـان بينهمـا وحـق طاعـة السلطـان
وهو المطاع إذا هو استدعى الحبيب أتاه طوعا وهو غير جبان
وجماعها فهو الشفاء لصبها فالصب منـه ليـس بالضجـران
وإذا أتاها عادت الحسناء بكرا مثل ما كانـت مـدى الأزمـان
وهو الشهي ألذ شيء هكذا قـال الرسـول لمـن لـه أذنـان
يا رب عفواً قد طغت أقلامنـا يـا رب معـذرة مـن الطغيـان
أقدامها من فضة قـد ركبـت مـن فوقهـا ساقـان ملتفـان
والساق مثل العاج ملموم بـه مـخ العظـام تنالـه العينـان
والريح مسك والجسوم نواعم واللـون كالياقـوت والمرجـان
وكلامها يسبي العقول بنغمـة زادت علـى الأوتـار والعيـدان
وهي العـروب بشكلهـا وبدلهـا وتحبـب للـزوج كـل أوان
أتراب مـن واحـد متماثـل سـن الشبـاب لأجمـل الشبـان
بكر فلم يأخذ بكارتها سوى ال محبوب من إنس ولا مـن جـان
يعطى المجامع قوة المائة التي اج تمعت لأقوى واحد الإنسـان
ولقد أتانا أنـه يغشـى بيـو م واحـد مائـة مـن النسـوان
ورجاله شرط الصحيح رووا لهم فيه وذا في معجـم الطبرانـي
وبذاك فسر شغلهم في سورة من بعد فاطر يـا أخـا العرفـان
هـذا دليـل أن قـدر نسائهـم متفـاوت بتفـاوت الإيـمـان
وبه يزول توهم الإشكال عن تلك النصـوص بمنـة الرحمـن
في بعضها مائة أتى وأتى بها سبعون أيضـا ثـم جـا ثنتـان
فتفاوت الزوجات مثل تفاوت ال درجـات فالأمـران مختلفـان
وبقوة المائة التي حصلت له أفضى إلـى مائـة بـلا خـوران
وأعفهم في هذه الدنيا هو ال أقوى هناك لزهـده فـي الفانـي
فاجمع قواك لما هنا وغض من ك الطرف واصبر ساعة لزمان
ما هاهنا والله ما يسوى قلا مة ظفـر واحـدة مـن النسـوان
ونصيفها خير من الدنيا ومـا فيهـا إذا كانـت مـن الأثمـان
لا تؤثر الأدنى على الأعلى فإن تفعـل رجعـت بذلـة وهـوان
وإذا بدت في حلة مـن لبسهـا وتمايلـت كتمايـل النشـوان
تهتز كالغصـن الرطيـب وحملـه ورد وتفـاح علـى رمـان
وتبخترت في مشيها ويحق ذا ك لمثلها فـي جنـة الرضـوان
ووصائف من خلفها وأمامها وعلـى شمائلهـا وعـن أيمـان
كالبدر ليلة تمه قد حف في غسق الدجـى بكواكـب الميـزان
فلسانه وفؤاده والطرف في دهـش وإعجـاب وفـي سبحـان
تستنطق الأفواه بالتسبيح إذ تبـدو فسبحـان العظيـم الشـان
والقلب قبل زفافها في عرسه والعرس إثر العـرس متصـلان
حتـى إذا واجهتـه تقابـلا أرأيــت إذ يتقـابـل القـمـران
فسل المتيم هل يحل الصبر عن ضـم وتقبيـل وعـن فلتـان
وسل المتيم أيـن خلـف صبـره فـي أي واد أم بـأي مكـان
وسل المتيم كيف حالته وقـد ملئـت لـه الأذنـان والعينـان
من منطق رقت حواشيه ووج ه كم به للشمـس مـن جريـان
وسل المتيم كيف عيشته إذا وهمـا علـى فراشيهمـا خلـوان
يتساقطان لآلئـا منثـورة مـن بيـن منظـوم كنظـم جمـان
وسل المتيم كيف مجلسه مع ال محبوب في روح وفي ريحـان
وتدور كاسات الرحيق عليهمـا بأكـف أقمـار مـن الولـدان
يتنازعان الكـأس هـذا مـرة والخـود أخـرى ثـم يتكئـان
فيضمها وتضمه أرأيـت مـع شوقيـن بعـد البعـد يلتقيـان
غاب الرقيب وغاب كل منكد وهما بثـوب الوصـل مشتمـلان
أتراهما ضجرين من ذا العيش لا وحياة ربك ما همـا ضجـران
يا عاشقا هانت عليـه نفسـه إذ باعهـا غبنـا بكـل هـوان
أترى يليق بعاقل بيـع الـذي يبقـى وهـذا وصفـه بالفانـي
__________________
الرد مع إقتباس