عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 26-09-2006, 10:25 PM
alaa_abes2 alaa_abes2 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 96
إفتراضي

هل الشيعة مسلمون؟

1- اتفق الجمهور الأكبر من العلماء في الماضي والحاضر أن الشيعة الإثني عشرية مسلمون من أهل القبلة؛ لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويصومون رمضان، ويحجُّون البيت، لم يخالف في ذلك أحدٌ من العلماء المحقِّقين الذين يُعتدُّ بهم، حتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- وهو أشدُّ العلماء نقْدًا لهم- لم يخرجهم من الملَّة، بل اعتبرَهم من الفرق الإسلامية الثلاثة وسبعين التي أشار إليها الحديث: "تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي مَن كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"(1)، لكن ذكَر أن أقوالَهم المشتهرة عنهم فيها مخالفاتٌ غليظةٌ للكتاب والسنة(2)، "وأن هذه المخالفات سوَّغت لإمامَين من أهل السنة (هما يوسف بن إسباط وعبد الله بن المبارك) أن يَعتبراهم من الفرق الضالة"، أما ابن تيمية نفسه فهو يقول إنه "لا يحكم على طائفة معيَّنة بأنها من الفرق الضالة الإثنين والسبعين، وإن الجزم بذلك لا بدَّ له من دليل، وإنَّ الله تعالى حرَّم القول عليه بلا علم.. ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33)﴾ (الأعراف)، وكان حريصًا على إنصافهم وعدم ظلمهم؛ لأن الظلم حرامٌ مطلقًا، ومن ذلك أنه يقول: "والرافضة فيهم مَن هو متعبِّد متورِّع زاهد"، "وقد ذهب كثيرٌ من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار، فأسلم على يديه خلقٌ كثيرٌ، وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعِين، وهو خير من أن يكونوا كفارًا" (3).


حزب الله يدافع عن شرف الأمة




بناءً على ذلك وجدنا الشيعة الإثني عشرية على مدار التاريخ يحجُّون مع الناس إلى بيت الله الحرام؛ باعتبار أنهم مسلمون، ولم ينكر ذلك أحدٌ من العلماء فيما نعلم، كما يدخلون مساجد أهل السنَّة والجماعة ويصلُّون فيها، ويدخل أهل السنَّة مساجدهم ويصلُّون فيها، وقد اعتبر الأزهر مذهبَهم الفقهيَّ خامسَ المذاهب الأربعة، وكان قد ظهر على لسان بعض علمائهم القولُ بتحريف القرآن، لكنَّ جمهور محقِّقيهم أنكر ذلك، وقد عُقِد في طهران منذ سنوات مؤتمرٌ واسعٌ أجمع فيه علماؤهم على إنكار هذا القول، وهم يعتمدون القرآن الكريم الموجود بين أيدي المسلمين جميعًا، في معاهدهم الشرعية ومساجدهم ويتعبَّدون بقراءته في صلواتهم، ويقيمون المسابقات العالمية بين الشباب على حفظه، كما يشتركون في المسابقات التي يقوم بها إخوانهم المسلمون.



2- وإذا كان الشيعة مسلمين، فلهم علينا جميع حقوق الأخوَّة ومنها النُّصرة، يقول ابن تيمية رحمه الله: "جعل الله عباده المؤمنين بعضهم أولياء بعض، وجعلهم إخوةً، وجعلهم متناصرين متراحمين متعاطفين، وأمرَهم سبحانه بالائتلاف، ونَهاهم عن الافتراق والاختلاف، فقال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا.. (103)﴾ (آل عمران) وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِيْنَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(159)﴾ (الأنعام).. فكيف يجوز مع هذا لأمَّة محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- أن تتفرَّق وتختلف، حتى يوالي الرجل طائفةً ويعادي طائفةً أخرى بالظنِّ والهوى بلا برهان من الله تعالى، فهذا فعلُ أهل البدع، وأما أهل السنة والجماعة فهم معتصمون بحبل الله، وإنما الواجب أن يكون المسلمون يدًا واحدةً، فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أن يضلِّل غيرَه ويكفِّرَه، وقد يكون الصوابُ معه، وهو الموافق للكتاب والسنَّة، ولو كان أخوه المسلم قد أخطأ في شيء من أمور الدين فليس كلُّ من أخطأَ يكون كافرًا أو فاسقًا..".



ويقول: ".. فمن كان مؤمنًا وجبت موالاتُه من أي صنف كان، ومن كان فيه إيمان وفجور أُعطِيَ من الموالاة بحسب إيمانه، ومن البُغض بحسب فجوره، ولا يَخرج من الإيمان بالكلية بسبب الذنوب والمعاصي، وإذا اجتمع في الرجل الواحد خيرٌ وشرٌّ وفجورٌ، وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنَّةٌ وبدعةٌ، استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشرّ..."، ولذلك فإنّ "الواجب على المسلم إذا صار في مدينة من مدائن المسلمين أن يصلي معهم الجمعة والجماعة، ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم.." (4).



ولا يناقض ذلك ما اشتهر عن ابن تيمية أنه دعا إلى قتال الشيعة في كسروان، وقوله: "إنَّ قتالهم أولى من قتال الأرمن" فذلك مبنيٌّ على ما وصل إليه من معلوماتٍ أن الشيعة يقاتلون مع الصليبيين الفرنجة ضد المماليك، وقد ثبت فيما بعد أن الشيعة كانوا يخوضون حربًا قاسيةً ضدًّ الصليبيين في مدينة صور