عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 12-07-2007, 08:15 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

شاعرنا الكبير عادل العاني .
نريد أن نستمع بقيثارة شعرك وأن نقرأ لكم .
ماهي آخر أخباركم ؟؟؟ وأخبار الأخ الفاضل الأستاذ محمد العاني ؟؟؟
تحياتي للأسرة كلها .
وللشاعرة هدي محمد مقدمة عن ديوان لها.
بين ايدينا كتاب انيق ، صفحاته الوردية لا توحي بالثورة المتفجرة داخله. ربما توحي الوان غلافه واوراقه الـ 142 من القطع الكبير بألوان الفجر الهاديء الطالع بالامل . .

الكتاب اسمه (دموع البنفسج) للشاعرة العربية هوى والاماراتية وطنا : هدى السعدي التي نعرفها نحن في دورية العراق باسم هدى محمد .

عنوان الكتاب مراوغ فلم نجد بين طيات الكتاب دموعا مستكينة وانما ثورة جامحة .
توزع ديوان الشاعرة الاول بين القصائد الوطنية والعاطفية واغراض اخرى . ولكن حتى حين تتحدث هدى عن (الخاص) يتداخل (العام ) منذ السطور الاولى . على سبيل المثال في (دموع الشموع) التي تبدأ :

تضيع الاماسي هباء
تضيع الدموع
وضوء الشموع
يموت انصياعا
وتستعمر الظلمات ، شعاعا . .

منذ اول سطر تستدعي الشاعرة (الاستعمار) في كلمة (وتستعمر) . ولهذا لم يكن التمرد في نهاية الا نتيجة طبيعية للبداية :

سأقتل موتا يحاول موتي
ويبقى هواي عنيدا
يضاحك آلامه في سطوع
يرفرف فوق الثريا
ويعلو على الفرقدين
يأبى الخضوع !

اما في (حوارية الالم: بين ام تحتضر وابنتها الصغرى) فهو حوار طويل بين فتاة وبغداد تتجلى فيه قدرة الشاعرة على ادارة حوار جزل حافل بالعتاب والحزن واليأس والشجن والحنين والثورة والسخرية ايضا ، بحيث تتوزع عواطف القاريء بين كل هذه المشاعر فمرة يبكي ومرة يغضب ومرة يضحك . اقرأوا ماتقوله بغداد :

جاء الطغاة لهتك عرضي عنوة
وبنيّ – ياللهول- قد قالوا بكم ؟
عرضت عليهم "كوندليزا" قبحها
قالت : ألست بأمكم ؟ قالوا نعم .

هدى لا تكف عن ادهاشنا وسوف تستمر في ذلك في اغلب قصائدها .

في قصيدة رائعة اخرى تتخذ الشاعرة صوت (عبلة تواسي المعتقلات العراقيات في سجن ابو غريب) . القصيدة اسمها (هذا دمي) . حيث تلقي بك الشاعرة منذ الوهلة الاولى في خضم الالم :

هذا دمي
الموشوم فوق خريطة الجسد النحيل
الشاحب المتكدم
المزرف تحت الجفن
فوق النهد. . حول المعصم
وعلى فم (قد تستبيك غروبه
عذب مقبله ، لذيذ المطعم)

وتجد نفسك مشدودا الى هذه الصرخة فتغوص بين جدران السجن وايحاءات امجاد مضت وكرامة اهدرت وانتخاء امة عربية نائمة .

في قصائدها لا تنفك هدى عن استلهام التراث فصور الماضي هي الاطار لاحداث الحاضر .

هدى تجادل كثيرا وصوتها غاضب مرة هاديء مرة معاتب مرات. . ولكنها لا تتوقف عن الجدال والسؤال والمساءلة : فمرة تخاطب الاحزان:

رحماك يا أحزان بي
ماعاد قلبي يحتمل

ومرة تخاطب عمرها :

ياأنت ياعمري المدمى
ياأيها الاسم الذي كالحب
ليس له مسمى
انا من يكرّ
وانت ياعمري
على درب الفرار

وتنتهي في قصيدة (باختصار) الى الثورة على عمرها :

اني خلعتك ايها العمر البليد
فاعلم بأنك
لست بعد الان عمري
إني كرهتك
باختصار.

