لقد تعايشت أمريكا والغرب مع الخطاب الديني الاسلامي لفصيل الجمود والتقليد في المجتمعات النفطية ثلاثة ارباع القرن، عندما كان هذا الخطاب واقفا عند اطالة اللحي وتقصير الثياب، وتحريم شرب الدخان، والتصوير وعندما كان 'ولاء' هذا الخطاب للأوضاع والنظم التي تهييء للغرب وأمريكا استغلال ثروات المسلمين، والهيمنة علي بلاد الاسلام.. وعندما كان 'البراء' و'التبديع' و'التفسيق' في هذا الخطاب موجهة الي اغلبية الأمة من 'الأشعرية' والماتريدية وتيار الاحياء والتجديد الاسلامي المعاصر.. وطوال هذه العقود المتطاولة كانت العلاقة 'سمنا وعسلا' بين الأمريكان والغرب وبين الخطاب الديني لهذا الفصيل.. ولقد تعايشت امريكا مع خطاب فصيل العنف والرفض والغضب والاحتجاج، عندما تقاطعت مصالحهما إبان الجهاد ضد الشيوعية.. فلما انشق من فصيل الجمود والتقليد نبت جديد، له 'أجندة' جديدة، وخطاب جهادي جديد.. يتحدث عن تحرير أرض الاسلام وتطهير مقدساته من الصهيونية و'الامبريالية' الأمريكية، وتحرير ثروات المسلمين ومقدراتهم وارادتهم.. وخالف هذا النبت 'السلفي الجهادي' تراث 'سلفية الخضوع للسلطان'، برا كان او فاجرا ذلك السلطان.. هنا اصبح خطاب هذه 'السلفية الجهادية' عنفا.. وارهابا.. ورجعية.. وظلامية وتخلفا يستحق حربا صليبية عالمية، في نظر الأمريكان واصدقاء الأمريكان وعملائهم!.
|