عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 04-05-2006, 02:04 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي هل ما زلتم تشكون أننا أقوياء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

وبعد ..

عنوان مقالتي اليوم سؤال أوجهه إلى الذين يعتري عزمهم بعض التردد ، وإلى الذين يتعللون بعدم نصرهم للمجاهدين ومقارعتهم للكفر بحجة أن القوة غير متكافئة ، وسأوجه سؤالي إليهم بعد حوار هادئ أسرد فيه مقدار قوتنا وأين تكمن ، وما هو موقف جند الحق الآن وهل هم في تضعضع أم تقدم وزيادة وازدهار وانتصار .

إن النظر المجرد لميزان القوى بين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر والنفاق ، لا يعطي نتيجة حقيقية وصحيحة ، ولا أظنكم تختلفون معي فيه ، لأن فسطاط الإيمان يعتمد بالكلية على قدرة الله تعالى وتوكله عليه ثم بعد ذلك ما تيسر من أسباب بعد أن يعمر القلب بالإيمان ويفرغ من شواغل الدنيا ومتعلقاتها ، وبعد أن يعرف أن القوة والقدرة والتدبير والتسيير بيد الله وحده ، أما فسطاط الكفر فاعتماده على القوة المادية المجردة من الإيمان العامرة بالظلم والطغيان ، الراكنة للدنيا المفرغة من القيم والمعاني السامية النبيلة ، فلا هم لهم إلا قطع الطريق ونهب الثروات إلى غير ذلك من أنواع البغي والعدوان .

إن المجاهدين أهل فسطاط الإيمان يا إخواني يوم نظروا لأمريكا ومن سار في ركابها من دول الكفر ومن شايعها من أهل الردة والنفاق من دول العالم الإسلامي ، نظروا إليها بنظر الأولين من المؤمنين الذين قال الله عنهم {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22

فشمروا لها وقطعوا كل علاقة لهم بالدنيا وساروا إليها يحدوهم قول القائل :


يتطهرون يرونه نسكاً لهم *** بدماء من علقوا من الكفار

فنازلوها اشد المنازلة وفاصلوها اشد المفاصلة ، وكلما تفنن الكفر في استعمال المحرم دوليا من الأسلحة الفتاكة وضربوا بكل ما أوتوا من قوة ، تفنن المجاهدون في الصبر والثبات ، فتنزل عليهم بركات السماء ورحماتها ويمدهم الله بمدد من عنده وجند من جنده ، فالمجاهدون نصرهم الله وضعوا نصب أعينهم قول الله تعالى ( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249 ، فعلموا أن قلة مؤمنة تنقذ الموقف ، إن هي حققت ما أوجبه الله عليها من صبر وثبات وإخلاص وصدق وتوكل عليه وتجرد له في العبادة والشهود له بالوحدانية والبراءة من الدخن وسلوك درب الاستقامة والتقى ما استطاعوا لذلك سبيلا والبعد عن المعاصي ما أمكنهم ذلك ، وكلما ظن فسطاط الكفر أنه وجه ضربة لأهل الإيمان وأنه بهذه الضربة قضى على قوتهم بعث الله إليهم من يسومهم سوء العذاب ، ويريهم فلق الهام بالضراب ، فعطعط العلوج وولولوا وتمزقوا وتناثروا ، وصار من جاء يوماً ممنياً نفسه باصطياد الإرهابيين يمني نفسه بالفكاك من المواجهة لئلا يقع في شبكتهم ، وصار هذا الجندي الذي ملأوا به الدنيا ضجيجاً ، لا يخرج في دورية أو يرتكز في سيطرة إلا وهو يرتدي الحفاظ لأنه ما عاد يتحكم في نفسه ولأنه إن خرج من مدرعته اقتنصه رصاص المتربصين من أهل الغيرة ، وإن بقي في مكانه ومكمنه دهمه هول من باعوا لله أنفسهم ، يطلبون الشهادة بالنكاية في أعداء الله .

إننا حين نحاوركم نحاوركم وفي نفوسنا بعض التعجب ، فإذا كان وزير دفاع أقوى دولة في العالم كما يطلق عليها المنهزمون نفسياً ، قد صرح وهو منكسر حين حاصره جنوده بالمطالب والأسئلة وأنه لابد أن يسعى في تحصينهم بالدروع لئلا تتخطفهم يد المنية ، وكمائن المجاهدين ، فقال لهم أنه لا يمكنني أن أواجه من يصنع قنبلة ببضع آلاف من الدولارات بينما الدروع تحتاج إلى الملايين أو كما قال فض الله فاه ، ونتعجب أكثر حين يعلن على الملأ أنه هزم من قبل إعلام المجاهدين ، بينما تظهرون وكأنكم تغطون في سبات عميق ، وتلتون وتعجنون وتسوفون و تنهزمون نفسياً قبل المواجهة وتخذلون غيركم بحجج واهية الواقع يكذبها ، فإن أعداءنا يعرفون شيئاً واحداً الآن ، أن عزيمتهم فيها من التردد ما أوهن كيدهم وبدد خططهم ، فمعركة العراق التي دخل إليها الأكثرية من المجاهدين دون تدريب ودون تخطيط خرّجت لنا الآن جنرالات لو قوم احدهم بالشهادات والأوسمة والأنواط والرتب لما قل التقييم عن رتبة لواء ولا أبالغ ، بينما الجنرالات الأميركيين يطالبون رئيسهم بالانسحاب بل ويتمردون عن أداء بعض الواجبات ، وهل كان هذا بعد فضل الله على المجاهدين إلا بمضاء عزيمتهم وقوة شكيمتهم ، وثباتهم على هذا الطريق وإن اجتمع عليهم من بأقطارها .

