عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 30-03-2001, 05:14 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post

المقدمــــــة
السلام عليكم
شكرا لأخي السنونو الذي دلني على موقعكم.
وقد اطلعت على عدة مواضيع ، كما أن أخي السنونو طلب الإجابة على عدة أسئلة رأيت معها أن أتناول كافة هذه المواضيع تناولا شاملا.
أهم ما يتميز به الإنسان التفكير وجاء الإسلام في تركيزه على التفكير موافقا للفطرة البشرية، وإن كثرة الآيات الحاضة على التفكير السليم تضعه في المقامة الأولى من الواجبات، وليس بين الأئمة اختلاف في أنه لا واجب يترتب على من فقد القدرة على التفكير0
واجب بهذه الأهمية لا بد له من أركان، والذي أراه من استقراء القرآن الكريم وسيرة الرسول عليه السلام أن ركن التفكير السليم هو النظر إلى أي أمر في إطاره العام، والتحرر من النظرة إلى الأمور من خلال أطر محدودة، تستوي في ذلك الدعوة إلى التوحيد في القرآن الكريم التي هي أصل لما سواها من وجهة نظر إسلامية مع أي جزئية أخرى، والشواهد على ذلك كثيرة جدا ، ومن القرآن الكريم فإن قصة إسلام سيدنا إبراهيم عليه السلام ترينا كيف أن ظاهرة طبيعية عادية عندما نظر إليها في إطارها العام قادت إلى التوصل إلى وجود الخالق عز وجل، وبينت سورة الكهف الفارق في الحكم على الأشياء باختلاف الإطار الذي ينظر إليه منها، فقتل الطفل وخرق السفينة في الإطار المعرفي لسيدنا موسى عليه السلام شر، وهي في إطار علم الله تعالى الخير ذاته. وقد يقول قائل إن بناء المساجد خير وهذا غير صحيح على إطلاقه ، بل قد يكون هدم مسجد خيرا في إطار ما، فقد هدم الرسول مسجد الضرار، وقد يقول قائل إن الصوم في رمضان خير من الإفطار، وقد قال الرسول عليه السلام في غزوة في رمضان:" ذهب المفطرون بالأجر كله" لما قدموه من حسن البلاء. بل إن لنا في سؤال الحباب بن المنذر رضي الله عنه للرسول عليه السلام عن موقع الجيش في غزوة بدر إن كان وحيا أم رأيا وفي جواب الرسول له وأخذه باقتراحه ما يبين أن المكانة التي أولاها الإسلام للتفكير.
وقد ألمت بالمسلمين نوائب قللت لديهم من أهمية هذه الفريضة (التفكير السليم) بل ووضعتها أحيانا في موقف صور على أنه مناهض للإيمان، وحاشا لله أن يكون دينه كذلك. وقد بدأت أوائل ذلك بعد الفتنة التي ذر قرنها والتي انتهت بنقض أحد ركني الخلافة وهو البيعة (الصحيحة طبعا لا الشكلية) وانقسم المسلمون في ردهم على ذلك إلى قسمين :
الأول مثّله سيدنا الحسين وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وقالا بأن ذلك خروج على النهج الإسلامي في الحكم، وهو شر يستوجب القتال - ولديهم أدلتهم الشرعية- وقد قاتلا حسب نظرتهما الكلية للأمور.
والثاني مثّله عبد الله بن عمر الذي كان له نفس رأيهما في طبيعة ما حدث، ولكنه وحسب نظرته الكلية للأمور قال بأن ذلك شر أخف من شر الفتنة، وأخذ بأخف الشرين وله في ذلك دليله الشرعي. وقد كان كما قال. والقول بأن الخروج عن منهج البيعة شر أخف من الفتنة، يقتضي العمل لتغيير هذا الشر والرجوع إلى البيعة الشرعية مع محاولة تجنب الفتنة ، ولكن جاء بعده من وضع الأمور في إطار مصلحته فقال بأن الوراثة خير ثم جاء من قال إنها سنة ثم فرض، وتوقف أثر الكوارث الناجمة عن هذه الأحكام الصادرة عن المصلحة والهوى عند حد معين، لأن الحاكم الذي خيطت هذه الأحكام على مقاسه كان من الأمة ، وكان ولاؤه لها سواء كان ذلك بدافع الإيمان أو دافع المصلحة، ثم كانت الطامة الكبرى عندما جيرت هذه الأحكام الصادرة عن أطر لا علاقة لها بالشرع لتخدم نواطير أقامهم المستعمر لينوبوا عنه في رعاية مصالحه والعمل على استبقاء تجزيء الأمة بعد هدم خلافتها الجامعة لها. أو إن شئت أن تقول دولتها المركزية فلا بأس.
وقد رأيت الإخوان هنا يتحدثون عن المشكل الكردي وتطرق السنونو إلى مشكلة فلسطين وقرأت لليعسوب عن مشكل النصارى العرب ولو في المنتديات، فلتسمحوا لي بعرض هذه المشاكل الثلاث وبعض المواضيع الأخرى في الإطار الكلي الذي ينسجم والتفكير الإسلامي.