[زومبي]

-336-

الخليج وثورة الخميني

أطلق المدعو آية الله صادق روحاني تهديداته المعروفة التي طالب فيها بضم البحرين الى ايران ، وتناقلت صحف ايران المحلية ووكالة الأنباء والصحف العالمية هذه التصريحات بالدراسة والتعليق ، وتوترت العلاقات الايرانية مع دول الخليج وبعد بضعة أسابيع توالت التصريحات عن المسؤولين الايرانيين بأن صادق روحاني لا يمثل إلا نفسه وليس لتصريحاته أية قيمة رسمية ، ثم عملت الحكومة الايرانية الى تعيين سفير لها في البحرين لتطمئن دول الخليج وتبرهن على حسن نواياها ثم أوفدت صادق طباطبائي نائب رئيس وزرائها الناطق الرسمي باسم الحكومة الى البحرين ، وأكد للمسؤولين في المنامة أنه لا أطماع لحكومته لا في البحرين ولا في أي دولة خليجية .. ثم هدأت الزوبعة الى حد ما ، وصمتت ايران عن سياسة ذر الرماد في العيون ، وراحت تطالب بعلاقات طيبة مع دول الخليج .

وهذه القضية طرحت عدة أسئلة :
_ هل تعني ايران ما تقول ؟ وبشكل أوضح هل صحيح أن ليس لها أطماع في دول الخليج ؟! .
_ هل صحيح أن تصريحات صادق روحاني لا قيمة رسمية لها ، وأنه عميل للسافاك وأراد توريط السلطة الايرانية مع الدول الصديقة ؟! .

وللإجابة على هذه الأسئلة ، وتقديم الحقيقة كاملة للقراء لا بد من تتبع مواقف ثوار الخميني من الخليج منذ الأيام التي كان الخميني مقيما فيها في ( نوفل لوشاتو ) وحتى تاريخ كتابة هذا البحث :




-337-

من نوفل لوشاتو والى تشكيل حكومة بازركان :

-تصريحات الشهيد : والشهيد منشورات دورية تصدرها (حركةالتحرير الأسلامية في ايران) ، وتحوي بيانات هذه الحركة ، وأخبار الثورة ضد الشاه ، والبيانات الصادرة عن الخميني .

(وتهدف هذه النغمة أيضا الى تبرير المواقف الخيانية للأنظمة الرجعية المتواطئة مع الشاه ، ومع من يقف وراء الشاه من القوى الأمبريالية والصهيونية تبرير مواقفها الخيانية من ثورة الشعب الأيراني مثل السعودية والعراق وأنظمة الخليج )"7" .

ويعتبرون ثورتهم ثورة شاملة ستفجر دول الخليج والعراق :
(.. ولذلك فأن الثورة الأسلامية في ايران ليست الا الشرارة الأولى التي سوف تفجر كل المنطقة التي أرهقتها المزايدات باسم الدين ) .
والمقصود عندهم في العبارة الأخيرة المملكة العربية السعودية "8" .
وبمناسبة قدوم شهر محرم عام 1399 ألقى مهدي الحسيني بمحاضرة عنوانها (الأمام الحسين ثورة الغد) ، ووزعت كبيان رسمي لثوار ايران ، ومما قاله فبي هذه المحاضرة :
(.. وفي العراق ، حركة اسلامية متصاعدة ، تستوحي من السبط الشهيد دروس الثورة والنضال ، وتقاوم العملاء ، زمرة صدام الخائنة الذين أعادوا عهود الحجاج وابن زياد ، وذكروا بلادنا بأيام المغول .
(7) جاء في العدد الصادر في 14/2/99 الموافق 12/1/79 الذي يحمل رقم (13).
(8) الشهيد العدد (12) تاريخ 12/12/1978 .


_338_

(ان هذه الحركة هي التي قاومت المد الأحمر أيام عبد الكريم قاسم ، وقاومت نزوات عبد السلام عارف ، وهي التي تقاوم الآن عملاء بريطانبا صدام وزمرته الخائنة ) .

ويمتدح باكستان فيقول :
(.. ولم تعد جماهير باكستان تنظر الى السعودية باعتبارها رائدة الأمة الأسلامية ) .

ويثني المحاضر الرافضي على كتاب للأستاذ المودوي – الخلافة والملك – رحمه الله انتقد فيه الخليفة الثالث رضي الله عنه فيقول عن هذا الكتاب :
(وهذا الكتاب الذي استقبلته شبيبة باكستان بترحاب موجه ضد النظام العميل في السعودية بالدرجة الأولى ذلك النظام الملكى العفن ) .

