[السنونو المهاجر]

في حديث مع أحد الأصدقاء نسخ لي من أحد المنتديات العربية موضوع يعتقد أن فيه جزء من الرد وأرسله لي بالبريد، رغم أني لم اعثر على جواب شافي فيه انشره باسم كاتبه (السمكة الحرة) دون تعديل..

إياك أن تسأل هذه الأسئلة.....
عندما تم تنفيذ عملية تفجير برجي مركز التجارة العالمية في نيويوك وتدميرهما بواسطة طائرتين مدنيتين في العام الماضي، لم يكن هناك أي دليل مادي يثبت بأن جهة ما هي التي قامت بتنفيذ هذه العملية. وظلت أمريكا وطوال ثلاثة أسابيع تصرخ وتصيح بأن بن لادن هو من نفذ هذه العملية، إلا أن كل صياحها واتهاماتها لم تقنع أحدا من الشعب الأمريكي كما لم تقنع شعوب العالم بما فيها الشعوب الأوروبية وحكوماتها بالإدعاءات الأمريكية، وذلك أنه لم يكن هناك أي دليل يثبت بأن بن لادن هو من نفذ هذه العملية، فأسقط في يد الحكومة الأمريكية بسبب الغموض الشديد للعملية وبدت عاجزة عن اتخاذ أي رد فعل.

فجأة، ودون مقدمات، ظهر بن لادن شخصيا على شاشات التلفاز وفجر قنبلته التاريخية، حيث اعترف بنفسه وبلسانه أمام العالم بأن تنظيمه المسمى "تنظيم القاعدة" هو الذي نفذ عملية نيويورك، فإنهي بذلك أسابيع من التوتر النفسي المتواصل جعل أمريكا تقترب من اليأس في التوصل إلى معرفة منفذ العملية.

هنا تحديدا، تبرز الأسئلة التالية إلى الذهن بشكل تلقائي لتفرض نفسها عليه فرضا مطالبة بإجابة يقبلها العقل والمنطق:

- لماذا قدم بن لادن هذا الإعتراف الذهبي الموثق لأمريكا على طبق من الألماس في وقت لم يكن فيه هناك أي دليل يثبت ادعاءات أمريكا بأن بن لادن هو من نفذ هذه العملية؟

- أليس مجرد التزام لادن الصمت بل وإنكاره – على افتراض أنه هو من نفذ العملية – هو بحد ذاته ضربة عظمى لأمريكا لا تقل عن ضربة البرجين وتدميرهما حيث أن من شأن هذا الصمت أو الإنكار أن يكشف عن عجز أمريكا وفشلها ويهز هيبتها هزا شديدا أمام العالم؟

- إذا سلمنا جدلا بأن بن لادن ولأسباب معينة كان مضطرا إلى الإعتراف بأنه هو منفذ العملية، أليس من المفترض أن يكون ذلك بعد فترة طويلة قد تمتد إلى شهور طويلة على الأقل إذا لم تكن سنوات وأن يكون هذا الإعتراف بعد ظروف يصعب مقاومتها؟

- لماذا اعترف بن لادن بأنه هو من نفذ العملية بعد أسابيع قليلة من تنفيذها دون أن يكون هناك أي ضغط عليه أو يكون مجبرا على ذلك، هذا إذا علمنا أن "طالبان" كانت يومها تسيطر على 90% من أراضي أفغانستان، أي أنه كان في مركز القوة ولم يكن في مركز الضعف؟

- يفترض بأن بن لادن والذي خطط لتنفيذ عملية نيويورك – على افتراض أنه هو – قد أدخل في حساباته رد الفعل الأمريكي الإنتقامي على عملية ضخمة كهذه، وأن يتخذ كافة الإستعدادات الميدانية لمواجهة الإنتقام الأمريكي في حالة حدوثه، فلماذا لم يتخذ هذه الإجراءات الحيوية التي يعرفها أصغر جندي متدرب قبل أن يعرفها القائد الميداني؟ لماذا بدأ رد الفعل الإنتقامي الأمريكي دون أدنى استعدادات ميدانية مما سهل اجتياح قوات الشمال لمواقع طالبان بسهولة ويسر؟

فهل كان مطلوبا من المسلمين أن لا يطرحوا على أنفسهم مثل هذه الأسئلة؟