عرض مشاركة مفردة
  #34  
قديم 08-03-2007, 04:55 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أقول لكم بوضوح.. إن حقوق العراق التي وردت في المذكرة سنأخذها واحدة، واحدة.. قد لا يحصل هذا الآن.. أو بعد شهر أو بعد سنة.. ولكننا سنحصلها كلها، لأننا لسنا من النوع الذي يسكت على حقه.. وليس هناك استحقاق تاريخي أو شرعية أو حاجة لتستحوذ الأمارات والكويت على حقوقنا.. فإن كانوا (محتاجين) فنحن أيضا محتاجون.
إذن على الولايات المتحدة أن تكون منسجمة مع هذا الموضوع، ويجب أن تظهر بوضوح أنها تريد الصداقة مع الجميع حيثما رغب الجميع بصداقتها، وتعادي من يعاديها.. ويجب أن لا تعادي من يختلف معها في وجهة النظر في الصراع العربي الإسرائيلي أو شؤون الحياة الأخرى.
نحن نفهم تماما قول أمريكا بأنها حريصة على تدفق النفط، ونفهم قول أمريكا بأنها تريد علاقات صداقة مع دول المنطقة، وأن تتسع مساحة المصالح المشتركة في المجالات المختلفة، ولكن لا يمكن أن نفهم محاولات تشجيع البعض لكي يلحق الضرر بالعراق.
تريد الولايات المتحدة ضمان تدفق النفط.. هذا مفهوم ومعروف.
تريد أمريكا السلام في المنطقة.. وهذا هو الذي نسمعه.. هذا مفهوم.
لكن عليها أن لا تعمل بالطرق التي تقول أنها لا تحبها وهي طرق الضغط واستعراض القوة. إذا استعملتم طرق الضغط والإكراه.. نحن سنعمل بطريقة الضغط واستخدام القوة. نحن نعرف أنكم قادرون على إلحاق أذى بنا .. ونحن لا نستخدم التهديد ضدكم.. لكن نحن أيضا قادرون على إلحاق أذى بكم.. وكل واحد يلحق أذى بكم.. وكل واحد يلحق أذى بقدر حجمه.
نحن لا نستطيع أن نأتي إليكم في الولايات المتحدة.. ربما يصلون إليكم أفراد عرب. أنتم تستطيعون أن تأتوا إلى العراق بطائرات وصواريخ.. نعرف هذا.. لكن لا توصلوننا الى أن نستخف بكل هذا!!!
متى نستخف بهذا؟
عندما نشعر أنكم تريدون أن تذلوننا وأن تنتزعوا فرصة العراقيين في العيش بكرامة وسعادة. عند ذلك يكون الموت هو الأفضل.
وعند ذلك لا نأبه إذا وجهتم علينا مقابل الصاروخ الواحد، مائة صاروخ، لأنه من غير هذه، لا كرامة للإنسان ولا حياة ذات قيمة.
ليس من المعقول أن نطلب من شعبنا أن ينزف كل أنهار الدماء طيلة 8 سنوات، ثم نقول له الآن عليك أن تقبل العدوانية الكويتية أو الأماراتية أو من الولايات المتحدة أو من إسرائيل.
نحن لا نضع هذه الدول بمستوى واحد.. أولا نحن متألمون أن يحصل بيننا وبين الكويت والأمارات هذا، والحل لما حصل يتم ضمن الإطار العربي.. وبالعلاقة الثنائية المباشرة.
لا نضع أمريكا كعدو.. ولكن نضعها حيث نرغب أن نكون أصدقاء.. وحاولنا أن نكون، ولكن يبدو من تصريحات أمريكا المتكررة خاصة خلال السنة الماضية بأنها لا تضعنا كمشروع صداقة.. وهي حرة في تصرفها هذا.
نحن عندما نسعى لأن نصادق، نريد مع الصداقة، الكرامة، الحرية، الحق في اختيار فرصنا كما نجتهد، وخاصة الفرص التي لا تلحق أذى بطرف الصداقة.
نريد أن نتعامل بحجمنا ونعامل الآخرين بحجومهم.
نرى مصالح الآخرين، في الوقت الذي نتعامل مع مصالحنا، وعلى الآخرين أن يروا مصالحنا في الوقت الذي يتعاملون مع مصالحهم.
ماذا يعني استدعاء وزير الحرب الصهيوني في هذا الوقت الى أمريكا؟
ثم ماذا تعني هذه التصريحات الملتهبة التي تخرج من (إسرائيل) في الأيام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة، والحديث عن احتمالات اقتراب الحرب أكثر من السابق.
نحن لا نريد الحرب.. لأننا نعرف معناها.. ولكن لا تدفعونا الى أن نعتبرها هي الطريق الوحيد أمامنا لنعيش بكرامة و يعيش بقيتنا بسعادة.
نحن نعرف أن لدى الولايات المتحدة قنابل نووية.. ولكننا مصممون على إما أن نعيش بكرامة أو نذهب كلنا! ولا أعتقد أن هناك شريفا في الكرة الأرضية لا يفهم هذا المعنى.
نحن لا نطلب منكم أن تحلوا مشاكلنا.. أنا قلت أن مشاكلنا العربية نحلها فيما بيننا.. ولكن لا تشجعوا بعض الناس أن يتصرفوا بأكبر من حجمهم وعلى الباطل
الذي يصادق العراق لا أظنه يخسر.. ما زال الرئيس الأمريكي في تقييمي أنه لم يرتكب خطأ تجاه العرب، وإن كان قراره بتعليق الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية قرار خاطئ. ولكنه قرار يبدو أنه ينطوي على مجاملة ما لتيار الضغط الصهيوني، وربما ينطوي على تكتيك ما ليمتص التعبئة الصهيونية ويعيد الكرَة. نحن نأمل أن يكون استنتاجنا الأخير صحيحا .. لكن سنظل نقول أنه قرار خاطئ.
تجاملون المغتصب بعشرات العناوين والمفردات في الاقتصاد وفي السياسة وفي الإعلام وفي الأسلحة.. متى يحين الوقت لتجاملوا بعد كل ثلاثة عناوين للمغتصب بعنوان واحد للعرب؟! ومتى تجد الإنسانية فرصتها الحقيقية في القرار الأمريكي العادل، بحيث يوازن في الحقوق الإنسانية ل (200) مليون إنسان مع (3) مليون يهودي؟
إذن نحن راغبين في الصداقة من غير أن نركض وراءها.. نقوم بواجبنا.. نرفض الإيذاء من أية جهة جاءت.. وإذا حصل إصرار على إيذائنا سنقاومه.. وهذا حق إنساني، سواء جاء الإيذاء من أمريكا أو الأمارات أو الكويت أو إسرائيل..
طبعا لا أضع هذه الدول على مستوى واحد. إسرائيل تغتصب أرض العرب. أمريكا تساندها.
لكن الأمارات والكويت لا تساعدانها، وهم عرب في كل الأحوال، أما عندما يصرون على إضعاف العراق، فهم يساعدون الأعداء... عند ذلك من حق العراق أن يدافع عن نفسه.

يتبع
__________________
ابن حوران