وفي موضع آخر من المحاضرة يربط المؤلف ما بين مشايخ النفط في الخليج وشاه ايران والصهاينة والموارنة ، ويطالب بالأطاحة بهذه العروش ) .

أن قادة ايران يستغلون عواطف الشعوب المسلمة ، ويعملون على تخديرها بالشعار الأسلامي ليتسنى لهم استغلال بلادنا باسم تحربرها من قادة الأنظمة المتسلطة وهم كاذبون في دعواهم اذ كيف يفرقون بين الأنظمة في الخليج والعراق فيشنون عليها أشد الهجمات وبين النظام النصيري في سورية فيصمتون عنه ، وان ذكروه ففي الثناء والتقدير والأحترام ؟ ! .
النظام النصيري الكاذب العلماني عند قيادة ثورة الخميني نظام وطني تقدمي اسلامي ! !

-339-

مع انه استباح حرمة المساجد فهدمها ، وأشاع الأختلاط ، واستباح دماء الدعاة الى الله .

بكل أسف فان ثوار الخميني يهاجمون كل الأنظمة الا النظام السوري لأنه باطني قرمطي مجوسي ! !

وصاحب هذه المحاضرة التي وزعها ثوار الخميني في أمربكا وأوروبا والبلدان العربية لا يخجل من دعوته الى الطائفية السوداء فيقول : (انها لحقيقة واقعة لا ريب فيها وان ارتاب فيها البسطاء من الناس . ذلك لأن الثورة التي يريدها الله شيعة المنطلق إسلامية الصيغة عالمية الاهداف ). ! ! .
ولكن البسطاء ما زالوا يقولون بان ثورة الخمينى اسلامية وليست طائفية ن رغم تصريح القائمين على هذه الثورة بانها شيعية المنطلق !!

-تحرك شيعة الخليج :
رافق الثورة ضد الشاه في ايران تحرك شيعي في جميع أرجاء شبه الجزيرة العربية ، وهذا التحرك يقوده أنصار الخميني الذين هم من أصول فارسية .

والتحرك الشيعي في شبه الجزيرة العربية ليس سرا من الأسرار بل هو معلوم عند حكام المنطقة ، ويعلمه العاديون من المواطنين .
تحدث سليم اللوزي رئيس تحرير مجلة (الحوادث) عن هذا التحرك فقال :

( ومن قبل انتقال الخميني الى باريس ، أخذت السلطات المختصة بشؤون الأمن قي مناطق الخليج تلاحظ تحركات مريبة في أوساط الطوائف والأقليات ، وقيل أن هناك كميات من الأسلحة تهرب ، وأن بعضها ضبط كما حدث أخيرا في أبو ظبي ) .

-340-

وفي موضع آخر يقول اللوزي أن كميات كبيرة من الأسلحة هربت الى المنطقة الشرقية في المملكة والى الأمارات العربية المتحدة "9" .

ويبدو أن تهريب السلاح الى الخليج لم ينقطع فقد نقلت صحيفة الوطن العربي الصادرة في فرنسا عن مسؤول سوري قال لزعيم بيروتي :

( أن هناك عمليات سياسية تقوم بها قوى سياسية في لبنان ذات ارتباط دولي لتهريب اسلحة الى بعض دول الخليج عن طربق سورية تحت ستار بضائع معدة للتصدير وقد اكتشفنا بعض هذه العمليات . ولكن التقارير العسكرية تفيد أن أكثر من (36) الف قطعة سلاح قد تسربت الى الخليج بفضل هذه الشبكات "10" .

وعندما غادر الخميني العراق متوجها الى الكويت ، منعيه السلطة الكويتية من دخول البلاد ، فأثار هذا المنع رد فعل عند شيعة الكويت فقاموا بتوزيع البيان التالي :

(( حين تكون الكويت محمية ايرانية ))

ماذا أعد الشعب الكويتي لحماية استقلال بلده من أن يصبح محمية ايرانية ويصبح جابر الأحمد مجرد موظف في البلاط الشاهنشاهي الأيراني ؟

ليس في الكويت برلمان حتى يحتج على ذلك ، وليس فيه صحافة حرة حتى تخب الجماهير بما يجري خلف الكواليس ، وليس هناك مجلس وزراء حقيقي حتى يناقش ،
(9) الحوادث ، العدد 1156 في 29/12/1978 .
(10) الوطن العربي العدد 439 تاريخ من 11 الى 17/10/1978 .


