عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 08-05-2000, 11:31 AM
محمد علي محمد علي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 34
Post الاخلاص في الطاعة

بسم الله الرحمن الرحيم
ما خلق الله الجن والانس الا ليعبدون ، وما فرض جل وعلى علينا من الفرائض والطاعات الا لخير الانسان في الدتيا والآخرة ، وانما أوجدنا في هذه الدنيا ليبلونا أينا يشكر فيثيبه أجزل الثواب ومن يكفره فيرده الى أشد العذاب.
ولو تفكرنا قليلاً لوجدنا أن عبادة الله تعود علينا بالدنيا قبل الآخرة بالخير والصلاح لأنفسنا فإنه سبحانه وتعالى غني عن عبادتنا فلا تفيده طاعة عابد ولا معصية آبق ، فمن عبد الله عن صدق واخلاص كفله الله بألطافه وشمله بعنايته فسمى بقلبه وبروحه ، ولا يخفى أن الفرد هو لبنة المجتمع بصلاحه يصلح المجتمع وترقى الأمم .
ويبقى أن نذكر أن العبادة المؤثرة في النفس لها شروط ، أن تكون خالصة لوجه الله عز وجل ، ولا يمكن الاخلاص الا بالمعرفة ، ولا تكون المعرفة الا بالتوحيد ، ولا يكون التوحيد الا بتنزيه البارئ جل شأنه عن التشبيه والتحديد والتغيير ، فانه لا تدركه الآبصار ولا تعرف العقول كنهه ولا يقال كيف ولا متى ولا علام وحتىم ولا أين ، مع نفي الصفات لأن بتثبيتها لا تخلو من أمرين : اما أن تكون قديمة أزلية قدمه فتكون شريكة له سبحانه وتعالى عما يصفون أو تكون محدثة ، والمحدث متغير ، والمتغير لا تثبت أزليته ولا أبديته لمشاركة المخلوقات بهذه الصفات ولوجب الدلالة عليه .
ومن عرف ربه ، لزم عليه أن يعرف نبيه ويصدق كل ما جاء به لأنه يخبر بكل ما يأمر الله وينهى ويدل على موضع رضاه وطاعته وعلى موضع سخطه زجرهولأنه أشرف من عبد الله وأكرمهم زلفة لديه وقد وضح الباري جل شأنه منزلة نبيه ورفعته وقربه منه وأمرنا بالصلاة عليه والتسليم له بماجاء من أمر ربه حتى قرب اسمه باسمه ولم يقبل ايمان من آمن به وجحد نبوة نبيه ، عصمه من الخطأ والزلل فهو لا يقول من عنده ولا يفعل عن هواه ، فكل قوله حجة وكل فعله سنة مرضية من قبل الباري جل اسمه . وصلى الله على محد وعلى آله الطاهرين.