واكثر قصائدها تنتهي بالثورة حتى ليشعر القاريء ان الشاعرة مع آخر سطر للقصيدة . . أي قصيدة في ديوانها . . تبدأ حيث تنتهي . .

حتى في قصيدة عاطفية اسمها (نجوى) حيث يتهيأ القاريء لقراءة مطارحة ونجوى هادئة . . فإذا بها صرخة اكثر منها نجوى فأول كلماتها تقول:

لاتتصل
من قال اني انتظر
............
إن كنت تحسب انك المهدي
ياهذا
فلست المنتظر !

لاتتصل
اني وضعت لهاتفي كلمات سر
فاعلم إذن
ان اتصالك لن يصل . .

لاتكف هدى عن الثورة فهي ترى كل شيء في العالم بمنظار غضبتها وتمردها . . في قصيدة من احلى قصائد ديوانها تعتبر الشاعرة ان ولادة طفل هي (اول العنت) وهذا هو اسم القصيدة .

والقصيدة دراما صاخبة حية ، فالجنين غاضب لا يريد ان يخرج الى علام (القرف ) الجديد. وهناك مفارقة في القصيدة بين سعادة الاهل وتوقهم لخروج الوليد وعناد الطفل والقوابل تستجره .

ذلك الجنين الغاضب الآتي
يكور نفسه
كي لايجيء لعالم
لابد للانفاس
-في قانونه-
من حمل دمغات البريد !

وتدور معركة بين الجنين الذي يرفض الولادة والقوابل وخفوت نبضات قلب الام المرهقة حتى ينتهي الصراع بالولادة:

وهكذا . .
بالرغم منه
يسلم المسكين
-اعني الطفل –
لـ . . الاسف الشديد !

في قصيدة (نبوءة) التي تعتبر نبوءة بتفجر المقاومة في العراق تقول الشاعرة :

ياايها الانذال من بين الورى
هل غركم ارجاف بعض المرجفين؟
اطماعكم في النفط قد جاءت بكم
حانت نهايتكم وقعتم في كمين
ستثور اجواء العراق عليكم
والشلب والدفلى وزهر الياسمين
والنخل والشطآن والموت الذي
لاقاه في عدوانه شمر اللعين.

ولايسعك الا ان تتبسم شماتة من اعداء الامة لدى قراءة جملة (وقعتم في كمين ) فهي تستدعي الى الاذهان مباشرة الكمائن التي تنصب لقوات الاحتلال كل يوم بل كل ساعة حتى اصبحت هذه الكلمة من مفردات الحياة اليومية لجنود الاحتلال في حين ان الشاعرة كتبت القصيدة ايام الغزو وقبل نهوض المقاومة .

كانت كلمة الكاتب اللبناني الاستاذ حسن خليل غريب الذي كتب المقدمة دقيقة في وصفها الثورة التي تمور في وجدان الشاعرة :

" جاء الدفق الثوري في قصائد هدى محمد وهي البعيدة جغرافيا عن مواقع الثوار ليعطي دلالة عميقة وقصوى طالما عجزت الابحاث العلمية عن البرهان عليها وهي مدى تأثير الوجدان القومي العربي على اشعال فتيل الثورة اينما كان انتصارا لكل ثائر عربي حتى وهو يقاتل باللحم الحي"

هذا ما اردت ان اقوله : هدى محمد السعدي تكتب باللحم الحي .
______________

يوزع كتاب الشاعرة في عدة دول عربية ويمكن طلبه من "دورية العراق" حيث تبرعت الشاعرة الماجدة هدى محمد بنسخ للدورية لبيعها ودعم الدورية بأثمانها .

النسخة في الدورية بمبلغ 10 دولارات شاملة اجور الشحن
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس