الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #66  
قديم 04-09-2006, 02:43 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-252-

هذا الاعلان غير مجرى الأمور ثم صدرت أوامر وتعليمات للجيش بالتخلي عن السلاح ، وشملت هذه الأوامر أيضا العناصر المكلفة بالحفاظ على السفارات .

_ لم يركز كارتر على حقوق الانسان إلا في ايران ، وكان الشاه قد صرح مرة أن دولتين تعملان ضده هما أميركا وليبيا .

انتهت اعترافات شركاء الخميني في الثورة الحوادث : 1171 تاريخ 13/4/1979 .

-253-

الوثيقة الثالثة :
كشفت صحيفة الوطن الكويتية عن أسرار فشل محاولة عسكرية دبرها الجيش الايراني تستهدف سحق حركة الخميني وكانت مقررة ليل 11 شباط .

قالت الوطن في تقرير سري لها نقلا عن سفير لدولة من دول أوروبا الغربية في بيروت :
( إن الولايات المتحدة بالتحديد هي التي طلبت من كبار قادة الجيش وجنرالاته اتخاذ هذا الموقف في اللحظة الأخيرة .. وأن الخارجية الأمريكية أبلغت سفيرها في طهران ( سوليفان) أن يسعى بالسرعة القصوى الى اقناع كبار الجنرالات بعدم الاقدام على أية خطوة تصعيدية واعلان جانب الحياد في الخصومات السياسية .

فعلا وبعد ثورة سلاح الطيران ، أمر الجنرال قره باغي في بيان لقواده بالعودة الى ثكناتها وتفادي المزيد من العنف وإراقة دماء جديدة ، وفي اليوم نفسه _ 14 شباط الماضي _ اجتمع كبار الجنرالات وقادة الجيش وأصدروا بيانا جاء فيه :
( للحيلولة دون انتشار الفوضى ولمنع إراقة الدماء قرر المجلس الأعلى للجيش الاحتفاظ بحياده ، بمنأى عن الخصومات السياسية الحالية ، ولهذا السبب يعطى أمرا لكافة الجنود بالعودة الى ثكناتهم ووحداتهم ) .

وقال السفير أن سبب هذا الاجراء خطورة استمرار الصراع بين الجيش والشعب ، والخوف من تغلغل اليساريين المتطرفين واستفادتهم من الصراع القائم بين الجيش وأنصار الخميني ، والاحتفاظ بقوة الجيش ليلعب دورا مستقبليا كذلك الدور الذي لعبه ( سوهارتو ) في أندونيسيا والجنرالات في تشيلي بعد أن أطاحوا بالرئيس التشيلي الراحل

-254-

( سلفادور اليندى ) . وأضاف السفير الغربي : أن الانقلاب العسكري تلجأ إليه الولايات المتحدة إذا أفلت أمر الثورة من يدها وعجزت عن احتوائها"6" .

وقفات عند هذه الوثائق :
عندما نسوق فقرات من مذكرات الشاه التي نشرها لا يعني ذلك أننا نصدق كل ما قاله . لقد زعم الشاه أن حكمه ديمقراطي ، وأنكر الجرائم التي ارتكبها ( السافاك ) ، وكان كاذبا في هذا كله ، أما حديثه عن الولايات المتحدة الأمريكية ، ودورها في الثورة التي أطاحت به ففيه عبرة لكل حاكم خائن يربط مصيره بمصير حزب من أحزاب الولايات المتحدة ، ويترك لسادة البيت الأبيض الحبل على غاربه يصولون ويجولون في بلده وهو لا يعصي لهم أمرا ، ولا يرد لهم طلبا .

وادارة كارتر صممت على خلع الشاه وطرده من ايران لأنه بدأ يحاول الخروج عن الدور المرسوم له وراح يتحداها في قضية رفع أسعار النفط ، ولأنه على خلاف مع الحزب الديمقراطي _ حزب كارتر _ وصديق حميم لقادة الحزب الجمهوري _ انظر الوثيقة الثانية وتقريرنا السابق ايران الى أين _ .

وقضية خلع الشاه كانت مدار خلاف بين الحزبين .
فكارتر ومساعدوه أعربوا عن وجهة نظرهم صراحة وأيدوا نظام الخميني بدون تحفظ وإليكم بعضا من مواقفهم :


(16) الوطن 18/3/1979


-255-

_ نشرت التايم في 5 مارس 1979 تصريحا للرئيس الأمريكي كارتر رد فيه على معارضيه فكان مما قاله :
( ان الذين يطلبون من الولايات المتحدة أن تتدخل بشكل مباشر لوقف الأحداث مخطئون ولا يعرفون الحقائق القائمة في ايران ) .

وبمناسبة الهجوم على السفارة الأمريكية في الأيام للثورة قال كارتر :
( ان حكومة الدكتور بازرجان كانت متعاونة للغاية في تأمين سلامة الرعايا الأمريكيين مما يشجع على استمرار الأمل بقيام تعاون سليم وفعال مع القيادة الايرانية الجديدة . وأضاف قائلا :
( أننا سنحاول العمل بطريقة وثيقة مع الحكومة القائمة في ايران . وقد سبق أن أجرينا اتصالات مع أبرز زعمائها (!!) منذ بعض الوقت"7" ) .

_ وفي حديث لوزير الدفاع الأمريكي ( براون ) مع ( سي.بي.اس) وصف حكومة بازركان بأنها متعاونة جدا ، وباستطاعة الأمريكان أن يقيموا معها علاقات ودية .
تاريخ المقابلة 25/2/1979 .