-341-

انما مجموعة أقارب وموظفين عند شيخ البدو جابر الأحمد الذي يدفعه هاجسه البدوي الى تحكيم قبضة اخوته في السلطة حتى لو كانوا ثلة من المعتوهين أو الفاسدين خلقيا .

كل ذلك جعل الجلسة الأستثنائية التي عقدها مجلس الوزراء في الأربعاء 4 أكتوبر وقرر فيها منع القائد الأعلى للثورة الأيرانية الأمام الخميني جعلها مجرد ( قعدة ديوانية ) استمع فيها الأخوان والأقارب والعبيد لشيخ البدو ، وهو يحدثهم بلغة الأب الواحد لأسرة حاكمة واحدة وبلهجة الأوامر والتوصيات التي لا مرد لها .

لذلك لم يشعر أحد من جماعة مجلس الوزراء بأن هناك تحولا جذريا في وضع الكويت بهذا القرار الى لأنهم انما اختيروا من خلال الجماعات التي لم يعد لها حتى الشعور بخلاف شعور شيخ البدو فكيف بالتفكير والمعارضة . أما الصحف فقد كتبت ما شاء اخوة جابر واخوته أن تكتب .. كتبت أن هناك قضايا وطنية وقومية تحدث عنها جابر لجلسائه ، وفي الواقع لم تكن هناك الا قضية واحدة هي اتخاذ قرار بعيد جدا عن الدبلوماسية والأدب وقيم الأستقلال وشيم العروبة والأسلام وهو منع الأمام الخميني من دخول البلد ، وتحويل الكويت بذلك الى محمية ايرانية وذلك لما يلي :

1_ أن الأمام الخميني حصل مسبقا على بطاقة دعوة من قبل السلطات المختصة بالكويت ، ومع ذلك منع من الدخول استجابة لرغبة المندوب السامي الأيراني ( السفير الأيراني لدى الكويت ) وخلافا لكل الأنظمة التي تحكم البلد ، وقد كلف جابر الأحمد وكيل وزارة الداخلية سليمان المشعان بالذهاب الى الحدود العراقية الكويتية للأشراف على عملية المنع الشائنة .



-342-

2_ أن الأمام الخميني هو المرجع الأعلى للطائفة الشيعية التي تشكل نصف شعب الكويت ، وتساهم في بنائها وازدهارها . ومنع مرور سماحته وبهذه الطريقة الرعناء يعتبر اهانة لكرامة الطائفة . ودليل آخر على طبيعة الحكم الفردي الساذج .

3_ أن الأمام الخميني يمتلك اليوم قلوب عشرات الملايين من الشعب الأيراني ، والشعوب المناصرة له في نضاله ضد الطاغوت الأيراني ومقاومة التغلغل الصهيوني داخل ايران . والتوسع الأسرائيلي في الأراضي العربية والأساءة الى الأمام تعتبر اساءة الى كل الملايين التي سوف تنعكس في تشويه صورة الكويت كبلد مستقل في نظر هؤلاء جميعا .

إن الشعب الأيراني الذي سوف يمتلك مصيره عاجلا أم آجلا بدأ ينظر الى الكويت كبلد يحكمه حفنة من الرجال قليلي الأدب ، ضعفاء الأرادة ترتعد فرائصهم باتصال هاتفي من السفير الأيراني ، انه سيعامل الكويت بهذا المستوى الذي وضع فيه جابر الأحمد الكويت .

ماذا سيقول جابر الأحمد لأبناء الكويت الذين شوهت صورتهم في البلاد الحرة كأغنياء نفط قل أدبهم كلما ثقلت جيوبهم ، اذا قالوا له أين القيم العربية ؟ وأين القيم الأسلامية والأنسانية ؟ .
ماذا سيقول جابر لحكومة وطنية قامت في ايران ومن بين أنصار الأمام الخميني واستفسر عن سر هذه الأساءة الرعناء ؟
أفيكفي أن يقول : أنا لا أزال شيخ عشيرة ، ولم أتعلم اللباقة والديبلوماسية أم يقول : أنا ديكتاتور أعمل بوحي أفكاري الساذجة أم يقول أنا مجرد موظف لدى البلاط الشاهنشاهي أم ماذا ؟ ؟ ؟ ! !
التوقيع : (( أنصار الأمام الخميني ))