إنه موضوع جيد قيم.
ولكن لي إضافتين:
الأولى: الشيخ يوحي بالأسباب التي ذكرها لاختلاف العماء كأن الاختلاف ناشئ لا محالة عن أن أحد الطرفين مخطئ فهو يوضح أسباب خطئه.
وهذا فيه نظر إذ هناك وجهة نظر أخرى تقول إن من الأحكام ما لا يعرف الصحيح فيه فكل مجتهد مصيب وهي وجهة نظر سموها "المصوبة"
وهذا يبدو لي صواباً إذ أعيى العلماء أن يعرفوا ما هو "القرء" أهو الطهر أم الحيض!وهذا في الاعتداد إذ هي من ألفاظ الأضداد.
الثانية: من أسباب الاختلاف التي لم يذكرها الشيخ اختلاف الزمان والظروف وهذا يكون خصوصاً حين يتعلق الأمر بتقدير مصلحة مرسلة ولكن له علاقة بطبيعة الزمان أيضاً حيث يؤخذ باجتهاد دون اجتهاد.
مثال على ذلك اتخاذ تلميذ مالك كلباً للحراسة فقيل له: قد كرهه مالك فقال: لو أدرك مالك زمانك لاتخذ أسداً!
واختلف أهل الشام والمغرب في تعديل الرجل إن كشف رأسه لاختلاف العادات!
واجتهاد ابن تيمية رحمه الله في عدم إيقاع طلاق الثلاث مرة واحدة وجعلها طلقة واحدة.
وخالف به الجمهور.
عاد فقهاء زماننا ودعوا للأخذ به نظراً للمخاطر التي تتهدد الأسرة في زماننا!
وعلى أن اختلاف العلماء رحمة وهو رأي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وسواه وهو رأي المحققين.
والله أعلم
|