عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 14-08-2001, 08:27 PM
radi radi غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 245
Post

الذي رأيناه امام قصر العدل من ثلاثة ايام والذي بثته محطات التلفزيون ونشرته الصحف في صفحاتها الاولى لم يكن من الأراضي المحتلة, والجنود ليسوا جنود المحتل الاسرائيلي, حيث يتعرض الفلسطينيون لكل انواع البطش من جيش العدو"...

المشهد كان من لبنان, امام قصر العدل... ويا للعدل في هذه الدولة التي تدّعي العدالة, وفي ظل هذا الاداء البوليسي. المشهد كان ضرب طلاب لبنانيين داستهم اقدام عناصر امنية لبنانية باللباس المدني!!!


أليس لهؤلاء الذين اعطوا الاوامر بالضرب, اولاد وقلب وضمير؟ وماذا لو كان اولادهم او احفادهم بين الطلاب الابرياء المعتصمين امام قصر العدل والذين داستهم "رانجيرات" ابطال اجهزة المخابرات؟

ولما
لا تؤلف لجنة تحقيق لكشف ما حصل, خصوصاً امام قصر العدل, والذي شوّه صورة لبنان وشوّه صورة الجيش اللبناني. فهل يقبل الجيش ان تكون في صفوفه عناصر كهذا النموذج الذي رأيناه امام قصر العدل؟ فلو حصل ما حصل في اي دولة اخرى لتألفت لجنة تحقيق و"سقطت رؤوس".


ولماذا نسمع من بعض الوزراء انزعاجهم الصريح من ازدياد شعبية المعارضة وتدني شعبيتهم, خصوصاً بعد تحرك بكركي والبطريرك صفير منذ اعلان بيان المطارنة وصولاً الى المصالحة التاريخية في الجبل. انزعاج جعلهم يتهمون الشباب بالمشاغبين ويعتبرون ان الحماسة الوطنية والجهر بالرأي وممارسة حق المعارضة, اصبحت كلها من نوع التطاول على الدولة, بل التآمر على سلامتها!

رد فعل طبيعي لطاقم سياسي أفلس بعدما اقتصر دوره على الترداد لا غير!

وطقم الابواق هذا, كلما تحركت المعارضة ينادي على المؤامرة...

اما المؤامرة الحقيقية والتي تصب في خانة المؤامرة الاسرائيلية فهي قمع الحريات واعتقال الناس وضربهم واذلالهم ومنع الاجتماع والتداول والتفكير والتحليل والتنظير... بحيث اصبح محظوراً وممنوعاً ان يكون عندك عقل سياسي اذا كان هذا العقل معارضاً!


قالوا مؤامرة تقسيمية اسرائيلية... لنقرأ الشعارات يا جماعة, ولنعد الى الوراء لنرى فعلاً ما الذي حصل: بكل بساطة, كل الشعارات كانت توحيدية باسم المصالحة, باسم السيادة والحرية والاستقلال, باسم طي صفحة الحرب, باسم العيش المشترك والتعايش والنهوض الوطني وانشاء دولة المؤسسات.

اما التحرك على الارض فكان تظاهرات محبة وتأييد لمصالحة طالما انتظرناها ولم تحصل, بسبب تقصير الدولة منذ نهاية المعارك العسكرية في تشرين الاول 1990.

هل اصبح السلم الاهلي المبني على المصالحة والحوار فعل جريمة في حق الوطن؟

اذا كان هكذا فلتصدر مذكرة توقيف في حق كل من كان يساهم في المصالحة وعلى رأسهم البطريرك صفير ووليد جنبلاط, وكل واحد منا, لأننا نحن من تآمر باسم الوحدة والمصالحة والسيادة والحرية والاستقلال, والشباب هم من استجاب وتحمس, فدفع الثمن.

انتم تعرفون ونحن نعرف انه بعد كل تحرك سياسي كان يقوم به البطريرك صفير من اجل السيادة والحرية والاستقلال كانت تفتعل مشاكل ويعتقل شبان وتنادي الابواق بالمؤامرة!

هكذا كان بعد بيان المطارنة الشهير, وهكذا كان بعد عودة البطريرك من جولته الاميركية, وهكذا كان بعد عرس المصالحة الوطنية التاريخية.

فبدلاً من ان تنضم الدولة الى كل هذه الاعراس, بل بدل من ان ترعاها, كنا نراها تنتقم بحقد وغباوة لا نتيجة منهما غير الانتحار!

الازمة السياسية اليوم مفتوحة على مصراعيها والقضية ليست قضية عون او جعجع. انها قضية حريات, وصراع بين نهجين وفكرين: نهج يؤمن بالديموقراطية والحرية والمشاركة, ونهج يعتنق الآحادية المدعومة بكل العدة والوسائل البوليسية وغيرها.

والكل يعرفون ان نهج الحرية والديموقراطية مدعوم من كل اللبنانيين, بينما النهج الآخر تتبناه قلة في الحكم ترفض ان تأخذ علماً بأن العالم تطور وبأن الانظمة التوتاليتارية بدأت تتساقط.

وإلا كيف نفسر عدم تحرك هذه الدولة لقمع حركة الطفيلي مثلاً الذي يسرح ويمرح متحدياً الجيش اللبناني الذي استشهد الكثير من عناصره في معارك مع حركة الطفيلي التي دعت وما زالت تدعو الى العصيان؟ دون ان ننسى عدم القبض على قَتَلَة القضاة في صيدا.

ولتقل لنا الدولة كيف تقبل بوجود احزاب مبني فكرها وبرنامجها على مشروع طائفي احادي اساسه قيام جمهورية اسلامية؟ وكيف ان هذا الحزب هو الحليف السياسي الاول للدولة بعد التحرير والمقاومة وفي العمل السياسي اليومي؟

بكل بساطة, كل معارض هو "طائفي ومذهبي وعميل لاسرائيل", وكل موال هو "وطني" مهما كان متطرفاً او طائفياً او مذهبياً او مرتبطاً بمشروع خارجي!

هذه هي المعادلة المتبعة حتى اليوم, وهذا ما تريده الدولة وما لا نريده نحن, بحيث اننا نطالب بأن تكون الدولة الشريك الاول, بل الراعي الاساسي لأي حوار ومصالحة.

تُرى, لماذا بقي الحكم غائباً عن السمع حيال كل نداءات الحوار والمصالحة؟

هل هو بالفعل من غيّب نفسه ام انه غُيّب قسراً؟... ولماذا؟

مطلوب اليوم وقبل الغد ونظراً لما يحصل في المنطقة, خطة انقاذية حقيقية اذا اردنا فعلاً ان نخلّص الوطن معاً لا ان ننتحره! وينتحره عنّا المتآمرون