إن الكفار أحبتي في الله اعتمدوا بالكلية على قوتهم المادية لذلك انهزموا ، ولو كان عندهم إيمان لصمدوا ولكن أنى لهم ذلك وهم بالله يشركون وله يثلثون ، لقد كنا يا أحبتي نسمع عن قنابل أمريكا الذكية ، ونسمع عن القنابل زنة السبعة طن وغيرها فتأخذ أنفسنا الخشية ، ونقول من يجابه هذه القوة ، ولكن لما علمنا أن قوة الله هي القوة وأن ما دونها هباء يبدده قوة الإيمان به والتوكل عليه والرغبة إليه ، أمدنا الله بما شابت له رؤوسهم وصاروا يطلبون النجاة منه ، إنها العمليات الاستشهادية ، وأبلغ قول سمعته عنها وفيها هو قول شيخنا أبي مصعب الزرقاوي حفظه الله حين قال ( الحمد لله الذي أعطاهم الطيران وأعطانا المفخخات ) ، فصارت السيارة المفخخة تحمل الخمسة أطنان وزيادة ، وتفعل في أعداء الله ما يفعلون بنا بالطيران بل اشد وأنكى ، وصرح أحد كبار قادة العلوج قائلاً ( أوقفوا العمليات الانتحارية لعشرة أيام فقط وسأنهي لكم التمرد في العراق ، فأنا لا أستطيع تجميع رتل دون أن يستهدف بسيارة يقودها انتحاري ) ، هذه هي أمريكا التي منها تخافون يترجى قادتها العسكريون أن تتوقف العمليات الاستشهادية وبعضنا للآن يجادل في شرعيتها من عدمها .

إن بعض المنهزمين من مشايخ الفضائيات تكلم على المجاهدين بكلام سيء قال في معناه ( إن بعض العمليات التي يقومون بها تكون ناتجة عن مجازفات ومصادفات يعتبرونها انتصارات يمكن أن تقود إلى تحرير العراق وغيره ) ومثل هذا يهرف بما لا يعرف ويحكم على شيء لم يحسن تصوره ، فلو جاء إلى الميدان لعلم حقيقة المعركة ولعلم أن تدبير الله للمجاهدين هو ما ينصرهم ويجعلهم يثبتون حتى هذه اللحظة رغم طغيان عدوهم وشدة حقده عليهم ، وأن ما يحدث من انتصارات إنما هو محض فضل الله عليهم فليس هنالك تكافؤ في القوى على قولهم ، ولكن أين لمن عشت عينه عن الحق أن يعرف هذه الحقيقة ، وأن الكرامات التي تحدث على أرض المعركة إنما هي لتثبيت عباد الله ليجابهوا هذه القوى الغاشمة الظالمة ، وإلا والله لو رفع الله تعالى مدده وتأيده لجنده لتمكن الأمريكان من هدم الحرمين ، ولكن الله ثبت ثلة من الأمة وثبت أهل العراق ففدوا الأمة بأمنهم أسأل الله أن يرفع درجتهم وان يتقبل منهم جهادهم.

إننا يا أمة الإسلام نملك كل مقومات العزة والمجد والنصر ولكن كيف نهتدي إليها ونقوم بها أحق القيام هنا يكمن السؤال ؟؟

فالأجل يأتيك في الفراش وفي الطريق وفي أي مكان ولكن كيف نؤمن بهذا أشد الإيمان ، لنتخلص من عقدة الخوف ، ثم إذا تخلصنا منها يلزمنا الإيمان بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا ، وأن هزيمة الكفار لا تكون إلا بالتقوى والإيمان ، لأننا إذا استوينا في المعصية قهرونا بقوتهم ، وإن فقناهم بإيماننا نفلنا الله ما عندهم وساقهم إلينا أسرى وقتلى .

ثم إن المعنى الكبير من معاني الهزيمة النصر هو أن تقتل الرغبة في القتال في عدوك وهذا ولله الحمد حاصل الآن فجنود أمريكا يطلبون النجاء ويبحثون عن مخرج لهم من مأزق العراق ، لئلا يخرجوا منه أشلاء ومزقاً ويرجعوا إلى أهليهم في توابيت إن لم تأكلهم الأسماك في الأنهار والبحار والضواري في الصحاري والغفار، أما جند الله فلم يكع لهم عزم أو ينتابهم تردد ، بل كلما أصابهم شيء بقدر الله زادوا إليه رغبة وإليه فراراً وإخباتاً وهذا يعلي درجتهم عنده ، فيفيض عليهم من أنواع المنن والكرامات ما يجعلهم يوقنون بما أن عند الله حق فيسارعون إلى معانقة المنية بلا خوف ولا وجل ، وكلما ارتقى منهم شهيد تعاهدوا على الثأر له ولهذا يمثل كل شهيد غزوة وكل قائد كتيبة ، وهل يضر أحدنا أن يموت فيجمع الله على اسمه عشرات المجاهدين والاستشهاديين ؟؟؟ والله إن لم يكن هذا عز فإنا لا نعرف العز ، نكاية في أعداء الله في الحياة وبعد الممات وماذا يريد الواحد غير هذا أن يشفي غليله في أهل الكفر ثم يلقى ربه شهيداً وقد سارت على ضوء المشاعل التي أوقدتها دمائه ، جحافل للشهادة تتقفى آثاره وتطلب ثأره .
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)