عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 26-08-2007, 10:06 AM
عربي سعودي عربي سعودي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: السعودية - الرياض
المشاركات: 2,185
Talking التحشيش الجهادي , تركي الدخيل

التحشيش الجهادي
تركي الدخيل

قال أبو عبدالله غفر الله له: إذا كان الناس يتداولون بينهم طرفاً عن المحششين، تدور فكرتها على كون المحشش يقترف أفعالاً يصعب تصورها أو منطقتها، فإن ما نشرته "الوطن" قبل أيام لا يبعد عن كونه تحشيشاً... لكنه هذه المرة تحشيش جهادي!

شاب سعودي في العشرينات من العمر، كنيته أبو العباس الجداوي، يوزع ابتسامات، ويتأبط الموت، ويعلن أن السيارة التي يستقلها ممتلئة بالقنابل والمتفجرات، و"بلاوي زرقاء" يوزع بها الموت بالمجان ويعتبرها مهراً للحور العين، حيث يقول:"هذه التي أوريكم إياها يا إخوان ما شاء الله.. هي عبارة عن مهر... وهذه السيارة يا إخوان مليئة ما شاء الله بالكثير من اللآلئ والمجوهرات والسيارة هذه تعتبر خطابة لما عند الله سبحانه وإن شاء الله يقبلها".

يريد أبو العباس الجنة والحور العين، وهو يعتبر الخطبة بتجهيز المتفجرات، وعملية العقد بتفجير نفسه وقتل الآخرين، والتفاصيل على لسانه،"هذا السلك ثم أفك صمام الأمان... وبعده "الدقمة" مثل ما يقولون عنها... الدقمة هذه الدقمة عبارة عن زر يضغط ثم الجنة".

لا يمكن أن يكون ذلك إلا تحشيشاً جهادياً. قتل الناس، ونشر ثقافة الدمار، ليس إلا تحشيشاً يا سادة.
الحقيقة أن مشهد أبي العباس الجداوي، ومشاهد أخرى، أشبه ما تكون بالتنكيت السامج، والطرائف السخيفة التي تملؤنا حزناً وألماً على شبابنا، وسمعتنا وثقافتنا وتاريخنا.

القصص الشبيهة بقصة أبي العباس الجدّاوي كثيرة، ولذلك ليس من حقنا أن نلوم الآخرين وهم يصموننا بالإرهاب. إذا أنهيت مشهد أبي العباس الجداوي المصور، ففي الغالب أنك سترى ذاك المقطع الساخر في أحد البرامج الكوميدية التلفزيونية الذي يصور انتظاراً أمام كابينة جوازات، يقف أحدهم أمام الموظفة، فتقول له إن شخصيتك مختلفة، يرتدي نظّارة، فتقول له: ليس بعد. فيرتدي كوفية وعقالاً، فتقول له: ليس بعد. يضع لحية، ويخرج من شنطته رشاشاً وحزاماً مملوءاً بالقنابل، فتقول له: الآن، وتختم له على جوازه آذنة له بالمرور!


الوطن