عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 04-05-2006, 02:09 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

فإليك يا من يعتري عزمك التردد وتسوف وتخذلك نفسك فتطيعها اعلم رحمك الله ، إن الجهاد هو مكان الغسل من الخطايا إن أثقلتك الخطايا والآثام ورجوت غفر الزلات ورفع الدرجات ، واعلم أكثر أنه ما من سرية تسلم وتغنم إلا وقد تعجلوا ثلثي أجرهم وما من سرية تصاب وتكلم إلا وقع أجرها على الله ، بهذا جاء صحيح الحديث ، وهذا هو المقياس وهذا هو الميزان ، فلا وجاهة لقول من يقول أفنيتم زهرة شبابكم وأدخلتم شباب الأمة في محارق بدل أن يلتفتوا للارتقاء بها علمياً وتكنلوجياً ، مع حاجة الأمة لهذه التخصصات ، ولكن طالما أن الأجر والثواب ورضوان الله هو الغاية فهذا هو الطريق ، ثم ألا تتفكرون فأي قوة تريدون وأي تكافؤ إليه تطمحون وهذه مؤتة شاهدة كانت فيها نسبة المسلمين إلى الكفار 1: 66 ثلاثة آلاف مسلم ضد مائتي ألف ويزيدون ، فأين أنتم من هذه النسبة العظيمة وأين كان تكافؤ القوى منها ، وكيف تطمحون إلى تحقيقه وقد سد الطغاة عليكم كل الدروب ، وكيف ترومون الوصول إلى كفاية يملك الطغاة مفاتيحها ويتحكمون في موارد دولكم ، فمن أراد أن يحق الكفاية ويوازن القوى ، فعليه بالساحات هنالك مكان الاختبار الصحيح ، لأي تخصص علمي أو نظري ، هنالك حيث تتنزل من الله الفتوحات ، ويلهم كل صادق ما ينفع به أمته ، يكون تطوير السلاح ويكون السعي في تحقيق التوازن والتكافؤ ، أما القعود وجعل التخصص وسيلة لأكل العيش وتعمير الدنيا ، فهذا لن يقدم بل يؤخر لأن اتكال الناس على الشهادات والجامعات ، ليتمكنوا من نيل وظيفة يأكلون بها لقمة العيش ، ذهب ببركة العلم وأخلد الناس بسببه إلى الأرض والله المستعان ، والناس حين توكلوا على الشهادات وجعلوها الهم الأول وكلهم الله إليها ، وهذا لا يعني بحال أن يترك الناس التخصص بقدر ما يعني ماذا تريد من هذا التخصص وهل طلبت به عز الأمة ورفعتها وخدمة الدين ونصرته أم أنها الدنيا وطلب الوجاهة ليقال فلان فعل.

إن أعجب كلام مر بي في التثبيت والحث على الصبر والثبات في هذا العصر الحديث ، هو كلام شيخنا الأسامة حفظه الله ، قال في محاضرة شرح حديث كعب بن مالك رضي الله عنه ، وهو يتحدث عن الأوهام وتخذيل النفس وخوف الناس من المخابرات والتتبع والتعذيب والسجن قل مذكراً إخوانه وأبناءه بالآية الكريمة { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }التوبة81 ، فاقشعر بدني وقلت يا سبحان الله {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة269 أين عنها أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا ، ونحن نراقب الأمن والمخابرات أكثر من مراقبتنا لله تعالى ، ونحذرها ونخشاها أكثر من خشيتنا لربنا تعالى فاللهم غفرانك ولطفك وعفوك ، وإن هذه المعاني العلية والقيم النبيلة والفقه الراقي والفهم العالي ، لهو حقيق أن يكون عند أهل الثغور وهذا من منة الله عليهم {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69.


فيا من تشك بأننا أقوياء ، أظنك تحتاج إلى وقفة مع نفسك ، راجع إيمانها وانظر في حالها فأنت أعلم الناس بها هل حقاً آمنت إيماناً يقينياً بأن الله ناصرٌ هذه الأمة ، فإذا قلت نعم نقول لك أين دورك إذا ، فإن قلت ما دوري قلنا أولاً عليك بإصلاح نفسك والبعد عن ما يضعف به الإيمان وتتنزل به البلايا صن نفسك واحمها من بوائق الإثم والعدوان ولا تأكلن إلا حلالاً ، وربها على العزة والإباء وكره الضيم وبغض أهله ،وحدثها بتدمير الطغيان ودك صروحه ، و اسع في تطبيق ذلك فو الله إنما الامتحان في أول الطريق ليعلم صدقك من إدعاءك ثم تكون لك العاقبة ثباتاً وكرامة ، وثق إنك إن سعيت في تطبيق هذا وتحقيقه وزدت عليه بما يمن به الله عليك فأنت مؤهل لن يتنزل نصر الله عليك وأن يكون الفتح على يديك فهل بعد هذا ما زلتم تشكون بأننا أقوياء.

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم نسألك سلامة البصر والبصيرة ، وطب القلب وسلامة الباطن من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ، ومعرفة الحق والثبات على نهجه ، ومعرفة الهدى وسلوك سبيله ، ونسألك التقى والتزام طريقه ، ونسألك الثبات ورفع الدرجات وغفر الزلات ، وألا تجعل لكافر أو مرتد طاغوت أو ظالم باغ غاشم علينا سبيلاً ، ونعوذ بك من الأسر والبتر والقهر ونسألك الشهادة مقبلين غير مدبرين بعد نكاية وإثخان في أعداء الملة والدين ، اللهم إنا ضعفاء فقونا ، وفقراء فأغننا ، وعراة فاكسنا ، اللهم عمنا برحمتك ، ومدنا بالمزيد من فضلك ونعمك ، وأعظم نعمة هي الهداية على الإسلام فاللهم أحفظ علينا ديننا فلا تعصف به المحن ولا يتضعضع عند الإحن ، ولا يهتز عند الفتن ، اللهم وإن أردت الناس بفتنة فاقبضنا غليك غير مفتونين ولا مغيرين ولا مبدلين ، إنك ولي ذلك والقادر عليه .


أخوكم


راية العقاب
منتدى الاخلاص
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)