عرض مشاركة مفردة
  #115  
قديم 10-03-2006, 09:40 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي كل حزب بما لديهم فرحون ... [حسين بن محمود] 10 صفر 1427هـ




لا بد من التسلح بالإيمان والتقوى والعلم
ولا بد من معرفة الحق والتجرد له
ولا بد من نبذ العصبية بكل أثوابها وصورها
ولا بد من معرفة العدو ومعرفة أساليبه الشيطانية
ولا بد من الإخلاص لله والعمل من أجل مصلحة الدين وحده
ولا بد من معرفة حقيقة الإخوة الإيمانية ومعرفة أهمية الإعتصام بحبل الله ومعرفة مآل التفرقة والتحزب والتقطّع والتنازع
ولا بد من إحسان الظن بالمسلمين ، وإيجاد الأعذار للمجتهدين المخطئين والمتأولين
وينبغي أن يعضّ الإخوة على الأخوّة الإسلامية بالنواجذ ولا يفرطوا فيها ولا يسمحوا لأي إنسان الدخول بينهم وقطع ما أمرهم الله بوصله
..

إن المرء إذا عَلم مراد عدوه منه ، سهُل عليه معرفة مداخله عليه ، ومن أعظم مقاصد العدو : التحريش بين المسلمين وتفريقهم وتمزيق شملهم وتشتيت قوتهم ، فإذا علمنا هذا عرفنا أصل كثير من الأمور التي نراها ونسمعها والتي تصرفنا عن عدونا اليهودي في فلسطين ، وعدونا النصراني في العراق وأفغانستان والشيشان والفلبين ، وعدونا الهندوسي في كشمير وعدونا البوذي في تايلاند والصين ، وعدونا المرتد في بلاد المسلمين
..

{وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} ، هذه الكلمات ليست نظرية علمية ، أو عبارة فلسفية ، بل هي : حقيقة شرعية إلهية حتمية النتيجة إن وُجدت الأسباب ، فالتنازع سبب حتمي للفشل والضعف ، والمسلم ينبغي له أن يجعل هذا نصب عينيه ، فمن ساهم في إشعال هذه النيران إنما يُساهم في إفشال عمل المسلمين وإضعاف قوتهم ، فليتقي الله أحدنا ولا يؤتى الإسلام من قِبله
..

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات : 10)
أمر إلهي ، وقاعدة ربانية لو عمل بها المسلمون
..

إن الهدم سهل ، ولكن البناء يحتاج إلى حذاق المهندسين وعما ذو سواعد قوية ، وهذه هندسة إيمانية يتعلم كنهها من أدرك حقيقة الآيات القرآنية فعمل بمقتضاها وجعلها مسيّرة له ، غالبة على فكره وعقله ، ومن كان هذا حاله تجده مخفضاً جناحه ، رحيماً بأحبابه ، لا تملكه عصبية ولا عزة بإثم ولا انتصار لنفس ، هيّناً ليّناً سهلاً ينقاد لإخوانه كما تنقاد للأعرابي ناقته الذلول
..

هذا الذي يحب إخوانه ويتمنى أن يكون الحق على لسانهم فيتبعهم ولا ينازعهم ولا يجادلهم لأنه يرجو ما عند الله ، فيود إخوانه في الله لعلمه ما في هذه المحبة من عظيم أجر وثواب : عن معاذ رضي الله عنه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
:
"قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ
المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء"
(الترمذي ، وقال : حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح)

تجد هذا المؤمن ذليلاً لإخوانه لأن الله وصف من يُحبهم بقوله
{أذلة على المؤمنين}
لا يستنكف أن يضع خده على الأرض ليدوسه أخوه فيرضى عنه كما فعل أبو ذر مع بلال رضي الله عنهما .. تجد هذا المؤمن يخفض لإخوانه الجناح لأن الله أوصى نبيه فقال
{واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}
فلو كان النبي فظا غليظ القلب لإنفظ أصحابه من حوله ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان على خلق عظيم ، وكذلك من تبعه وأحبه وأراد أن يستن بسنته صلى الله عليه وسلم
..

كثير منا عارض حماس حين عزمت الدخول في الإنتخابات ، ونصحهم الكثير ، ولكن الإخوة رأوا رأيا ظنوه مصلحة ، والأمر اجتهاد ، ولا ينفعنا التقريع والتشنيع ، فالإخوة كانوا ولا زالوا يقاتلون يهود ويصدونهم عن المسجد الأقصى ، وأحدنا لا يستطيع دخول فلسطين ، فواجبنا اليوم أن نقول لهم
: ماذا تريدون منا لتصمدوا في وجه العدو ولتجتازوا هذه المرحلة بأمان
!! لا أن نشنع عليهم ونرميهم في أحضان من لا خلاق له ولا دين ، هؤلاء يقاتلون في بيت المقدس وعلى أكناف بين المقدس ، وتجهيزهم وإمدادهم بالمال والرأي والدعاء من أوجب الواجبات : إن لم نستطع أن نكون معهم بأجسادنا
..

وليسأل أحدنا نفسه : من أكثر الناس فرحاً إذا تخلى المسلمون عن الإخوة في فلسطين؟ أليس شارون وبيريز وموفاز وإخوانهم أبناء القردة والخنازير
!!

وكذلك الإخوة في حماس عليهم أن يعوا هذا وأن يكون موقفهم من المجاهدين ما يريدونه هم من المسلمين ، فالكل يجب أن يتكاتف ويتآزر
{إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}
(الصف : 4)
فليس هناك مجال للجدال ، وساحات النزال معروفة معلومة ، والإختلاف في هذا الوقت من أقبح العمل
..

إن الأمر ليس أمر هذا الحزب أو تلك الجماعة ، الأمر أمر الأمة كلها
: صالحها وفاسدها ، مجاهدها والمتخلف عن نصرتها ، كل الأمة في خطر وينبغي أن تكون الأمة كلها في خندق واحد ، فإذا أخرجنا فلان وعلان وهذا الحزب وذاك فمن يقاتل العدو!! ومن ينصر هذا الدين
!!

ما يضرنا إذا قلبنا الجدال نقاشاً ، والإختلاف تناصحاً ، واللمز ذكر حسن والقدح ثناء ، والتحقير احترام وتوقير !! أينقص هذا من قدر أحدنا شيء ، لا والله ، بل يزيد من الحسنات ويحط الخطايا ويكون هذا – بإذن الله – سبباً لوحدة الأمة وقوتها
..

اللهم وحّد صفوف المسلمين ، وخالف بين قلوب الكفار والمنافقين ، وانصر اللهم المجاهدين في سبيلك واجعلنا منهم ، واحفظ اللهم بقوتك ورحمتك أمة نبيك من كيد الكائدين
..

{ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
..

كتبه
حسين بن محمود
10 صفر 1427 هـ

ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع إن شاء الله


__________________