عرض مشاركة مفردة
  #29  
قديم 28-06-2003, 05:34 AM
المتيم المجهول المتيم المجهول غير متصل
مجرد عضــو ،،،
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: الشرقية ،،، غيـــــــــر
المشاركات: 5,432
إرسال رسالة عبر MSN إلى المتيم المجهول
إفتراضي

أخي الوافي .. كنت قد وعدتك بالعودة

وقبل الرد على ما كتب .. سأحضر لك من مصادري منشأ التصوف ...

-----------

يقول الدكتور أحمد علوش

" قد يتساءل الكثيرون عن السبب في عدم انتشار الدعوة إلى التصوف في صدر الإسلام، وعدم ظهور هذه الدعوة إلا بعد عهد الصحابة والتابعين،

والجواب عن هذا : إنه لم تكن من حاجة إليها في العصر الأول، لأن أهل هذا العصر كانوا أهل تقوى وورع، وأرباب مجاهدة وإقبال على العبادة بطبيعتهم، وبحكم قرب اتصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يتسابقون ويتبارون في الإقتداء به في ذلك كله، فلم يكن ثمَّة ما يدعوا إلى تلقيهم علما يرشدهم إلى أمر هُم قائمون به فعلا، وإنما مثلهم في ذلك كمثل العربي القُح، يعرف اللغة العربية بالتوارث كابرا عن كابر حتى إنه ليقرض الشعر البليغ بالسليقة والفطرة دون أن يعرف شيئا من قواعد اللغة والإعراب والنظم والقريض، فمثل هذا لا يلزمه أن يتعلم النحو ودروس البلاغة، ولكن علم النحو وقواعد اللغة والشعر تصبح لازمة وضرورية عند تفشي اللحن ، وضعف التعبير ، أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها. فالصحابة والتابعون - وإن لم يتسموا باسم المتصوفين - كانوا صوفيين فعلا وإن لم يكونوا كذلك اسما، وماذا يراد بالتصوف أكثر من أن يعيش المرء لربه لا لنفسه، ويتحلى بالزهد وملازمة العبودية، والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات، وسائر الكمالات التي وصل بها الصحابة والتابعون من حيث الرقي الروحي إلى أسمى الدرجات ، فهم لم يكتفوا بالتذوق والوجدان، وزادوا على الفروض الإتيان بكل ما استحبه الرسول صلى الله علية وسلم من نوافل العبادات ، وابتعدوا عن المكروهات فضلا عن المحرمات، حتى استنارت بصائرهم، وتفجرت ينابيع الحكمة من قلوبهم، وفاضت الأسرار الربانية على جوانحهم. وكذلك شأن التابعين وتابعي التابعين، وهذه العصور الثلاثة كانت أزكى عصور الإسلام وخيرها على الإطلاق، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله في الصحيحين :" خير القرون قرني هذا فالذي يليه والذي يليه". فلما تقادم العهد ودخل في حظيرة الإسلام أمم شتى، واجناس عديدة، واتسعت دائرة العلوم وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص قام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يجيده أكثر من غيرة، فنشأ - بعد تدوين النحو في الصدر الأول - علم الفقه ، وعلم التوحيد، وعلوم الحديث، وأصول الدين، والتفسير، والمنطق، ومصطلح الحديث، وعلم الأصول، والفرائض وغيرها…. وحدث بعد هذه الفترة أن أخذ التأثير الروحي يتضاءل شيئا فشيئا، وأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية، وبالقلب والهمة، مما دعا أرباب الرياضة والزهد إلى أن يعملوا هم من ناحيتهم أيضا على تدوين علم التصوف، وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم، ولم يكن ذلك منهم احتجاجا على انصراف الطوائف الأخرى إلى تدوين علومهم ، بل كان يجب أن يكون سدا للنقص، واستكمالا لحاجات الدين في جميع نواحي النشاط، مما لابد منه لحصول التعاون على تمهيد أسباب البر والتقوى". وقد بنى أئمة الصوفية الأولون أصول طريقتهم على ما ثبت في تاريخ الإسلام نقلا عن الثقاة الأعلام.
__________________

ذكراكم تزين القلب ،، فاذكرونا بكل الخير كما نذكركم