عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 18-05-2006, 05:27 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Exclamation حقيبة كاملة من المواد التدريبية

تنمية مهــارات التفكـير

أوراق عمل المدرّب

إعداد
ثائر غازي حسين
مدير عام مركز ديبونو


مقدمة


كانت المجتمعات البشرية في السابق أكثر استقرارا، وكان حل المشكلات واتخاذ القرارات يعتمد على ما تمليه عليهم تقاليدهم الموروثة وعاداتهم المكتسبة وأخلاقهم المعهودة،لكن المجتمعات في الوقت الحاضر لم تعد مستقرة كسابق عهدها وذلك نتيجة للتغيرات التي طرأت بفضل التكنولوجيا، والتطلعات الاجتماعية التي عجّلت بهذا التغير. وأحد أبعاد هذه التغيرات الكبيرة هو ما شاع عن "انفجار المعلومات"، فكمية المعلومات التي تخرج عن مصادر المعرفة المتنوعة والمتعددة قد تزايدت بدرجة صار الفرد فيها لا يستطيع السيطرة إلاّ على جزء بسيط منها، فأصبح هناك اهتمام متزايد بتوجيه الجهود نحو تطوير التفكير وتنميته بوصفه أداة أساسية للمعرفة. ولم يعد هدف العملية التربوية يقتصر على إكساب الطلبة المعارف والحقائق المتداولة،بل تعداها إلى تنمية قدراتهم على التفكير، وإكسابهم القدرة على حسن التعامل مع المعلومات المتزايدة والمتسارعة يوما بعد يوم.
لقد أصبح من وظيفة التربية أن تعنى بتعليم الناس كيف يفكرون، وتحذرهم من أخطاء التفكير وتدربهم على أساليبه السديدة حتى يستطيعوا أن يشقوا طريقهم في الحياة بنجاح، ويدعموا بناء الحضارة. فالإنسان في الوقت الحاضر أصبح بحاجة كبيرة إلى تعلّم طرق التفكير والتدرب على مهاراته كحاجته لأن يتعلم كيف يتكلم وكيف يمشى وكيف يتعامل مع الناس وكيف يقود السيارة؟!

وفي وقتنا الحاضر نلمس ظاهرة ضعف استخدام التفكير عند معظم الناس ،فالكل يفكر بطريقة نمطية قديمة ،والحاجة أصبحت ملحة للخروج عن هذا النمط من التفكير،ومحاولة اكتساب مهارات متطورة في التفكير.
إن قدرة الطالب على التعايش سبب أساسي وهام لتعليم التفكير في المدارس، ففي كل يوم يبتكر المعلمون مواقف جديدة بطرح الأسئلة ، وتقييم الوظائف الكتابية، وإجراء الفحوصات التي يستخدم فيها الطلبة تفكيرهم، وبعدها يكون الفشل أو النجاح في التفكير. ويواجه الطلبة خارج المدرسة مواقف متعددة كالتجارة والتعامل مع الآخرين، وفي ذلك يكون للتفكير الماهر مكانة في تحقيق النجاح.

مما سبق، يتبين بما لا يدع مجالا للشك أن إقرار تعليم التفكير في المدارس، وإدراجه في قائمة المواد الدراسية يعد ضرورة تربوية لا يمكن الاستغناء عنها، ولا مفر من الأخذ بها إذا كان الهدف بناء جيل مفكّر وإنشاء مجتمع متماسك يتّصف أبناؤه بالإدراك والوعي.
وفي الوقت الحاضر تعالت الأصوات من قبل المربين فأخذوا ينادون بضرورة تعليم التفكير للطلبة، نظرا لأنه مهارة عقلية يجب إعطاؤها الاهتمام المباشر، وهناك شعور أيضا بأن التفكير يمكن تنميته بالاهتمام المركز وممارسة بعض المهارات الأساسية.

لقد انتشر تعليم التفكير في العديد من دول العالم، فعلى سبيل المثال تقوم فنزويلا بتعليم التفكير لطلبتها، وكذلك العديد من مدارس الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة واستراليا ونيوزيلندا وأيرلندا، وثمة مشاريع أخرى لتعليم التفكير في بلغاريا وماليزيا وغينيا والهند وغيرها.
وعلى الرغم من أن بعض الدول المتقدمة قد قطعت شوطا بعيدا في مجال تعليم التفكير، وبذلت في سبيل ذلك جهودا ظاهرة،إلا أن بعض الدول الأخرى لم تأخذ هذا النمط من التعليم بعين الاهتمام.

وثمّة أسباب كثيرة تحتم على المؤسسات التعليمية الاهتمام المستمر بتوفير الفرص الملائمة لتطوير مهارات التفكير لدى الطلبة بصورة منظمة وهادفة. ومن هذه الأسباب :
- التفكير ضرورة حيوية للإيمان واكتشاف نواميس الحياة.
- التفكير الحاذق لا ينمو تلقائياً ، إنما يتطلب تعليماً منظماً هادفاً ، ومراناً مستمراً . ولا يتحقق هذا اللون من التفكير إلاّ بالمران والقدرة الطبيعية والكفاية في التفكير.
- دور التفكير في النجاح الدراسي والحياتي . فالتعليم الواضح المباشر لعمليات التفكير اللازمة لفهم موضوع معين يمكن أن يحسن مستوى تحصيل الطالب ، ويعطيه إحساساً بالسيطرة الواعية على تفكيره.
- التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد والمجتمع معاً في عالم اليوم والغد. فالمناخ الصفي الآمن المتمركز حول الطالب هو التعليم النوعي الذي يوفر فرصاً للتفاعل والمشاركة ويتيح للمتعلم فرصة التفكير؛ لأن تعليم مهارات التفكير والتعليم من أجل التفكير يرفعان من درجة الإثارة والجذب للخبرات الصفية ، ويجعلان دور الطالب إيجابياً وفعّالاً.
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس