عرض مشاركة مفردة
  #113  
قديم 10-03-2006, 09:21 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي كل حزب بما لديهم فرحون ... [حسين بن محمود] 10 صفر 1427هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
كل حزب بما لديهم فرحون
!!
يعجب المرء من حال بعض الناس هذه الأيام ، وكأن الأمة الإسلامية تعيش في دعة وسكون حتى يكون ترفاً فكرياً !! ألقاب تُطلق ونعوت وتصنيفات وتحزبات في وقت الأمة في أمس الحاجة إلى كل دقيقة وكلمة ودقة قلب وطرفة عين
!!

أناس يُطلقون ألقاباُ لا يعرفون كنهها ، وأكثرهم جاهل بها جهلاً مركباً ، وكثير يريد تحقيق ذاته بإنتقاص غيره في محاولات بائسة للظهور على حساب أوقات الأمة ومستقبلها
!!

ترى من "يرمي" إخوانه بالسلفية !! يظن السلفية حزب وجماعة يسعه انتقاصها ، وما علم هذا المسكين بأنه ينتقص الصحابة والتابعين ، فما السلف إلا : القرون الأولى المفضلة
!!
وترى من ينتقص الإخوان ، وما علم بأنه ينتقص نفسه قبل غيره لأنه أخ للمسلمين بإعتباره مسلماً
!!
وترى من تنتقص التبليغيين وما درى بأنه يعترف على نفسه بالقصور لكونه لا يبلغ الدين وقد أُمر بتبليغه ، ويقول : هؤلاء يبلغون عن غير علم !! وعلمه راكد آسن لأنه لم يبلّغ عن رسول الله آية
!!
وترى من ينتقص المجاهدين وما علم بأنه مُخاطب بآيات الجهاد في القرآن : إن كان رجلاً بالغاً عاقلاً قادراً ، أو عاجزاً ذو مال ، أو عاجزا فقيراً ذو لسان أو قلب سليم
!!

إننا لا نشك بأن وراء هذه الفتنة من ورائها ، وأنها توقد بوقود الأعداء ليصيّروا الإخوان فرقاء ، ولكن العتب على من لا يرى الشمس في وضح النهار وهو بصير ، ثم يمشي في بنيّات الطريق ولا يعتصم بحبل الله المتين
!!

أين فراسة المؤمن ، أين الفطنة ، أين العقل ، أين الفقه !! حتى لو لم تكن أيدي خفية لكان لزاما علينا إعمال فقه الأولويات
..

لقد وصل الحال ببعضهم إلى تفضيل بعض المجاهدين على بعض ، وتحزيب المجاهدين وجعلهم فئات مختلفة عقديا وفكريا ومنهجيا ، في نفس الوقت الذي يبذل فيه المجاهدون مهجهم وأرواحهم في سبيل توحيد صفوف المسلمين
!!
فهؤلاء يخْذُلون المجاهدين من حيث لا يشعرون : فهذا مجاهد سلفي ، وهذا مجاهد إخواني ، وهذا مجاهد صوفي ، وهذا مجاهد تحريري ، وهذا مجاهد تكفيري ، وهذا من القاعدة وهذا من حماس وهذا من جماعة الجهاد ، وهذا ، وهذا !! سبحان الله : المجاهدون تُُسفك دمائه وتزهق أرواحهم وهؤلاء يبيعون ويشترون عرَقهم ويهدمون ما بناه المجاهدون بأشلائهم وجماجمهم بكلمات معدودات
!!

ومن المصائب ما قرأنا عن أناس يرون مفسدة في تواجد "أنصار القاعدة" في فلسطين !! وأنا أسأل هؤلاء : ما هي "القاعدة"
!!

القاعدة ليست حزباً أو جماعة بالمعنى المتعارف عليه ، إنما هي : دعوة لإحياء فريضة الجهاد وتحريض المسلمين وتحرير بلاد الإسلام من الكفار الصائلين ، فالقاعدة جزء لا يتجزأ من الإسلام ، وإن كان في فلسطين من يجاهد أو يحرض المؤمنين على الجهاد أو يدعو إلى تحرير بلاد الإسلام فهو على منهج وعقيدة وفكر "القاعدة" ، وهو فكر وعقيدة ومنهج الإسلام ، ولا يشك في هذا عاقل .. فالقاعدة ليس لها أتباع بعينهم فيقال : هذا "قاعدي" وليس لها دستور أو نُظم كحال الأحزاب والجماعات ، فدستوها ونظامها نصوص الكتاب والسنة ، وعملها الجهاد في سبيل الله بكل الوسائل الشرعية ، فمن كان هذا فكره ومنهجه فهو داخل في "قاعدة الجهاد" في الأرض
..

