الي العملاق الامريكي:
أعد عيني..
لكي أبكي علي أرواح أطفالك
أعد قدمي
لكي امشي اليك معزيا فينا
فحالي صار من حالك
أعد كفي
لالقي من أزاهيري
علي أزهار آمالك
لاقطف ورد جذوته
وأشعل شمعة في صبحك الهالك
أعد شفتي
لعل الهول يسعفني
لكي اعطيك تصويرا لأهوالك
أعد عيني لكي أبكي علي ارواح
أطفالك
أتعجب انني أبكي
نعم أبكي
لأني لم أكن يوما
غليظ القلب فظا مثل امثالك
لان نزلت عليك اليوم صاعقة
فقد عاشت جميع الارض اعواما
ومازالت
وقد تبقي علي اشفار زلزالك
فكفك اضرمت في قلبها نارا
ولم تشعر بها
الا وقد نشبت بأذيالك
ولم تفعل سوي ان تقلب الدنيا
علي عقب....
وتعقبها بتعديل
علي ردات افعالك
***
لقد آليت أن ترمي
بنظرة ريبك الدنيا
ولم تنظر ولو عرضا
الي ذاتك
أتعرف رقم سروال
علي آلاف اميال
وتجهل ارقما في طي سروالك؟
***
أري عينيك في حول
فهذا لو رمي هذا
تري هذا وتعجب لاستغاثته
ولكن لا تري ما قد جني ذلك
أري كفيك في جدل
فواحدة .. تزف الشمس غائبة الي اعمي
وواحدة تغطي الشمس طالعة بغربالك
وما في الامر احجية
ولكن العجائب كلها من صنع مكيالك
بفضلك اسفر الارهاب
محميا بأبطالك
ونساجا بمنوالك
ومعتاشا بأموالك
فهل عجب اذا وافاك هذا اليوم
ليرجع بعض افضالك
وكفك ابدعت تمثال ميدوزا
وتدري جيدا ان الذي يرنو لها هالك
فكيف طمعت ان تنجو
وقد حدقت في احداق تمثالك
***
خراب الوضع مختصر
بميل ذراع مكيالك
فعدل وضع مكيالك
فان دانت لك الآفاق
او ذلت لك الاعناق
تذكر أيها العملاق
ان الارض ليست درهما
في جيب بنطالك
ولو ذللت ظهر الفيل تذليلا
فان بعوضة تكفي لاذلالك
--------------------------------------
د. علي سليــــم