الموضوع: قـــراقـــوش
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-07-2003, 10:00 AM
لورنس العرب لورنس العرب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 39
إفتراضي قـــراقـــوش

قراقوش معناه النسر الأسود , وهولفظ تركي مكون من كلمتين [ قره] بمعنى أسود
و [ قوش ] بمعنى طائر
فما حقيقة ذلك النسر الأسود --- قراقوش --- ؟!


ارتبط اسم بهاء الدين قراقوش في مصر والشرق بالظلم والبله والتحكم والغفلة ,
ورويت عنه نوادر كثيرة , تدل على الخبل والجنون حتى شاعت بين الناس
عبارة [ حكم قراقوش ] ويقصدون بها التحكم الأعمى ......

ولكن هل هذه حقيقة قراقوش ؟
وهل كان متجبرآ ظالمآ مستبدآ ؟
وهل كان يتسم بالبله والغفلة والجنون ؟

يقول الكاتب : شرف الدين أبو المكارم بن ابي سعيد بن مماتي. الذي كان يتولى منصبآ هامآ في ديوان الجيش والمال
( في عهد صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله - ) مؤلف كتاب ( الفاشوش في حكم قراقوش )

(( انني لما رأيت عقل قراقوش محرفة فاشوش , قد أتلف الأمة ,
والله يكشف عنها كل غمة , لا يقتدي بعالم , والشكية عنده لمن سبق , ولايهتدي لمن صدق , ولا يقدر أحد - من عظم منزلته – ان يرد على كلمته , ويشتط اشتطاط الشيطان , ويحكم حكمآ ما انزل الله به من سلطان , صنفت هذا الكتاب لصلاح الدين , عسى أن يريح منه المسلمين )) فليس اروع ابدع واروع من هذا الوصف الجارح لحاكم مستبد , غبي متعاظم ,,,

ويروي ابن مماتي مؤلف هذا الكتاب بعض النوادر التي اصبحت عنوانآ للحماقة وقلة الثقافة والاستهانة بالبشر ...

يحكى انهم اتوه بغلام في يده ديك فقال قراقوش : ياهذا ...
ان هذا لو نقر عينك لكان يقلعها ,,, ياغلمان خذوا منه دية عينه .
فحلف الغلام ان لا يقعد في مدينة حاكمها قراقوش ابدآ

وقيل اتوه بغلام له ركبدار( ركبدار : أي صاحب الركاب ) وقد ارتكب جريمة قتل , فقال قراقوش : اشنقوه !
فقيل انه حدادك وينعل لك فرسك . فان شنقته انقطعت منه .
فنظر قراقوش قبالة بابه لرجل قفاص , فقال : ليس لنا بهذا القفاص حاجة ! فلما أتوه به قال : اشنقوا القفاص , وسيبوا الركبدار الحداد , الذي ينعل لنا الفرس !!!


وحكى ان جنديآ نزل في مركب , وكأن به فلاح وزوجته . فضربها الجندي , فسقطت ,, وكانت في سبعة اشهر ,
فشكا الفلاح الجندي للأمير قراقوش . فقال : للجندي خذ زوجة الفلاح عندك , واطعمها واسقيها , حتى تصير في سبعة اشهر , واعدها إلى زوجها . فقال الفلاح : يامولانا , تركت أجري على الله ! وأخذ زوجته وذهب .

والكاتب السيوطي ينسب الى صاحب كتاب [ النجوم الزاهرة ] انه قال عند ذكر السلطان صلاح الدين الأيوبي " وكان وزيره بمصر الصاحب بهاء الدين قراقوش , رجلآ صالحآ غلب عليه الانقياد الى الخير ... ولكن لا حظ له من الذكاء او الفهم ...

وحكى انه كان في كل سنة يتصدق بمال جزيل . فلما انتهت الصدقة
انهت إليه امراءة أن زوجها مات ولا كفن له
. فقال : اما الصدقة بتاع هذه السنة ففرغت ولكن
إذا كانت السنة الآتية , فتعالي نرسم لك بكفن , ان شاء الله ...

وحكى أن شخصآ شكا له مماطلة غريمه , فقال له المدين : يامولانا . إني رجل فقير , وإذا حصلت شيئآ له . لا اجده , فإذا صرفته , جاء وطالبني . فقال قراقوش : احبسوا صاحب الحق حتى يصير المدين إذا حصل شيئآ يجد له موضعآ معلومآ يدفع له فيه !
فقال صاحب الحق : تركت اجري على الله ومضى ...

========
والله اعلم
========

ولكن كم قراقوش في هذا الزمان ابتليت بهم الآمة
الله يكشف عنها كل غمة ويزيل عنها كل
قرقوش حاكم مستبد , غبي متعاظم ,,,
والله المستعان
__________________
وليس يصح في الأفهام شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل