عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-03-2001, 04:26 AM
البازي البازي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 66
Post مسالك أهل البدع في الإستدلال على عقائدهم

مسالك أهل البدع في النظر والاستدلالعلى عقائدهم

مما لا شك فيه أن الحاجة مـاسة في زماننا هذا - وفي كل زمان - لمعرفة صفات أهل السنة والجماعة ومنهجهم في الحياة، فـهـذه مـسـألـة مهمة وملحة من أجل إنهاء حالة التشتت والحيرة التي يعيشها المسلمون اليوم. وقد ظـهـرت فـي الآونــة الأخيرة كتابات طيبة بهذا الـصـدد؛ ويـعد من متعلقات ذلك أيضاً البحث في طرق ومسالك أهــل الـبـدع فـي الـنـظــر والاستدلال، وتـوقـيـهــا حـتى تسلم لنا الاستقامة على طريق أهل السنة والجماعة؛ فإنما بضدها تتميز الأشياء..
الأصل العام لجميع طرق الاستدلال عندهم :
الأصـل فـي جميع طرق استدلال أهل البدع أنهم لا يأخذون الأدلة مأخذ الافتقار إليها بل يقدمون أهواءهم ، ويعتمدون على آرائهم ، ثم يجعلون الأدلة الشرعية تبعاً لذلك الهوى. ومن يفعل ذلك فهو أحد رجلين :
- إما مـغـرض ويـعـلـم أنه صاحب هوى متمكن من قلبه ، فيستدل بما يراه موافقاً لهواه بالمتهافت من الأقوال ويدعي للناس أنها من أصول أهل السنة والجماعة كذبا وبهتانا ولا مانع عنده أن يستشهد بقول أحد السلف، ويلوي الأدلة ليّاً لتوافقه ويخالف الإجماع.
- أو هو غير راسخ في العلم ، لا يعرف كلام العرب ودلالته ، ولا مقاصد الشريعة وكلياتها وأصولها، فيقرأ أو يـسـمـع نـصـاً من الكتاب أو السنة فيفهمه بنفسه فهماً يوافق هوى لديه وهو لا يدري ويظن أنه بذلك متبع للكتاب والسنة.
أما العلماء الراسخون في العلم، الـمـخـلصون لله في علمهم وعملهم فلا يقع منهم ذلك أبداً، بل هم يأخذون الأدلة مأخذ أهلها العارفـيـن بـكـلام العرب وكليات الشريعة ومقاصدها كما كان السلف يأخذونها بكليتها ولا يجزئونها ويفصلون الأدلة الشرعية عن أقوال بعض السلف بل ويقدمونها على مصادر التشريع.
فالـهــوى هو الدافع والموجه الأول والرئيس لطريقة أهل البدع في النظر والاستدلال ولذلك سموا بـأهــل الأهـواء، ويتفرع عن هذا الأصل العام مسالك وطرق شتى، ولا يلزم أن توجد كلها عند كل مـبـتـدع بل قد يوجد بعضها دون بعض ، ونسوق الآن من هذه الطرق أوجهاً كلية يقاس عليها غيرهاوقد لخصته في إعتقادي عدة مسالم منها.
المسلك الأول :
الاعتماد على الأحـاديـث الـواهـية الضعيفة، أو المكذوب فيها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والتي لا يقبلها العـلـمـاء المتخصصون في علم الحديث ويردها إجماع السلف ، كحديث الاكتحال يوم عاشوراء، وأكل الباذنجان بنية، والتبرك القبور وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- تواجد واهتز عند السماع(كتاب الاعتصام للشاطبي) حتى سقط الرداء عن منكبيه، وما أشبه ذلك. وأكثر ما يكون ذلك عند المتصوفة ومن شاكلهم من الفقراء في العلم والنظر ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وسوف نكمل إن شاء الله ........