_ وقدم مساعد وزير الخارجية الأمريكية ( هارولد ساوندرز ) تقريره ألقاه أمام لجنة شؤون الشرق الأوسط قال فيه :
( ان المصالح الأمريكية لم تتغير في ايران ، ولنا مصلحة قوية في أن تبقى ايران دولة حرة مستقرة ومستقلة ) .

(6) واشنطن الوكالات في 12/2/1979 .



-256-

فعلا ان مصالح أمريكا لم تتغير في ايران ، والادارة الأمريكية من أعرف الناس بمصالحها وهي التي تعبد مصالحها وذاتها ، ولو تعرضت مصالحها للخطر لما صمتت ولما قالت على لسان رئيسها :
ان الذين يطلبون من الولايات المتحدة أن تتدخل بشكل مباشر لوقف الأحداث مخطئون ولا يعرفون الحقائق القائمة في ايران .

أما قادة الحزب الجمهوري فشنوا حملة عنيفة ضد كارتر ، واتهموه بخيانة الشاه والغدر به ، ووصف ( جورج بوش ) كارتر بالنفاق وقرأ عبارات من الخطاب الذي ألقاه كارتر عندما استقبل شاه ايران في أول زيارة قام بها الأخير لأمريكا بعد نجاح كارتر :
( إني فخور بصداقتك لأنك حولت ايران الى جزيرة أمان ، ولأنك حميت الديمقراطية ) .

وعلق بوش على هذا الكلام قائلا : ان كارتر في ذلك الحين كان قد أعطى كلمة السر للمخابرات المركزية بأن تبدأ بتدمير سلطة الشاه .

ومما يجدر ذكره أن جورج بوش خدم في المخابرات المركزية ويعرف خفايا أمورها"8" .

ووقعت معركة عنيفة بين وزير خارجية الولايات المتحدة السابق كيسنجر وبريجنسكي مستشار كارتر لشؤون الأمن القومي ، واتهم الأول الأخير بالتآمر على شاه ايران ، وندد بموقف كارتر ومساعديه من الشاه الذي خدم سياسة الولايات المتحدة أكثر من ثلاثين سنة .

(8) الحوادث العدد 1163 تاريخ 16/2/1979 .


-257-

ونعود الى اعترافات الشاه لنستخرج منها النتائج التالية :

1_ زيارة الجنرال هويزر نائب رئيس أركان القيادة الأمريكية في أوروبا لطهران قبيل رحيل الشاه بقليل تمت فعلا .
تحدث عنها الشاه في مذكراته ، وتحدث عنها شركاء الخميني في الوثيقة الثانية وقالوا أنه بقي طوال شهر كانون الثاني . وتحدثت الصحف ووكالات الأنباء عن وجوده في ايران في تلك الفترة .

2_ فعلا _ كما قال الشاه _ أعلن في واشنطن في 11 يناير أن الشاه على وشك مغادرة ايران ، وتناقلت وكالات الأنباء هذا الخبر في حينه فكيف جاء الاعلان من الادارة الأمريكية وليس من بلاط الشاه وأجهزة اعلامه ؟! .

3_ ان قاصمة ظهر الشاه كانت في ( تحييد الجيش ) ، فالجيش الايراني من أقوى جيوش الشرق الأوسط ، وطاعته للشاه كانت مطلقة ، ولا ينافس الشاه في هذه الطاعة إلا الادارة الأمريكية .
ولقد قررت قيادة الجيش سحق حركة الخميني ، وحددت موعدا لذلك تاريخ 11 شباط.
وجاء هذا التحديد على لسان السفير الغربي في حديثه مع الوطن في 18/3/1979 .
كما جاء التحديد على لسان شركاء الخميني في حديثهم مع الحوادث بتاريخ 13/4/1979 .

كما جاءت الاشارة إليه في تصريحات الشاه ، وكان الجيش قادرا على حسم الموقف ، بل كان بوسع أي ضابط طيار أن يسقط طائرة الخميني يوم وصوله الى طهران ، وهذا أقل ما كان منتظرا في تلك الفترة .

-258-

وأجمعت الوثائق الثلاث أن الجنرال هويزر كان وراء تحييد الجيش . علما بأن هذه الوثائق صادرة عن جهات سياسية مختلفة من حيث الاتجاه ، ومن حيث الزمن .. فأصحاب الوطن وشركاء الخميني من ألد أعداء الشاه .

ليس من المصادفات أن تجتمع جهات سياسية ليست على رأي وعقيدة واحدة نقول : أن تجتمع على اتهام الادارة الأمريكية ، وأن يكون هذا الاتهام معقولا ومقبولا عند من كان يتابع أحداث المرحلة التي سبقت انتصار ثورة الخميني .

4_ قال الشاه : إن هناك اتصالات جرت بين ( هويزر ) ، والدكتور بازركان ، وكانت هذه الاتصالات من وراء ظهر الشاه ، وعن طريق الجنرال قره باغي .. وأضاف الشاه قائلا :
وأنا أعرف أن الجنرال هويزر كان منذ فترة طويلة علىاتصال بمهدي بازركان . ثم قال :
( .. ولا أحد يعرف ما حدث بعد ذلك ، ومهدي بازركان والجنرال هويزر هما الوحيدان اللذان يعرفان فيما ذا تمت _ طبخة _ من وراء ظهور الجميع ) .

وقال أيضا : أن السيناتور محمد علي مسعودي أخبره أن ( جورج لامبراسكيس ) السكرتير الأول في السفارة الأمريكية في طهران قال له :
( سيقوم نظام جديد في طهران قريبا ) .

انتهى كلام الشاه .