لو استخدمنا نفس الفكرة وطبقناها على "حماس" ، فسنخرج بنفس النتيجة : "حركة المقاومة الإسلامية" ، "الحركة" ضد السكون ،"والمقاومة" ضد التثاقل والإستسلام ، "والإسلامية" ضد الكفرية ، وهي تعني بتحرير فلسطين من الإحتلال اليهودي ، فمن منا لا يتشرّف بالإنتماء إلى هذا كله
!!

يبقى أمر غاية في الدقة والأهمية يغيب عن البعض : هناك فرق بين المنهج وبين التطبيق ، وبين الفكر وبين من يدعي اعتناقه ، فلو نظرنا إلى أعداد المسلمين لوجدنا أنهم قرابة المليار ونصف ، ولكن كم من هؤلاء يُطبق الإسلام في حياته
!!

قد ينتمي البعض إلى فكر القاعدة أو حماس أو الإخوان أو السلفية أو غيرها ، ولكن ليس بالضرورة أن هؤلاء يطبقون جميع ما يدّعون الإنتماء إليه ، والمنهج شيء والتطبيق شيء آخر ، بل قد يكون الأمر تنزيل ووحي ليس فيه خلل ولاكن الخلل يكون في فهم وتطبيق هذا الوحي
..

فكما أن في مدعي أتباع السلفية أمثال "كذاب نجد العبيكان" ، فهناك في الجماعات الأخرى أمثال هذا الكذاب ممن يبيعون دينهم بثمن بخس ، فليس كل "إخواني" على دعوة الشيخ حسن البنا رحمه الله ، وليس كل "سلفي" على منهج السلف سائر ، وليس كل تبليغي على نهج "الكاندهلوي" ، وليس كل مجاهد مصيب في جميع خطواته ، فكل له أخطاء وزلات من الظلم نسبتها للمنهج
..

أقول هذا لتقريب الفكرة وتبسيط الحقيقة ومخاطباً هؤلاء بلغتهم ، وإلا فإنني من أشد الناس كرها وبعداً عن هذه الألقاب والتحزبات ، وليس في الإسلام إلا الإسلام ، لا حزبية ولا غيرها في ديننا ، وهؤلاء الذين ينتمون لهذه الجماعات والأحزاب ويزعمون إنتمائهم لأصل الإسلام كيف غاب عنهم قول الله تعالى {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ * فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ} (المؤمنون : 52-54) ، وقوله جل في علاه {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ...} (الأنفال : 46) ، فطاعة الله ورسوله تكون بترك التنازع والتحزّب والتقطّع ، وطاعة الله ورسوله تكون بمعرفة حقيقة الأمة الواحدة والعمل على تحقيق هذه الحقيقة ، ولا تعمينا العصبيات وسكرة الجهالات عن هذه الحقائق القرآنية
..

وأنا أنقل للإخوة الكرام خبراً نقلَته وسائل الإعلام ، جاء فيه "أقدمت قوات أمريكية قبل أيام بالتعرّض لحافلة تقل طالبات في معهد المعلمات في مدينة الموصل بشمال العراق. ووقع الحادث عندما صعد إلى الحافلة عدد من الجنود الأمريكيين، برفقة مجندة تتكلم العربية بصعوبة، وطلبوا منهن نزع الحجاب، والكشف عن عوراتهن مما أثار حالة من الاستياء العارم في أوساط المدينة المحافظة."
(انتهى الخبر)
..

فقولوا لي بالله عليكم : كيف يشتغل مسلم عاقل بغير هذا العدو ، وكيف يحلو لمسلم عاقل الجدال والمراء والإنتصار للجماعات والأحزاب في مثل هذا الوقت !! أين الرجال عن كل هذا !! وهل من الرجولة صم الآذان وتغطية العينان عن مثل هذا
!!

لقد كنت أراقب الشبكة طوال الفترة الماضية ، ورأيت الخبر يمر مر السحاب على المنتديات والساحات الحوارية ، بينما بقي الجدال والنقاش حول السلفية والإخوان والتبليغية والحماسية وغيرها ، فإذا كان هذا حال شباب الأمة الذين نحسبهم على الجادة ، فكيف بغيرهم
!!

دماء تُزهق ، وأعراض تُنتهك ، وبلاد تُغتصب .. أخواتنا في سجون اليهود في فلسطين ، وفي سجون النصارى في العراق ، وفي سجون الروس في الشيشان ، وفي سجون الهندوس في كشمير ، وفي سجون البوذيين في الصين ، وفي سجون المرتدين في مصر والجزائر وليبيا والمغرب والأردن ، وفي سجون الشيوعيين في طاجيكستان وأوزبكستان ، فكيف يطيب لمسلم أن ينشغل عن أخواته ويتركهن نهب العلوج يدنسون شرفهمن وعفتهن وطهارتهن
!!

أفيقوا أيها المسلمون ، فإن الوقت ليس وقت نزاعات وخلافات وجدال وتشاحن وتنابز بالألقاب ، إن ديننا محارب ، وأنفسنا مهدرة ، وأعراضنا منتهكة ، وبلادنا ممزقة
..

ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع إن شاء الله
__________________