عرض مشاركة مفردة
  #34  
قديم 26-10-2005, 07:11 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أبواب أمل مشرعة .. أمام أبناء أمتنا ...


لم تكن الأمة العربية في حال وجداني ، أفضل مما هي عليه الآن .. وقد يستغرب البعض من طرح كهذا في أيام كهذه .. ووجاهة استغرابه آتية من قبح ما يرى .. لكن ان أقبح صور المرأة الجميلة ، هي في لحظات ولادتها ، حيث ينفش شعرها و يسيل ريالها و يكثر صراخها .. لكن ما تضع من مولود ينسي من يرصد تلك الأعراض قبحها ، بل يجعل هذا القبح طقسا من طقوس الولادة لا بد منه ..

ما الذي يدعونا لتلمس أبواب الأمل تلك ؟


1 ـ لقد مر على الأمة العربية أكثر من ألف عام سلبت السلطة من أبناءها ، من خلال تسامحهم في إعطاء الأولوية الدينية على الأولوية القومية ، فمارس الحكم على العرب ، عروق مختلفة ممن اعتنقوا الاسلام .. ليس من الانصاف التعامل مع كل من حكمنا منهم بنفس الطريقة .. فمنهم قادة عظام أعطوا الدين بعده العالمي من خلال فرض هيبة الحضارة الاسلامية .. ومنهم من ذاد عن الأمة أخطار المغول والصليبيين ..

لقد تكدست فرص مزاولة الحكم عند أسر غير عربية ، وحرمت منها أبناء العرب بشكل لا مثيل له .. فتولد شعور عند أبناء الأمة ، كالشعور الذي يمر به من استعان بأحد لانقاذ أرضه من العدو ، فينقذها و يستغلها أسوأ استغلال ، حارما أصحابها الأصليين من خيرها .. بل وينقل خيرها الى مكان بعيد غير الذي استخرج منه .. ويستغله في بناء حواضرها و تعليم أبناءها .. في حين يبقى ابن الأرض المستغلة ينعم بحمى المستغل (بكسر الغين) و ينعم معه بالفقر والجهل والبؤس !

ان هذا التأرجح بالشعور تجاه تلك الحكومات التي حكمت العرب و هي من أصل غير عربي .. هو من أوجد التباين في النظرة الإيبستمولوجية للمستقبل .. فمن مناد بالعودة الى الدين كمخلص الى مناد بتقليد الغرب بليبراليته و ماركسيته ، الى مناد بتجميع العنصر العربي حيث وجد في الرقعة التي ألصق عروبته باسمها ..

ان كل هذا و ما جرى عليه من تجريب ، خلال قرن من الزمان ، و بعد مطالعة نتائج كل تجربة على أي خلفية ، و الوقوف عند إخفاقات ونجاحات كل نموذج .. اكتسب العربي خبرات لا أظن أن هناك في العالم من اكتسب مثلها من خبرات .. وهذه نقطة أمل أولى ..

2 ـ بعد أن دافع المدافعون عن فضل غير العرب على العرب ، في الدفاع عن ديارهم .. وبعد أن تأمل العرب بما هم فيه ، وهل حقا أن هؤلاء لهم كل هذا الفضل علينا ، لدرجة أننا نتسامح معهم لتذويب شخصيتنا ؟
لم يأت هؤلاء على العرب طائعين يعلنون اسلامهم ، بل بعد معارك تحرير ونشر الاسلام ، ولم يألو جهدا في مقارعة الفاتحين العرب ، وعندما تم إدخالهم في الاسلام ، كان العرب عنصر نقي في جيوش الفتوحات .

3 ـ ان اسهام غير العرب في نشر الدين أو في الفتوحات ، أو في العلوم ، هو آت من تهيئة أجواء و بيئة الإبداع لهؤلاء في كل المجالات ، عسكرية أو علمية ، يعني بضاعتنا ردت إلينا ..

مع ذلك بعد كل هذا وذاك خرجت أجيال ، لا يعييها التوفيق بين كل تلك الرؤى في تلمس طريق الخلاص .. فلم تعد المغالاة بالتطرف ، سواء كان العرقي ، أو الطائفي أو غيرها ، تقرب من الخلاص ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس